فرحٌ طويلُ العمر .. احتفالاتٌ احتفظت بوهجها
احتفال سانتا كروث بإسبانيا
احتفظت بعض المناسبات الاحتفاليّة، والكرنفالات الشعبيّة بحضورها حتى اليوم، برغم مرور الكثير من السنوات، وتعاقب الأجيال، ربما بدأ بعضها طقسًا دينيًّا، أو حتى مبادرة عفوّية، لكّنها تحوّلت إلى احتفال ثقافيّ، أو تقليد وطنيّ، أبقى على طابعه الاحتفاليّ، ونسي - أو كاد - مبرراته العقدّية، أو سياقه التاريخيّ.
بعض تلك المهرجانات استأنفت مواسمها الدورّية، وأخرى لم تتوقف إلا وسط ظروف قاهرة، وبقيت تضجّ بالفرح، وتتناول الأجيال بوصيَّة أسلافهم، للاستمرار في هذه المناسبات، بوصفها امتدادًا ثقافيًّا واجتماعيًّا يقاوم عوادي الحزن وقسوة الزمن.
تعود أصول كرنفال “سانتا كروث دي تينيريفيه” أحد أكبر المهرجانات الشعبيّة في العالم - والذي يحرص سكان تينيريفيه على الاحتفاء به بحفاوة كلّ سنة - إلى القرن ال 16 ، ويحضّر له طوال أشهر، وتُقام فعالياته في مدن وبلدات هذه الجزيرة، كبرى جزر أرخبيل الكناري الإسبانيّ.
ويستمرّ كرنفال سانتا كروث دي تينيريفيه لأسابيع، وتتخّلله عروض بعربات كبيرة متعدّدة الديكورات، وشخصيات بأزياء برّاقة عملاقة، على شكل: قناديل بحر، ودلافين، وأسماك كبيرة، وسط الحضور، في ديكور يحاكي أجواء البحر، وقد أعلنته السلطات الإسبانيّة سنة 1980 حفلة تكتسي أهمِّيَّة سياحيَّة عالميَّة.
يتجاوز عمر كرنفال البندقيّة أكثر من 900 سنة، ويتميّز بالأقنعة الملونة والمختلفة، والتي تعتبر “الهُويّة” الأساسيَّة لهذا الحدث الثقافيّ الضخم، حيث يرتديها المشاركون لإخفاء جميع أشكال الاختلاف بين الفئات الاجتماعيّة، وبالتالي فهي تسهل من عمليّة الاختلاط والتعارف بين جميع شرائح المجتمع. وتتخلل الكرنفال عروض موسيقيّة مائيّة تستقطب جماهير غفيرة. وحسب الروايات، فإنّ كرنفال البندقيّة انطلق في العام 1162 غداة تحقيق انتصار عسكريّ، إلا أنّه أهمل لعقود من الزمن، قبل إعادة إحيائه من قبل البلديّة في ثمانينيات القرن الماضي. وتشهد البندقيّة خلال الكرنفال حفلات يوميّة مقنعة كثيرة، تنظم خلالها مسابقة لاختيار أفضل لباس في ساحة سان ماركو.
هو عطلة وطنيّة مصريّة، بمناسبة بداية فصل الربيع، ويقع دائمًا في اليوم التالي لعيد الفصح المسيحيّ الشرقيّ. وعلى الرغم من موعده المرتبط بالمسيحيّة، يعدّ شمّ النسيم عطلة يحتفل بها المصريّون من كلِّ الأديان، لذلك فهو أقرب للمهرجان الوطنيّ من المناسبة الدينيّة. يقضي الناس كلّ اليوم في التنزه: في: المساحات الخضراء، الحدائق العامّة، على النيل، أو في حديقة الحيوان، ويتمّ تناول الفسيخ: وهو سمك مملح ومجفف. وفقًا لسجلّت كتبها فلوطرخس خلال القرن الأول، اعتاد المصريّون القدماء على تقديم: السمك المُملّح، والخسّ، والبصل، إلى آلهتهم. Shemu خلال مهرجان الربيع، المعروف باسم بعدما أصبحت مصر عربيّة تحوّل مصطلح إلى شمّ النسيم، وهو الاسم الذي يمثّل Shemu - إلى حدِّ ما - الطريقة التي يحتفل بها المصريّون في العيد.
يعدُّ مهرجان ريو دي جانيرو أكبر كرنفال في العالم، وذلك منذ . جذوره في عام 1723 يصل أكثر من مليوني شخص إلى شوارع ريو خلال الكرنفال كلّ يوم، العوامات، والاحتفالات، والزخارف، من مختلف مدارس سامبا، هي الأهمّ في الكرنفال، وعلى الرغم من أنّ المسيرات تقام في سامبادروم - وهو مكان يضمّ صالات عرض للمشاهدين - إلا أنّه يتمّ تنظيم العديد من الأحداث في الشارع.
حتى بعد انهيار الإمبراطوريّة البرتغاليّة، استمرت النكهات الأوروبيّة مطبوعة في الثقافة العامة للمستعمرات القديمة، أحضر البرتغاليّون المسيحيّين إلى غوا في عام 1510 ، واستمرت ثقافتهم صارخة في احتفالات الكرنفال هناك. وفي أيامنا هذه، يُعد كرنفال جوا مزيجًا من: الأزياء المزينة بالريش، ورشقات النار، والألعاب البهلوانية، مع إلقاء بعض البانتيون الهندوسيّة؛ وتتوزع أكشاك الطعام في الشوارع، كرنفال جوا، الهند ومُسابقات الطهي.
