اﻟﻜﻨﻮز اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
اﻟﺄﺑﻴﺎت ﺧﻄﻬﺎ ﻟﺈﺛﺮاﺋﻴﺎت ﺑﺎﻟﻘﺼﺐ واﻟﺤﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻮرق اﻟﻤﻘهر اﻟﺨﻄﺎط: أﺣﻤﺪ ﺟﺪاوي
يبدو الفارق عميقًا بين الرُّصافتين: رصافة الشام، ورصافة الأندلس. وبين القصرين: قصر دمشق وقصر قرطبة، وبين الرحلتين: رحلة فسيلة من مشرق الأرض إلى مغربها، ورحلة فارس بين سقوط دولة وقيام أخرى.
وبرغم تلك الفوارق الكبيرة بين هذين العالمين المتوازيين، فإنّ رؤيةً عابرة لنخلة قادمة من بعيد، كانت كافية لتؤجِّج نيران الحنين في روح وخيال الأمير الفارس المهاجر المغترب، الشاعر عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد
الملك، المعروف بعبد الرحمن الداخل.. تلك النيران التي ما زالت مشتعلة، توزِّع الدفء على كلّ من يقرأ البيت والأبيات التي بعده إلى يوم الناس هذا.
الحنين الصامت الذي تنوء به عراجين النخلة، في مقابل الحنين الصارخ الذي تضجّ به جوانح صقر قريش، هو تناصٌّ بين كائنين غريبين عن المكان، قريبين من بعضهما، يسبر أغوار كلّ نفس بشرّية أصيبت بوعكة حنين مفاجئة.