نحن نعد شيئًا رائعًا من أجلك.

وَقَدْ أراِني الشَّبابُ الرُّوحَ في بَدَني وَقد أراِني المَشيبُ الرُّوحَ في بَدَلي
الكنوز العربية

وَقَدْ أراِني الشَّبابُ الرُّوحَ في بَدَني وَقد أراِني المَشيبُ الرُّوحَ في بَدَلي

وَقَدْ أراِني الشَّبابُ الرُّوحَ في بَدَني  وَقد أراِني المَشيبُ الرُّوحَ في بَدَلي

القصيدة بالخط الكوفي من الفنانة هند الغامدي.

بقلم ريم الغزال
May 20th, 2020

بهذه الكلمات التي يترصّع فيها اللفظ، ويتكثف المعنى، يعبر المتنبي عن دواخل نفسيته المتقلِّبة، ورؤيته الفلسفيّة لعالم عبثيِّ المآل، تتساوى فيه المتناقضات. وقد مهَّد لهذا في بيته السابق : «قد ذقت شدة أيامي ولذتها فما حصلتُ على صابٍ ولا عسلِ».

القصيدة نفسها جاءت اعتذاريَّةً لسيف وا حرّ « الدولة على ما كان في ميميّة وهو سِياقٌ أبعد ما يكون عن ،» قلباه أنفَة الشاعر القائل «أيَّ محلٍّ أرتقي أيَّ عظيمٍ أتّقي؟».

إنَّ المُتأمِّلَ تتابُعَ الأبيات يجدُ نبرةَ مرارةٍ تتصاعد منذ الاستهلالِ الطلليِّ التقليديِّ،  من شاعر قال مرةً مزدرًيا: «أكلُّ فصيحٍ قال شعرًا مُتيَّمُ؟»، وكأنَّه بهذه القصيدة  يستسلم للظروف التي تدفعه غصبًا إلى
فعلِ ما يكره.

وتصِل هذه المرارة إلى ذروتها في هذا الب: «وَقَد أراني الشبا»، الذي اجتمع فيه عمق الفكرة مع جماليات البلاغة.

إعادة تعيين الألوان