القناع الغامض

بصورة لقناع ذهبي من الذهب المنقوش بالأحجار الكريمة، ناهيك عن المجوهرات المعقدة والأزرار، فضلًا عن الرقائق الذهبية المرسومة، كانت مجرد قطع ثمينة مدفونة بحسب اعتقاد البعض، وبمحض الصدفة وخلال صيف عام 1998م، لوحظ أن طفلة صغيرة تبلغ من العمر 6 أعوام، دفنت في قبر معروف الآن باسم "قبر ثاج"، وهو مكان استراحتها الأخير، حيث كان محاطًا برقائق ذهبية مستديرة وكان وجه الطفلة محاطًا برقائق ذهبية مستديرة. فالسؤال الذي أثار فضول الباحثين والعلماء من هي الطفلة وماذا حدث لها؟ هل كانت أميرة يا ترى، أم طفلة من عائلة ثرية، وما الذي جعلها فريدة من نوعها حتى بوفاتها؟

لو عدنا إلى تاريخ المقابر القديمة لشخصيات مهمة نستكشف أن بعضهم كان يُدفن بالذهب ومحاط به، في حين يعتقد المصريين القدماء أن الذهب آنذاك كان يرمز إلى "جسد الآلهة" بيد أنه لم يكن بعيدًا. وفي حال تمعّنا بالصور لأرتميس وزوش والزخارف الأخرى من القطع الأثرية في "ثاج"، فهذه المدفونات تعود إلى الفترة الهلنستية في شبه الجزيرة العربية منذ حوالي ألفين عام، وكانت في ذلك الوقت شبه الجزيرة العربية جزءًا من طرق التجارة المتصلة بالعالم المتوسطي، وعبر هذه الطرق يتم تداول البخور كسلعة أساسية ويمر عبر "ثاج"، ويعتقد بأن هذه التجارة الثرية كانت لدى عائلات تمتلك ثروات كافية لتكون قادرة على استحواذ القطع الفاخرة لوضعها في المدفن.