نحن نعد شيئًا رائعًا من أجلك.

كلمات من ذهب
الفنان الضيف

كلمات من ذهب

كلمات من ذهب

عمل فني بدون عنوان، بإذن من الفنان فيصل بن خالد الخضيدي من معرض "Talk of the Windows" في L’Art Pure Gallery

بقلم حفصة الخضيري
April 25th, 2022
الذهب لا يتلف قط، وهو رمز الأناقة والأصالة والبهاء
سعيد الفنان فيصل بن خالد
عمل فني بدون عنوان، بإذن من الفنان فيصل بن خالد الخضيدي من معرض "Talk of the Windows" في L’Art Pure Gallery

في قلب صالة الفنّ النقي عند معرضه الفردي بعنوان «حديث النوافذ»، يجلس فيصل بن خالد الخديدي الفنّان الذي يرقى إبداعه لأبعد من التوقعات، وشخصيته ذاتها دليل على أن الدماثة ليست فضيلة فحسب، بل نمطًا للحياة. 

ولا عجب أن يزور سمو وزير الثقافة بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود بنفسه معرض الخديدي وينشر من داخل المعرض بعضًا من أعماله؛ حيث لوحاته وما تحويه من معانٍ وأسرار تسلب الألباب وتُدهش الأنظار. 

جاء تصوّر «حديث النوافذ» من فكرة اجتماعيّة حيث تسمح النوافذ للضوء والنسيم الرائق أن يتسلل من خلالها للبيوت تشبه نفوس الناس، فعندما نفقد الضوء بداخلنا، فإننا نفقد كينونتنا ونُظلِم. يفصّل الأستاذ الخديدي هذه الحالات إلى أربع مساحات هي: شفّافة، معتمة، مخفية، وقناع، ويمكن الإحساس بكل منطقة من هذه الأربعة عبر النافذة التي تمثّلها اللوحات، 

فالخوف الألم والعطف والطمأنينة والحماس والغضب، كلها أحاسيس من شأنها أن تعتري المشاهد ويشعر بها بناءً على اللوحة التي يراها. يعمل الفنّان العطوف الدؤوب وفقًا للسمات والموضوعات الرئيسيّة، التي يطرحها في الساحة الفنيّة ويواصل استكشافه من جديد بمواد وتعبيرات جديدة ومختلفة. 

وكواحد من أبرز فنانّي المملكة السعودية، فقد حظي بطبيعة الحال بفرص كثيرة ليشارك في المجتمع الثقافي خاصةً في مسقط رأسه «الطائف»؛ مثل عمله رئيسًا للمهرجان المحليّ في الجنادرية وكاتبًا للمقالات في بعض الصحف. وعلى الرغم من اهتمامه بالعمل المحليّ، إلا أن صداه الفنيّ قد وصل جميع أقطار المملكة ومن ثم العالم. 

حظينا في "إثرائيات" بفرصة لقاء حصري مع الفنان خالد الخديدي، إليكم نص الحوار:

السؤال الأول: متى بدأ استخدامك للذهب؟

«بدأت بتجريب أوراق الذهب في عام 2009م». لم يعثر الخديدي قبل ذلك التاريخ على موضوع أو سمات قد يستحق تنفيذه بمادة ثمينة كهذه؛ فهو يرى أن «الفكرة هي ما تحكم وتوجّه المادة». معرض النوافذ هو مزيج من الخشب والأكريليك والذهب والمواد الأخرى، التي تستعرض الإمكانيات والاحتياجات المختلفة لهذه الفكرة المركّبة. ومن وجهة نظره ، فالذهب هو رمز الأناقة والأصالة والبهاء، لا يتآكل أبدًا ولا تشوبه شائبة، وإن كان هناك شوائب فهي ثانوية طفيفة يسهل إصلاحها، كما أن أوراق الذهب في غاية الصفاء والحُسن. تعكس أعماله تفانيه في التجربة وانتقائيته للمواد التي يستخدمها.

السؤال الثاني: ما الذي يعجبك في الفنّانين؟

الفنّانون الذين ينبغي تقديرهم هم ذوي الثقافة ومحبيّ التجديد والاستكشاف، والأسخياء بمعارفهم وخبراتهم، وبالتأكيد الذين لا يأخذون أو يتسلطون أعمال غيرهم. علاوةً على السمات السابقة، فتعويد النفس على التعلّم المستمر واللطف هي أيضًا من السمات الدمثة، التي يبحث عنها الخديدي في الدوائر المقرّبة من حوله ومجتمعه. 

كون الشخص عبقريًا أو صاحب رؤية قد يجعله فنّانًا، لكن تُقاس قيمة الشخص حقًا بالإرث الذي يتركه بدوره ومساهماته في مجتمعه والأفكار التي يشاركها الآخرين، و من المهم أن تكون جزءً فعّالًا من المجتمع وأن تتحلى بالكرم والعطاء مع مَن حولك. فالخديدي نفسه يفتح أبواب معرضه ويشارك أوقاته الثمينة مع دوائر معارفه، ويرحّب بالجميع؛ ليشاركوا أعمالهم و يتبادلون الأفكار ويقدموا نقدًا بنّاءً.

السؤال الثالث: ما هي نصيحتك لمَن يرغب أن يصبح فنّانًا؟

نصيحتي تتكون من ثلاثة أجزاء: الاستمرارية والتجربة والتعرّض المستمر لموارد الثقافة. ينبغي على الفنانين الصاعدين أن يبدعوا ويُحكموا حرفتهم باستمرار ويجرّبوا كل شيء؛ لتحسين مهاراتهم وأعمالهم، والأهم أن يتعرّضوا للمحتوى الثقافي في مختلف صوره وألوانه.

السؤال الرابع: ما هو الفنّ بالنسبة إليك؟

«الفنّ هو الحياة وبلسم الروح» يرى الخديدي الفنّ كلغة للالتقاء والسماح والطريقة الآسرة للتعبير عن كينونة المرء، وتجمل الفنّ الحياة وتجعلها مبهجة؛ لذا فإن نعت الفنّ بالبلسم هو وصف ملائم تمامًا. 

الخديدي رجل سخيّ لا يضن بوقته ولا معارفه على من حوله. ويتمكن بالإنصات لأفكاره والتأمّل في فنّه بسهولة تصور المثابرة والدقة في أعماله، فالدماثة التي تتجلّى في أعماله وشخصيته لا تخطئها النفس، وتعكس بوضوح ما يريد أن يعرفه العالم به.

إعادة تعيين الألوان