يطرح العمل سؤلً هامًا عما إذا كان ينبغي رؤية وجه الشخص) شكله الخارجي (للاعتراف بجدارته وانجازاته. إن الشخصيات المجهولة والعاملة بصمت ما يساء الحكم عليها ، ويتم الاستهانة بقدراتها في الزمن المعاصر ، الذي سيطرت فيه ثقافة المجتمع الاستهلاكي ، الذي يمجّد الشكل على حساب المضمون. فانقلبت الموازين وتغيرت نظرتنا وحكمنا على الأشياء. العمل دعوة إنسانيّة للمساواة في حكمنا على الأشخاص ، وإعط ، الفرصة لإثبات ذواتهم ، وتعطيل العاطفة وتغليب المنطق عند الحكم. هو دعوة لف لفهم إلى جوهر الدوافع على احترام الأشخاص الذين اختاروا اعتناقها. شارك في العمل 64 امرأة عاملة سعودّية من شتى المجالات صورة تمثل طفولتهن ، تم تثبيتها من أسفلتها لتعبر عن فكرة اختلافهنّ جوهرًيا ولتعطي وجهًا
يعوّض المتفرج عن غياب وجوههن وراء الخمار، ويشعره بالطمأنينة حيال شخصياتهنّ المجهولة. بل إن براءة الأطفال وابتسامتهنّ تعكس راحتهنّ النفسيّة، وقناعتهنّ الخالصة بهذا الاختيار، خلافًا لما يعتقده الكثير من أنهنّ مقموعات ومجبرات. ولكن رؤية هذه الوجوه تتطلب بعض الجهد من المشاهد، فعليه أن يتحرك ويمسك القطعة ويقلبها بنفسه ليرى الوجه المختبئ أسفلها تمامًا مثلما نفعل حين نلتقي شخصًا للمرة الأولى، ونجد أنفسنا مضطرين لتقييمه، عندها يجب ان نلزم أنفسنا ببذل الجهد لتعطيل كل ما قد يثيره شكله من مشاعر لدينا، ونتيح له الفرصة ليعرض لنا قدراته، وهنا يطْرَح السؤال من جديد: هل أحدث هذا الوجه فرقًا في حكمه على إنجازاتهنّ حين كشفناه؟