نحن نعد شيئًا رائعًا من أجلك.

رمز العشق والخيال.. مجنون ليلى
كنوز عربية

رمز العشق والخيال.. مجنون ليلى

رمز العشق والخيال.. مجنون ليلى

لوحة قيس وليلى يتوسطهما قصيدة "المؤنسة" لقيس بن الملوح - الرسم: ألوان جواش على ورق، الخط: حبر عربي على ورق توت مقهّر. رسم: عبيد باحميد، خط: محمد الصلحاني، اللوحة: بإذن من الفنان عبيد باحميد.

بقلم ليلى الزاهد
September 30th, 2025
"تذكَّرتُ ليلى والسنينَ الخواليا.. وأيامَ لا نخشى على اللّهوِ ناهيا"
قيس بن الملوح

لكلّ شعب من شعوب العالم قصص حب خالدة، كان لها أثر كبير في وجدانها، ولونت ذاكرتها عبر الأجيال، محتفية بالحب والهيام، وشغوفة بسير العشاق، وأصبحت أساطير وحكايات تروى عبر الأزمان، ومنها قصة العاشق الأشهر قيس بن الملوح، وحبه العذري لليلى العامرية، والقصائد العذبة التي ألّفها فيها، وأنشدها من بعده العشاق للتعبير عن مشاعرهم. وُصِف هذا الشاعر العريق بمجنون ليلى لتعلقه بها، وإخلاصه لها على الرغم من أنها أُجبرت على الزواج بغيره.

 

من أجمل أشعار قيس بن الملوح قصيدته الشهيرة: المؤنسة. ويسعدنا في إثرائيات أن نعرض عليكم قراءتها في العمل الفني المشترك والبديع، الذي كان ثمرة تعاون بين الفنان الرسام عبيد باحميد، والفنان الخطاط محمد الصلحاني، حيث شكّلا معًا لوحة فنية رائعة جمعا فيها رمزي العشق قيس وليلى، تتوسّطهما قصيدة "المؤنسة".

في بادئ الأمر كان في نيّة الفنان باحميد أن يرسم امرأةً عربية ترتدي حجابًا مزينًا بزخارف نباتية تشبه نمط المنمنمات الإسلامية القديمة، عندها رأى صديقه الخطاط محمد الصلحاني المبالغة في إطالة رسم الحناء في أصابع المرأة، حيث جرت العادة أن تكون الحناء على أطراف الأصابع فقط. حينها عبّر باحميد عن استغرابه قائلًا: هل تقصد بهذا العمل ليلى العامرية حين تغنّى بها قيس قائلًا:
 

ولمّا تلاقينا على سفحِ رامةٍ
وجدتُ بنانَ العامريةِ أحمرا
فقلتُ خضبتِ الكفّ بعدَ فراقنا؟
قالتْ: معاذَ اللهِ، ذلكَ ما جرى
ولكنّني لـمّا وجدتُك راحلًا
بكيتُ دماً حتى بللــتُ به الـثرى
مسحتُ بأطرافِ البنانِ مدامعي
فصارَ خضابًا في اليدينِ كــما ترى
 

قيس بن الملوح. الرسم: أحبار وجواش على ورق، الخط: حبر عربي على ورق توت مقهّر. رسم: عبيد باحميد، خط: محمد الصلحاني. بإذن من الفنان عبيد باحميد. 
ليلى العامرية. الرسم: أحبار وجواش على ورق، الخط: حبر عربي على ورق توت مقهّر. رسم: عبيد باحميد، خط: محمد الصلحاني. بإذن من الفنان عبيد باحميد.

فخطرت للفنان عبيد باحميد فكرة العمل بتجسيد تخيّلي للشخصيتين، ليلى ومجنونها قيس، كلّ شخصية في ورقة منفصلة، مع كتابة الأبيات التي تصف مشهد الحناء بين الرسمتين لكي يكون الرابط الذي يربط بينهما، فكما كان الشعر هو الوسيلة التي تواصل بها العاشقان قديمًا؛ صار هو الجسر الذي يربط بين الرسمتين المنفصلتين.

وكتب الخطاط محمد أبياتها الاثنين والسبعين كاملة على ورق مقَّهر ومعتَّق بخطّي النسخ والرقاع. القصيدة في المنتصف، وقيس وليلى عن يمينها وشمالها.

 

على الرغم من أنّ نهاية حبّ العاشقين لم تكن سعيدة، فإنهما تركا لنا إرثًا خالدًا من القصائد والحكايات التي تُضرب بها الأمثال، ويتغنّى بها المحبّون حتى زماننا هذا. 
 

إعادة تعيين الألوان