السريالية: عوالمٌ لا يمكن تخيلها
"عمل بلا عنوان" للفنان ضياء عزيز ضياء (مواليد 1947)، الذي خاض شأنه شأن عدد من الفنانين السعوديين، تجربة السريالية في بدايات مسيرته الفنية. نفّذ العمل باستخدام الزيت على قماش مثبت على لوح، بمقاس 120 × 60 سم (47¼ × 23½ بوصة)، اللوحة بإذن من الفنان.
في أوائل القرن العشرين، بعد الحرب العالمية الأولى، وكردة فعل على التغيرات التي أحدثتها الحرب، ظهرت السريالية، حركة فنية وأدبية تقف في وجه العقل والواقع، وتشكّك في كل ما هو متعارف عليه، متأثرة بالأفكار النفسية التي تحاول الوصول لفهم أعمق للعقل الباطن، والأحلام، والمشاعر الإنسانية العميقة.
استخدم السرياليون أساليبًا غير تقليدية، للتعبير عن أفكارهم، ركضوا خلف الرمزيات، ودمج الواقع بالمتخيّل، وحوّلوا المشاهد الغرائبية إلى مرايا تعكس خبايا الروح. يشعر متأمل لوحاتهم أنها مشاهد مقتطعة من أحلام صاخبة! ألوان متلاعبة، تفاصيل ذائبة، أحجام متباينة، أعينٌ تقفز من محاجرها، أجسادٌ تطفو فوق سطح الماء، أو تتساقط من السماء، بحرٌ في السرير، ومدينة تطّل من المائدة، لا شيء يحِدّ الخيال في عالم السريالية.
في السعودية، وعلى الرغم من حداثة التجربة التشكيلية إذا ما قارنّاها بالمدارس العالمية، ظهرت أسماء استطاعت أن توظّف روح السريالية بطابعٍ محليّ.. ما بين الرموز الشعبية التي تظهر في مشاهد حالمة، والتكوينات البصريّة التي تصرخ بلغة السريالية، والمألوف حين يمتزج بالمتخيّل فاتحًا فضاءات للتأويل، برزت أسماء منها: ضياء عزيز ضياء، خليل حسن خليل، عبد الحميد البقشي، عبد العظيم شلي، طه صبان، وغيرهم. هؤلاء الفنانون، صنعوا -كل بطريقته- جسورًا بين الوعي واللاوعي، بين اليقظة والحلم، وبين ما نراه وما نتخيله.