فن الضوء والابتكار والفنّ الإسلاميّ
من مجموعة وزارة الثقافة والشباب الإماراتية، بإذن من وزارة الثقافة والشباب الإماراتية. ولد التوجيه وجميع الأشياء التي تم إنشاؤها بصورة مشعة / وكل الابتسامات والثناء في فم العصور (الوقت) قبل سرمد كاظم الموسوي، العراق. 2011 الاكريليك على قماش. 180 × 180 سم.
“إذا صقلتَ براعتك وتميزتَ فيها فلا تخجل من إظهارها للعالم، فالفن ُّليس شخصيًّا بل تجب مشاركته مع الناس. إنّها طريقة للتشارك والتعبير والتواصل، إذ إن َّالفن َّيحفز المحادثات ويؤدي إلى الحوار…” تُشارك نورة الكعبي (معالي وزيرة الثقافة والشباب الإماراتيّة) أفكارها ووجهات نظرها مع رئيسة تحرير مجلة إثرائيّات، ريم الغزال، حول الفنِّ وأهميّة المثابرة، وحول الفنِّ الإسلاميّ - المتطوّر باستمرار - وعمقه.
تُعَد ُّنورة الكعبي من أكثر وزراء دولة الإمارات ديناميكيّة، بقيادتها للعديد من المبادرات الفنيّة والإبداعيّة، التي تفتح الآفاق وتغيّر المعالم. ومن بين المبادرات المرموقة التي تشرف عليها، جائزة البردة وهي منصة عالميّة تم َّإطلاقها في العام 2004 في الإمارات العربيّة المتَّحدة لإحياء ذكرى المولد النبويّ الشريف. وقالت معالي الكعبي: “يرجع اسم البردة إلى القصيدة التي كتبها الإمام البوصيريّ، في القرن الثالث عشر، في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم”.
حديقة الحبِّ خضراء بلا حدود، لعائشة خالد من باكستان، 2019 خمس لوحات بالألوان الزيتيّة وورق الذهب على ورق مقوّى 50.8 × 50.8 سم و 60.96 × 60.96 سم
من مجموعة وزارة الثقافة والشباب الإماراتيّة، وبإذن منها. هياكل معدنيّة رباعيّة الشكل، مع قماش مخمليّ ودبابيس فولاذّية بعضها مطليٌّ بذهب عيار 24 قيراط. قياس كل هيكل 182.88 × 213.36 سم. في الحديقة حيث الحب ُّأخضر بلا حدود، نستحضر الكعبة المشرّفة وكسوتها في الشكل العام للهيكل، وفي التركيبات الهندسيّة الإسلامية والنقوش المزركشة، بينما تستلهم النجود اخضرارها من قبة المسجد النبويّ في المدينة المنورة. يعتمد العمل الفّنيّ أيضًا على فكرة الحديقة الغّناء في احتفاء بالطبيعة والجمال والهدوء. وفي كلِّ لوحة تبدو طيور تحلق بدوران، كما لو كانت تطوف حول النجود. تختلف الألواح فيما بينها في عدد الطيور وحركتها، إذ تطير الطيور هنا بنفس طريقة طيرانها فوق الكعبة
المشرّفة. أما اللوحات، التي رُسمت بنفس نظام ألوان الهيكل، والتي تذكرنا بالتقاليد الإسلامية في الرسوم المصغرة، فقد وقع تقديمها لتعزيز الهيكل الشبيه بالمكعب. تكمن الروحانيّة في هذه القطعة في طريقة تركيبها، وفي البيت الشعريّ الذي تضمنته للشاعر الصوفي الكبير جال الدين الرومي، بالإضافة إلى العمل الشاق، المتكرّر والتأمليّ الذي تطلبه إنشاؤها، والذي يمثل عماً روحانيًّا في حدِّ ذاته. واليوم، في نسختها السادسة عشرة، تحتفي جائزة البردة بالإبداع والتميز في التخصصات الإسلاميّة التقليدّية، كالزخرفة، والخطِّ العربيِّ القديم والحديث، والشعر النبطيِّ والكلاسيكيِّ الفصيح، والطباعة العربيّة، وهي فئة جديدة أُضيفَت إلى الجائزة بهدف استخدام التقنيات والتفسيرات الحديثة لتشجيع أشكال التعبير التقليدّية.
حديقة الحبِّ خضراء بلا حدود، لعائشة خالد من باكستان، 2019 خمس لوحات بالألوان الزيتيّة وورق الذهب على ورق مقوّى 50.8 × 50.8 سم و 60.96 × 60.96 سم
(إِن اَّللَّهَ وَمَلاِئكَتَهُ يصَلُّونَ عََلى النَّبِيِّ يا أيُّهَا الَّذِينَ آمَُنوا صَلُّوا عََليْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).. لوحة لوسام شوكت من العراق، 2006 . حبر على ورق مقهر 60 × 60 سم من مجموعة وزارة الثقافة والشباب الإماراتيّة
وقالت معالي الكعبي: إن َّالبردة تنقل لنا القيم الجماليّة الإسلاميّة مع المحافظة على قيم التسامح والتناغم الثقافيّ بين الناس. تحتفي الجائزة بتنوّع الثقافة الإسلاميّة وإبداعها الفنيّ، وتلعب دورًا هامًّا في تعزيز القوة الناعمة لدولة الإمارات العربيّة المتحدة، فهي تنشر القيم والمبادئ الثقافيّة الإماراتيّة مع دول العالم، بالإضافة إلى تعزيز علاقاتها على المستوى الدوليّ.
ومع الكمّ الكبير من المواهب التي يتمّ اكتشافها أو إعادة اكتشافها، هناك دائمًا عروض فريدة تقدمها لنا الجائزة من خال معرضها وبرامجها. ومنذ إنشائها، حظي 300 فائز بالتكريم والتقدير لإبداعاتهم المتفردة.
وأضافت معالي نورة الكعبي: “إنّ من المشجع أن نرى كيف حققت الجائزة نجاحات كبرى في دوراتها السابقة، موجدةً منصّةً للمبدعين والفّنانين الموهوبين من العالم العربيّ والإسلاميّ، ومرحبةً أيضًا بالمواهب من جميع أنحاء العالم”.
“نفخر كثيرًا بالقول إنّها من أكثر الجوائز العالميّة ثراءً في مجالَي الفنِّ والثقافة. وهذا ما يُبرز التزام دولة الإمارات العربيّة المتَّحدة بالقضيّة وإيمانها بهذا الشكل من الفنّ. وتبلغ القيمة الإجمالية للجائزة حوالي 1.3 مليون درهم إماراتيّ، موزعة بين الفائزين في الفئات الرئيسيّة الأربع.”
كانت لنا مع معاليها هذه الجلسة التي ناقشنا فيها مواضيع شيقة واستمعنا إلى وجهات نظرها.
موضوع هذا العدد هو النُّور. هل لكِ أن تحدثينا عن أهمّيَّة النُّور في الفنّ الإسلاميّ؟
وفقًا للقرآن الكريم، يتعلق النور بقدسيّة الله، كما أنّه من أول مخلوقاته، وبالتالي يحتل ُّالنور مكانة خاصة في الفنِّ الإسلاميّ. بما أن َّ الفن َّ الإسلامي َّ هو فنٌّ غير تمثيليٍّ، يُستَخدَمُ فيه النور عنصرًا قويًّا للتواصل مع المشاهد، كما يُستخدَمُ اللون لتصوير المفهوم العلويّ للنور، الذي يلعب في العمارة الإسلاميّة كذلك دورًا في غاية الأهميّة في التصميم الداخليّ للمساجد ولغيرها من البنايات. وهو يُستخدمُ ببراعة في الهندسة المعماريّة بوصفه عنصرًا ديكوريًا وأسلوبًا تعبيريًّا.
يتميّز الفنّ الإسلاميّ بتنوعه، إذ أسهمت العديد من المؤثرات الإقليميّة والثقافيّة في إثرائه على مرِّ السنين. فعلى سبيل المثال، تمتاز العروض الفنيَّة من الشرق الأقصى بخصائصها الفريدة المختلفة عن عروض المنطقة العربيّة، إلا أن َّ هذه الأنماط المختلفة يجمعها موضوع أساسيٌّ تحت مظلة الفنون الإسلاميّة. وداخل المنطقة العربيّة ذاتها، تأثر الفنّ الإسلاميّ بعناصر ثقافيّة واجتماعيّة متنوّعة أضافت إليه العديد من الأبعاد والمستويات.
البردة متميّزة هذا العام بالفعل، فهذه هي دورة اليوبيل الذهبيّ لمهرجان وجائزة البردة، وهي تلخص الرحلة الثقافيّة والفنيّة لدولة الإمارات على امتداد العقود الماضية. ومن بين الأعمال الفنيّة الأخرى، سيستضيف المعرض فنًّا متعلقًا بالخمسينيّة تكريمًا للوطن. وبالإضافة إلى ذلك، يتزامن المهرجان والجائزة مع فعالية “إكسبو 2020 دبي”، التي تُعد ُّالحدث الثقافيّ الأبرز على مستوى العالم، ويصنع هذا التجاور بين المهرجان و”إكسبو” اندماجًا مثاليًّا بين القديم والجديد، ويرمز إلى نجاح دولة الإمارات العربيّة المتَّحدة في المحافظة على تراثها الفنيِّ، بينما تخطو خطوات كبيرة في العالم الحديث. وليس هذا كل شيء، إذ يمنح “إكسبو” المشاركين فرصة لعرض إبداعاتهم، في شكل فنّ تقليديٍّ، وخطٍّ عربيٍّ، وشعر، وطباعة، على منصة عالميّة من خال البردة، كما يعطيها دفعة إضافيّة.
سيقام حفل جائزة البردة بالتزامن مع الحفل الافتتاحيّ لقمة اللغة العربيّة، وسيقع الترحيب فيه بوزراء الثقافة للدول الأعضاء في المنظمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو”.
«الوهم البؤري» لابتسام عبد العزيز من الشارقة، الإمارات العربيّة المتحدة 2019 خشب مطلي 7.62 × 172.8 × 144.78 سم من مجموعة وزارة الثقافة والشباب الإماراتيّة، وبإذن منها.
تبحث لوحة الوهم البؤري عن التفاعل مع الجمهور بدعوتهم إلى التحرك بأجسادهم اقترابًا منه وابتعادًا عنه، واستكشافه جنبًا إلى جنب. يتيح هذا للعمل الفنيّ أن يقدم أبعادًا أخرى من الناحيتين البصريّة والمفاهيميّة. وبعيدًا عن الأعمال السابقة ثنائيّة الأبعاد للفنان، توظف لوحة الوهم البؤري مواضيع الهندسة الإسلاميّة في استخدامها لطبقات متعددة. من الناحية المعماريّة، تم َّإنجازها بنيّة التأثير في عمق إدراكنا، إلى جانب مفهومَي النور والظام، والمرئيّ
مقابل اللامرئيّ. تدعم العناصر المختلفة للقطعة في تنظيمها وتكرارها مبادئ الهندسة الإسلاميّة، بينما تمثل منظومة الألوان لحظة انتقال للفنان، تضمنت تحوله من ثقافة إلى أخرى. كما أنّها، من الناحية البصريّة، تحيل الذهن إلى استحضار الأقراص، وهي الهياكل الموجودة في المساجد والشبيهة بأقراص العسل. وتبدو هذه الهياكل رياضيّة بامتياز، بنحتها وزخرفتها، تمامًا كالوهم البؤري.
بدأ التكرار الأول لهذا التركيب في 5102 - 6102 ، عندما كتب ناصر السالم، باستخدام حبر أبيض على ورق أبيض، حديثًا شريفًا للنبيّ محمد صلى الله عليه وسلم، يصف فيه الجنة: “أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر”. وقد وُلِدَت فكرة الغرفة الخضراء انطلاقًا من الشعور بأنّ هذه الرواية للحديث لم تلهم التأمل بما يكفي. يُعتبر العمل تجريبيًّا بالأساس، لإدراجه في آن واحد ضمن الخط العربيِّ والنحت. وتخلو المساحة من أي صورة، باستثناء الحديث المتوهج مقابل الخلفية الخضراء.
تبدو هذه التجربة شبيهة بإستوديو الكروما، أو الاستوديو الأخضر، المستخدمة في الأفلام لإظهار الصور، وفي نفس الإطار يدعو العمل الفنيّ “ما لا عين رأت” مشاهديه إلى بثّ صورهم التخيليّة الخاصّة للجنة في أذهانهم. يتميز الفضاء بالإحساس باللانهائيّة، لأنّه لا يقدم شعورًا ملموسًا بالحجم، مما يجعله يبدو أعرض مما هو عليه في الواقع. من خال دفع المشاهدين إلى تكوين تخيات وتصورات، والتجول داخلها بشكل يشبه الطواف، يسعى العمل إلى تمثيل الحديث عبر إيجاد مساحة للتأمل، ويجيب أساسًا عن السؤال: كيف تبدو الجنة؟ بالتأكيد على محدوديّة الخيال البشريّ: ما لا عين رأت.
تشترك المملكة العربية السعوديّة والإمارات العربيّة المتَّحدة في رباط ثقافيّ متين، ويتبنى كلا البلدين روابط أخويَّة وعلاقات متبادلة تزداد قوة باستمرار. إن َّمساهمة المملكة في المحافظة على الفنون والثقافة الإسلاميَّة لهي مصدر إلهام حقيقيّ ونموذج يُحتذى به. وسواء تعلق الأمر بالحفاظ على الخطِّ العربيِّ، أم النص القرآنيّ، أم الأدب، أم الفن، فإنّ المملكة العربية السعوديّة رائدة دائمًا في المحافظة على الأشكال التقليديّة للفنّ. وقد تم َّإنشاء مجموعة متنوعة من المؤسسات في جميع أنحاء المملكة للمحافظة على التراث الثقافيّ السعوديّ. تم َّمنح السعوديّة منزلة ضيف الشرف اعتمادًا على تراثها وإسهاماتها الهائلة في الفنِّ الإسلاميّ. فدور المملكة في دعم الفنون والثقافة الإسلاميّة جدير بالتنويه، ولا سيما جهودها المتضافرة لتسجيل فنّ الخطِّ العربيّ في لائحة اليونسكو للتراث الثقافيّ غير المادي. تحتفي المملكة حاليًّا بعام الخط العربيّ، وهي مبادرة تبرز هذه الممارسة باعتبارها فنًّا مستقلً بذاته، وتعمل على نشر ثقافة استخدامه.
«ما لا عينٌ رأت» لناصر السالم من السعوديّة، 2019 خشب وطلاء أخضر وفينيل، 3.3 × 4 × 3 م من مجموعة وزارة الثقافة والشباب الإماراتيّة، وبإذن منها.
بردة هي قطة مميزة، أقامت لوقت طويل على أرض الوزارة بعد أن قمت بإنقاذها وتبنيها، وقد ظلَّت تجلب لنا السعادة على مرِّ السنين. وأثناء انشغالنا بإطاق الدورة الأولى من البردة، كانت القطة تستجيب لنا كلما نطقنا كلمة البردة، ومن هنا كان إطلاقنا لنفس الاسم عليها، وهي بالفعل موجودة للترحيب بكلِّ من يزورنا في الوزارة.
معالي نورة الكعبي بصحبة قطتها المتبناة بردة، الساكنة الشهيرة بوزارة الثقافة والشباب.
أنا أحب ُّكل َّأشكال الفنِّ، إلا أنّ أكثر ما يجذبني هو الفنّ الحديث، من أعمال الفنانين الإقليميّين. يوجد لدينا الكثير من الأعمال الفنيّة المعروضة في بعض صالات العرض والمتاحف الإماراتيّة. من المشجع أن نرى المشهد الفنيّ الذي يتطور باستمرار، يفيض بأطياف إبداعيّة متفرِّدة. كما أن المجتمع الدولي يلاحظ أيضًا ازدهار الحركة الفنيّة في المنطقة، من خال التزايد المتواصل للفنّانين الذين يعرضون أعمالهم في المسرح العالمي.
يتطور شعاري باختاف التحديات التي أواجهها، إلا أنِّ الثابت هو الإحساس بالمسؤوليّة والواجب، الذي أكنُّه لعملي وبلدي ومجتمعي. كل ُّتصرفاتي تنبع من هذا الإحساس، الذي أعمل دائمًا على ألا يغيب عن ذهني أبدًا.
نصيحتي هي السعي الدائم إلى التعلم والبحث والتركيز على الجوهر، والابتعاد عن السطحيّة، والأهمّ من ذلك، كن منفتحًا ومتواضعًا، مع المثابرة والاستمرار في التعلم. إذا صقلتَ براعتك وتميزتَ فيها ف اتخجل من إظهارها للعالم، فالفن ُّليس شخصيًّا بل تجب مشاركته مع الناس. إنّها طريقة للتشارك والتعبير والتواصل، إذ إن الفنّ يحفز المحادثات ويؤدي إلى الحوار. يتمتع الفنّ ببعد اجتماعيّ قوي للغاية، لذلك من المهم للفنانين الشباب والصاعدين أن ينظروا إليه باعتباره ظاهرة اجتماعيّة، وأن يحدثوا تغييرًا إيجابيًّا في المجتمع وفي العالم بأكمله. شارك فنَّك، شارك مهارتك واعرضها، انطلق إلى رحاب المسرح العالمي وروّج لفنك. نفتخر كأُمّة بما تبدعه ونحن هنا لدعمك.
أؤمن بقوة أنّ للفنّ الإسلاميّ مستقبلً كبيرًا. لو نظرنا إلى عدد المشاركات التي نستقبلها في جائزة البردة لوجدناها تتزايد كلّ عام، مما يثبت أن الجهود المبذولة في هذا المجال تسير في الاتجاه الصحيح. كما أن َّهناك اهتمامًا مجتمعيًّا بمتابعة الأشكال الفنيّة التقليديّة، ويمكن تطوير ذلك أكثر من خال وضع الأسس والحوافز الصحيحة للفنانين الصاعدين. إنّه شكل فنيٌّ جميل يحتاج إلى عرضه في المنصات العالميّة. يرتبط الفن ُّبالثقافة ارتباطًا عميقًا، ولا يشذ ُّالفن ُّ الإسلاميّ ُّعن القاعدة، إذ له، كغيره من أشكال الفن الأخرى، تأثيرات ثقافيّة تجعله في غاية الانتقائيّة والتنوع. وقد كانت مجموعة من التقاليد الفنيّة المحليّة التي استوعبها الإسام سببًا في تنوّع الأنماط وتوحُّدها ضمن مفهوم الفنّ الإسلاميّ.
لقد بقيت زيارتي الأولى إلى متحف اللوفر في باريس في ثمانينيّات القرن الماضي محفورة في ذهني، إذ أثارت فيّ شعورًا بالفخامة والجمال. ما زلت أذكر كيف بقيت منبهرة تمامًا بالتجربة الفنيّة التي عشتها هناك، والتي بقيت حيَّة في ذاكرتي إلى اليوم.
كما قلت من قبل، الفنّ جزء من الثقافة. إنّه يجمع الناس فيما بينهم، ويربط الأجيال، ويُضيف أبعادًا جديدة إلى الحياة، ويجعلها أكثر ثراء. يملك الفنّ القدرة على صنع الارتباطات وإطاق المحادثات والحوارات. ليس الفنان كائنًا منعزلً وإنَّما يرتبط بالعالم من حوله. والفن ُّيتجاوز الحدود الجغرافيّة ليصل ما بين الشعوب والثقافات والدول، كما أنّه لا يعترف بالحواجز اللغويَّة والثقافيَّة، ولهذا فهو يمتلك قدرة هائلة على إحداث التغيير في العالم.