اﻟﻜﻨﻮز اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺔ أﺑﺪﻋﻬﺎ ﺧﺼﻴﺺاً ﻟﺈﺛﺮاﺋﻴﺎت اﻟﺨﻄﺎط: أﺣﻤﺪ ﺟﺪاوي
في داليّته العِيديّة الشهيرة، يتلقى المتنبي عيدَه بكثير
من الريبة والشكوك، مستحضرًا بُعد الأحبّة، فيحمُلنا إلى عمق
شعوره الذاتيّ بالشوق؛ هنا لا نرى المسافة بين أبي الطيب
وأحبّته محددةً برقم وعددٍ من الكيلوميترات، ولكّنه
يفلح في جعلنا نتخيّل هذه المسافة، ونحن نتأمل الأفق
البعيد، ونحسب طول تلك “البيداء” وعرضها، فا نملك إلا
أن نتعاطف مع الشاعر، ونحن نترجم - لا شعوريًّا - تلك
المفردة المحايدة إلى صورة فسيحة، تُحيل للبعد دون كثير
عناء. ثم لا يكتفي المتنبي بذلك، إذ يستخدم ذات المعنى
ليُحيل إلى بُعدٍ جديد، كي نعود في الشطر الثاني لنتخيل
مسافةً أبعد من المسافة السابقة التي كانت إلى وقت قريب
غاية البعد ومنتهاه، قبل أن تتكرّر المفردة في الشطر
الأخير، لتزيد الأفق اتساعًا، وتضاعف المسافة المتخيّلة.
اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻫﻮ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ 10 ﺳﻨﻮات وﺗﺘﻠﻤﺬ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎط
أ.ﻋﺎرف ﺳﻔﻴﺎن واﻟﺨﻄﺎط أ.إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﻌﺮاﻓﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ اﻟﻤﻜﺮﻣﺔ،
ﺣﺎﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺎرة ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻬﺪ
ﻟﻠﺒﺘﺮول واﻟﻤﻌﺎدن ﻋﺎم 2013 م، وﻳﺴﻌﻰ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻪ إﻟﻰ ﺗﻮأﻣﺔ
اﻟﺨﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺎرة ﺑﺘﻄﺒﻴﻘﺎت ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺗﺠﺴﺪ أﺻﺎﻟﺔ
اﻟﺨﻂ وﺗﻈﻬﺮ ﻗﺪرة ﻫﺬا اﻟﻔﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﺪد.
كﺗُﺒﺖ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺔ ﺑﺨﻂ اﻟﺜﻠﺚ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أﺻﻌﺐ اﻟﺨﻄﻮط
اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وأﻋﻘﺪﻫﺎ ﻧﻈﺮاً ﻟﻜﺜﺮة أﺷﻜﺎل ﺣﺮوﻓﻪ، وﺗﻤﺖ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻮرق اﻟﻤﻘﻬﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﺸﻖ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺮن ﻣﻦ ﺧﻠﺎﻟﻬﺎ اﻟﺨﻄﺎط
ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺴﻄﻮر ﻛﻤﺎ ﺗﻢ اﺳﺘﺨﺪام ورق اﻟﺬﻫﺐ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﻜﻴﻞ.