ﻓﻲ رﺳﻢ ﻣﻠﺎﻣﺢ اﻟﻜﻮﻛﺐ وﻃﺒﻴﻌﺘﻪ. وﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﺘﺄﺛﺮ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺄﺧﺮى: ﻛﺎﻟﺴﻬﻮل، واﻟﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﻤﺎﺋﻲةّ، وﺣﺘﻰ اﻟﺠﺒﺎل، ﺑﻤﻘﻮﻣﺎت اﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ، واﻟﺴﻬﻮﻟﺔ، واﻟﺎﺳﺘﺮﺧﺎء، ﺗﺨﺘﺰل اﻟﺼﺤﺮاء ﺑﻴﻦ ﺣﺮوﻓﻬﺎ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺸﺪة واﻟﻘﺴﻮة واﻟﺼﻌﻮﺑﺔ، إﻟﺎ أﻧﻬﺎ تﻛُﻒرّ ﻋﻦ ﺟﺒﺮوﺗﻬﺎ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺧﺎل اﻟﻮاﺣﺎت، ﺗﻠﻚ اﻟﺞﻧّﺎت اﻟﻤﻜﻨﻮﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻛﺜﺒﺎن اﻟﺼﺤﺮاء، اﻟﺘﻲ ﻟﺎ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﻤﺴﺢ ﻏﺒﺎر اﻟﺘﻌﺐ ﻋﻦ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ، وإﻧّﻤﺎ ﺗﺴﺘﻘﻄﺐ إﻟﻴﻬﺎ - ﻣﻦ ﻛﻞ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ - اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﻦ اﻟﺎﺳﺘﺮﺧﺎء واﻟﺎﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺠﻤﺎل اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ. وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺪد ﻧﺴﺘﻌﺮض أﺟﻤﻞ اﻟﻮاﺣﺎت وأﻛﺜﺮﻫﺎ إﺛﺎرة ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ.
تحتضن صحراء بيرو بين كثبانها الرمليّةالتي يصل
ارتفاعها إلى 100 متر، واحة هواكاتشينا الرابضة
غير بعيد عن مدينة إيكا جنوب غرب بيرو، ببحيرتها
الطبيعيّة وجوّها اللطيف، بسبب قربها من المحيط
الهادي. وتتميز هذه الواحة الصغيرة، المنعزلة عن
العالم وسط جبال الرمل، بكونها: قبلة سياحيّة،
ومنتجعًا صحيًّا، ومركزًا ترفيهيًّا في قلب الصحراء،
يقصده السياح من كل مكان في العالم لممارسة
التزّلج على الرمال، والاستحمام في البحيرة،
والاستمتاع بالمناظر الطبيعيّة الخلابة.
في مقاطعة قانسو شمال الصين، وفي قلب
صحراء جوبي ذات الطبيعة القاسية، ترقد
تحفة فيروزّية على شكل هال، تحفُّها كثبان
الرمال من كل جانب. تتميّز هذه الواحة بقيمتها
التاريخيّة، إذ ظّلت لقرون طويلة تلعب دور الملاذ
والاستراحة الأخيرين للتجار والمسافرين،
قبل خوضهم في مجاهل الصحراء. واليوم أصبحت
لهذه الواحة الفريدة من نوعها أهميّة سياحيّة
باعتبارها جّنة وسط الصحراء، جاذبة لمحبّي
السياحة الصحراوّية والاسترخاء على ضفاف المياه
الفيروزّية وركوب الجمال.
عبرَ اثني عشر موقعًا شرق المملكة العربية السعودّية،
بين شاطئ الخليج العربي وصحراء الدهناء والصمان،
تمتد واحة الأحساء، الأكبر في العالم من حيث المساحة،
والأكثر احتواءً على أشجار النخيل. تمثل واحة الأحساء،
المصنفة عالميًّا ضمن مواقع التراث العالمي، مركزًا
للتنوّع الجغرافيّ والطبيعيّ والتاريخيّ، تجتمع فيه
مقوّمات التاريخ مع التضاريس الجغرافيّة وأشكال
الحياة المختلفة. لعبت هذه الخصائص المتنوعة دورًا
هامًّا في تحوّل الواحة إلى مزار سياحيّ يتميّز بوفرة
الينابيع والآثار والمعالم.
على ارتفاع 600 متر فوق سطح البحر، وبين جبال
الحجر في شمال سلطنة عمان، نحتت الطبيعة هذا
الحوض الطبيعيّ بين أحضان المناظر الطبيعيّة،
المتراوحة: بين الصحراء، والمرتفعات الجبليّة،
وأشجار النخيل، وحفّته بالبرك الطبيعيّة
الدافئة والشلالات والكهوف والجبال، ليكون جنة
الاسترخاء بين الجبال الوعرة والصحراء القاسية،
وليصبح واحدًا من أشهر المزارات السياحيّة
في السلطنة، بمياهه الدافئة ومسابحه الطبيعيّة
التي يتجدد ماؤها من الينبوع الجبليّ المتدفق باستمرار.
تتفرد واحة أم الماء في ليبيا بقيمتها المعنوّية
فهي جّنة حقيقيّة وسط أشدّ صحارى العالم
صعوبة. في قلب الصحراء الكبرى، وبين كثبانها
الذهبيّة اللانهائيّة، ترقد هذه الواحة في انتظار
القادمين إليها هربًا من جبروت الصحراء، وتقدّم
لهم: الأمن، والظلّ، وعذوبة الماء، ومتعة
الاسترخاء، التي تتحوّل معها الكثبان الرمليّة
المحيطة بالمكان من تضاريس قاسية إلى مشهد
طبيعيّ يأسر الأبصار. تعدُّ واحة أم الماء
صغرى بحيرات أوباري العشرين في الجنوب الليبي
وأعمقها، مما يمنحها جاذبيّة وحميميّة
فريدة من نوعها.