نحن نعد شيئًا رائعًا من أجلك.

ﺑﻠﺰوﻧﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ واﻛﺘﺸﺎف ﻣﻘﺒﺮة ﺳﻴﺘﻲ اﻟﺄول
A-
A+
ضوء

ﺑﻠﺰوﻧﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ واﻛﺘﺸﺎف ﻣﻘﺒﺮة ﺳﻴﺘﻲ اﻟﺄول

ﺑﻠﺰوﻧﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ واﻛﺘﺸﺎف ﻣﻘﺒﺮة ﺳﻴﺘﻲ اﻟﺄول

صورة جيوفاني بابتيستا بيلزوني. نشرت بواسطة ك. هولمانديل، القرن 19 ، من مجموعة هاري بيرد. بإذن من متحف فيكتوريا وألبرت، لندن.

بقلم د. ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﺗﻴﺮﻧﺮ
October 20th, 2021
سنة 1817 م

تم اكتشاف مقبرة الفرعون سيتي الأول - أكثر مقابر وادي
الملوك إتقاًنا في زينتها - على يد المهندس، ولاعب 
السيرك فارع القامة، القادم من بادوفا، جيوفاني بلزوني، 
المعروف ببلزوني الكبير. عُرِفَ سيتي الأول بتشييده لقاعة
الأعمدة الكبيرة في معبد الكرنك، أحد روائع العمارة المصرّية
القديمة، ولم تكن مقبرته أقل روعة. استوجب الدخول إلى
المقبرة النزول إلى عمق 400 قدم من فتحة في سفح التل،
للوصول إلى غرفها المطليّة بالألوان الزاهيّة، والمزينة
بعشرات الآلاف من الرموز الهيروغليفيّة.

مطبوعة بعنوان « لوحات توضيحيّة لأبحاث وعمليات ج. بلزوني في مصر والنوبة » اكتشفها ج. بيلزوني من ، « من مقابر الملوك في طِيبة » مطبوعة بعنواننشرت بواسطة جون موراي. حجم الألواح ( 44) في 34 ورقة، مع نص وصفي. بريطانيا العظمى، 1820 . بإذن من متحف فيكتوريا وألبرت ، لندن.

كتب بلزوني - الذي احتاج إلى مدق لتحطيم الباب الموصد - 
في مذكراته أن المقبرة بدت جديدة، وكأنها دُشّنت في
نفس يوم دخوله. كانت الرسوم - مع تقدمه إلى الداخل - 
تصبح أكثر إتقاًنا ولمعاًنا، مع طبقة من الطلاء اللامع،
تغطي الألوان فتعطيها تأثيرًا جمياً. وكانت الفرُش 
المستخدمة في طلاء السقف الازوردي متناثرة على الأرض.
أطلق بلزوني على إحدى هذه الغرف “غرفة المفاتن”.
ورغم خبرته في اقتحام المقابر - فهو الذي سبق له 

إخراج تمثال رمسيس الثاني، ذي السبعة أطنان، وحمله
إلى المتحف البريطاني - كانت خيبة أمل المستشرق
العتيد كبيرة، لفشله في العثور على الكنوز التي جاء
يبحث عنها. كان الشيء الوحيد ذو القيمة في عينيه -
بصرف النظر عن تلك الأشكال الخشبية والخزفيّة 
الصغيرة - هو ذلك التابوت المرمري الضخم، والمنحوت 
بنقوش هيروغليفيّة دقيقة، الذي كان فارغًا بعد أن تم 
نقل جثة الفرعون إلى مقبرة أخرى، وقد أخذ بلزوني هذا 
التابوت إلى لندن لبيعه هناك للسير جون سوان.

لوحات توضيحية لأبحاث وعمليات ج. بلزوني في « افتتحه ج. بيلزوني، 1818 ، من .» منظر من الداخل لمعبد أبو سمبل في النوبة « طبعة بعنوان . نشر بواسطة جون موراي. حجم الألواح ( 44 ) في 34 ورقة، مع نص وصفي. بريطانيا العظمى، 1820 .» مصر والنوبة بإذن من متحف فيكتوريا وألبرت ، لندن.

في عام 1820 م نشر بلزوني مغامراته بين مقابر الفراعنة،
وافتتح بعد ذلك، في القاعة المصرّية في بيكاديللي - أحد
أوائل المباني المشيدة على الطراز المصريّ - معرضًا 
لأشيائه وتحفه المقلدة، وساحة لعرض فنون السحر 
والسيرك التي كان يمارسها. كان نجاح العرض الأول باهرًا،
ونقل بلزوني إلى مصاف الأثرياء، وذلك رغم غياب التابوت
المرمري الفارغ، الذي باعه بلزوني للثري اللندنيّ. مات
بلزوني بعد ذلك بعامين، في مملكة بينين، عن عمر
يناهز الخامسة والأربعين. ويعرَض التابوت حاليًا في متحف
السير جون سواب، بوصفه أحد أرقى الآثار المصرّية في
بريطانيا، ويمثل - رمزيًّا - حجر أساس لمبادئ سوان الفنيّة.

في شهر مايو 2016 ، بدأ آدم لوي، مؤسِّسُ فاكتوم 
للتكنولوجيا الرقمية للصيانة في مدريد، في مسح مقبرة 
سيتي الأول، التي بقيت تعرف في كثير من الأحيان
بمقبرة بلزوني، ورصد مبلغ 20 مليون دولار لعمليّات
ترميم وإعادة بناء. وقد نجح من خلال عمله مع المجلس 
الأعلى للآثار، وبإستخدام تقنية المسح ثلاثي الأبعاد، في
إنشاء نسخة طبق الأصل عالية الدقة من مقبرة توت 
عنخ أمون، ذلك الموقع الشهير المُكتشَف بواسطة 
هوارد كارتر، الذي كان يعتبر بلزوني أحد أهم الشخصيّات 
في تاريخ المصرّيات.

إعادة تعيين الألوان