مصحف له قصة خاصة

يُمثّلُ معرِض الحضارة الإساميّة “كنوز” في مركز إثراء، مشروعًا فريدًا من نوعه. إذ للمرة الأولى تخصّص مؤسسة ثقافيّة سعودّية الموارد والفضاء الدائم لدراسة الثقافة البصرّية الإساميّة في أوسع معانيها، والمحافظة عليها وعرضها للجمهور. ولا يكتفي هذا المعرض بإتاحة فرصة فريدة لإحياء الروابط بين الأشياء الثقافيّة الإساميّة وبين الأشخاص والمناطق والمجتمعات التي نشأت فيها، ولكّنه يمثّل أيضًا للقيِّمين عليه تحدًِّيا أكبر، لربط الجمهور السعوديّ بالعالم الإساميّ على اتساعه، بما في ذلك المناطق المهمّشة، والثقافات المنسيّة من جنوب الصحراء الكبرى، إلى جنوب آسيا، وجنوب شرقها، إلى الشرق الأقصى.

تنتظر العديدَ من زوار المعرِض مفاجأةٌ سارةٌ باكتشاف قطع إساميّة من الصين ضمن المعروضات، منها على سبيل المثال  هذا المصحف، الذي يعود إلى القرن الثامن عشر، والمتكون من ثلاثين جزءًا، كتبه خطّاط صينيّ قدير، ليقرأه المسلمون في الصين. لا يتعلق وضع هذا المصحف، صينيّ الصنع، في معرِض إثراء بدحض المفاهيم الخاطئة حول الإسام والمسلمين فحسب، ولكن أيضًا بتوسيع الآفاق حول ما تمثّله الهُوّية الثقافيّة الإساميّة الجماعيّة للجمهور السعوديّ بالنسبة لباقي العالم الإساميّ.