نحن نعد شيئًا رائعًا من أجلك.

أبطال الرياضة في الأنمي.. شغف طفولتنا
A-
A+
كلمة المحرر

أبطال الرياضة في الأنمي.. شغف طفولتنا

أبطال الرياضة في الأنمي.. شغف طفولتنا

عند تقاطع السرد القصصي مع الفن الرياضي: يتألق "الكابتن ماجد" في الرسوم المتحركة. انطلقت رسوم المانغا والأنمي الياباني "الكابتن تسوباسا" في ثمانينيات القرن العشرين، واشتهر باسم الكابتن ماجد الذي رسم ملامح طفولة أبناء الوطن العربي وأحلامهم الرياضية.

بقلم ريم الغزال
June 30th, 2025
"إنه يركل الكرة مثل الكابتن ماجد!"

عبارة يطلقها أغلب البالغين اليوم عند رؤيتهم لاعب كرة قدم يحلق في الهواء محاولًا تنفيذ ضربة المقص، بحركة تشبه الشقلبة البهلوانية، وهي منسوبة إلى شخصية الكابتن ماجد التي ألهمت الأطفال في الوطن العربي ليلعبوا كرة القدم. 

نحتفي بفن الرياضة مع العدد الخامس والعشرين من مجلة إثرائيات، تلك المهارة العالمية المشبعة بانسجام الفريق، وروح التحدي والمنافسة التي تتجلى في الغلاف المذهّب المصمّم من الفنان بين موسيلي


يصعب تجاهل التأثير العميق للقصص البطولية على الأجيال، وهنا تحديدًا قصة المانغا والأنمي الياباني "كابتن تسوباسا"، أو كما عُرف في العالم العربي باسم "كابتن ماجد" بعد دبلجته في ثمانينيات القرن الماضي، والتي ألّفها يويتشي تاكاهاشي. لم يكن هذا العمل مجرد مسلسل كرتوني للأطفال، بل تحوّل إلى ظاهرة ثقافية ألهمت جيلًا كاملًا من الفتيان والفتيات، وأنا منهم، وأثارت فيهم شغف كرة القدم، وحلم تسديد الكرة كما كان يفعل بطلهم على الشاشة. ولعب هذا الأنمي - إلى جانب مجموعة من المسلسلات اليابانية الأخرى التي انتشرت آنذاك - دورًا محوريًّا في تشكيل وعي رياضي مبكر لدى الأطفال، بل وأسهم في ظهور فرق محلية في أحياء العالم العربي، شكّلها أولئك الذين وجدوا في "كابتن ماجد" مثالًا يُحتذى، ودافعًا لممارسة اللعبة بكل شغف وحب.


حقيقة، إن كنتم من أطفال العرب الذين نشؤوا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في فترة الثمانينيات أو التسعينيات، فالأغلب أنكم كبرتم على حب هذا الأنمي الياباني. في ذلك الوقت، كانت قنوات التلفزة قليلة، والمحتوى محدودًا جدًّا، يعرض الرسوم المتحركة في ساعات معيّنة من اليوم، وكان الأطفال ينتظرونه بلهفة، وإذا حدث أن نسي أحدهم مشاهدة حلقة فقد ضاعت عليه بالفعل. 


عُرضت هذه البرامج عبر القنوات المحلية، وجاءت ثمرةً لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تأسست عام 1976 بهدف إنتاج محتوى تلفزيوني موجه للجمهور في المنطقة. ويعود جانب كبير من نجاحها إلى الدعم العربي الواسع الذي تلقّته، إضافة إلى حسن اختيار الكفاءات المناسبة التي أسهمت في تنفيذ أعمالها بجودة لافتة.


استعانت الشركة بممثلين من الكويت والعراق وسوريا لدبلجة أكثر من 50 فيلم أنمي ياباني إلى اللغة العربية. وقد فتحت هذه الدبلجات الباب أمام انطلاقة العديد من المواهب الصوتية العربية، فعلى سبيل المثال، أدّت الفنانة السورية أصالة نصري في سن المراهقة، أغاني الشارة لمسلسل "حكايات عالمية"، لتكون إحدى بداياتها الفنية المبكرة.
 

إن الصوت الذي تعلّقنا به جميعًا في شخصية الكابتن ماجد، للشخصية الذكورية التي ألهمت أجيالًا من العرب، كان في الحقيقة صوت امرأة. تخبرني أمل حويجة، الممثلة والكاتبة والفنانة السورية، التي قاربت عمر الستين، وهي ما تزال تحتفظ بصوتها الطفولي العذب، وضحكتها المبهجة: "قلّما يناديني أحد باسمي الحقيقي، فغالبًا ما يُنادونني بكابتن ماجد، أو ماوكلي (فتى الأدغال)!".


استعانت شركات دبلجة الرسوم المتحركة بأصوات لامعة في عالم الغناء، من أبرزهم الفنان اللبناني الأسطوري سامي كلارك، الذي - على الرغم من شهرته الغنائية الكبيرة - ارتبط اسمه في ذاكرة الأجيال بصوته الفريد في مقدمات أعمال شهيرة مثل "جريندايزر"، الذي يروي قصة أمير جاء من كوكب بعيد ليدافع عن الأرض، و"جزيرة الكنز" المستوحاة من رواية كلاسيكية.


في لقائي به حدثني الفنان سامي قائلًا: "لم أكن أتخيل يومًا أنّ اسمي سيرتبط برسوم تدور حول الكائنات الفضائية والآلية"، وكان يشاركنا هذا الحوار الفنان جهاد الأطرش، الصوت العربي لشخصية دايسكي (دوق فليد) البطل الرئيسي في مسلسل جريندايزر.
قامت شركات الإنتاج باختيار مسلسلات الأنمي التي تناسب قيمنا العامة، كالفخر والعائلة، وفي الوقت نفسه المسلسلات التي تنمّي لغتهم العربية.


كما أُعيد إحياء هذه المسلسلات عبر القنوات التلفزيونية وخدمات البث، سواء أكان من خلال إعادة عرضها، أم من خلال تقديم نسخ جديدة منها، لكنها على الأرجح لم تعد تُحدث التأثير ذاته الذي أحدثته في الماضي، حين كان الجمهور- أمام قلة الخيارات - يخصص وقتًا كبيرًا لتلك الساعات القليلة بعد الظهيرة، مترقبًا مشاهدة تلك الحلقات.
ولا يغيب عن بالنا كم زرعت هذه المسلسلات روح التحدي والإبداع في نفوسنا كما فعل مسلسل الأنمي "لبنى السريعة"، المترجم عن المسلسل الكوري (Run Hani)، البطلة التي تحدّت كل شيء على الرغم من فقدها لأمها، ونجحت في إحراز البطولة الأولى في الجري.


مهما كانت الحكاية، نظل ممتنين دائمًا للفن الإبداعي، سواء أكان مرسومًا أو مكتوبًا، لما غرسه فينا من روح المرح، والمنافسة العادلة، وجمال العمل الجماعي، تلك القيم التي تجسد جوهر الرياضة وسحرها الأبدي الذي لا يفارقنا.

سباق الجري النهائي الذي فازت فيه البطلة لبنى، صورة من المسلسل الطريف (لبنى السريعة).
نرجو لكم قراءة ممتعة في هذا العدد الغني بالقصص المشوّقة.
يُحتفى بالكابتن تسوباسا في مختلف أنحاء اليابان من خلال تماثيل ومعارض ومتاحف تضم مقتنيات من المانغا والأنمي الذي أحدث ثورة كروية في البلاد، وأسهم في إلهام العديد من اللاعبين داخل اليابان وخارجها. ويعكس هذا الاحتفاء مدى قدرة لغة كرة القدم على إبهار الأجيال، إلى جانب قوة السرد القصصي الذي يقف خلف تلك الصور. المصدر: كانباي.  
إذا كانت لديكم قصة ترغبون في مشاركتها عن "الكابتن ماجد"، أو أي مسلسل كرتوني أو كتاب ألهم حبكم للرياضة، فلا تترددوا في مراسلتنا على البريد التالي: Ithraeyat@Ithra.com  
هدية فنية لقرّائنا:
اللاعب ماجد عبد الله، أسطورة الكرة السعودية، كما صوّره الفنان السوري منذر شرابي المقيم في جدة. تُعد هذه اللوحة واحدة من عدة أعمال فنية ضمن مجموعة "جدار أساطير السعودية" التي تزين منزل مقتني الأعمال الفنية، الأستاذ عبد الله الرشيد.تعرفوا على النسخة الفنية التي تجسد لاعب كرة قدم أسطوري آخر يحمل الاسم نفسه – الكابتن ماجد عبد الله، الذي وُلد في جدة عام 1959، ويُعرف بألقابه الشهيرة مثل: "بيليه العرب"، و"السهم الملتهب".على مدى أكثر من 40 عامًا، تألق ماجد كمهاجم في صفوف نادي النصر والمنتخب السعودي، مرتديًا قميصه رقم "9". يُعد اللاعب ماجد الهدّاف التاريخي للمملكة، وقد حقق العديد من الإنجازات البارزة، منها: أول قائد للمنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم، الفوز بكأس آسيا أكثر من مرة، والإسهام في الوصول التاريخي إلى دور الـ16 في مونديال 1994. 
إعادة تعيين الألوان