براقع الصقور: بين مهارات الصّقارة، وروائع الحرفيين
براقع الصقور، هندية الأصل، من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. مصنوعة من عرق اللؤلؤ الشرقي، وصفائح الذهب، وسلك مطروق، وضفائر سلكية، وبطانة من الساتان. من مقتنيات مجموعة خليلي، كما هو معروض في جوجل للفنون والثقافة.
لكن هذه البراقع المعقدة ليست مجرد إكسسوار أنيق يجسد التقاليد والاعتزاز بالثقافة، إنما تساعد على تهدئة الطائر، والتحكم بتركيزه في أثناء جلسات التدريب، حيث يشير خلع هذا الغطاء إلى بدء الصيد بالصقور، كما أنها تمنع الطيور الجارحة من الشعور بالخوف في أثناء السفر، أو في الأماكن المزدحمة.
تصنع البراقع يدويًّا من جلد فاخر، وتُزين بالتطريز أو الضفائر، وخاصة في تقاليد الصقارة في الشرق الأوسط. وتعرف هذه الأغطية التقليدية في الثقافة العربية باسم "البرقع"، أو "القفاز"، وهي أعمالٌ فنيةٌ تعكس التراث والإبداع والمكانة الاجتماعية وإتقان الحرفة.
غالبًا ما تُخاط أو تُنقش يدويًّا، مزينة بزينة هندسية ونباتية، وزخارف عربية وإسلامية، تخاط بدقة بخيوط ذهبية أو فضية أو ملونة.
وعادةً ما تحمل رموزًا قبلية، أو شعارات ملكية، أو ألوانًا وطنية في حالة البراقع الأوروبية.
إلى جانب كونها رياضةً ووسيلة صيد للفرائس التي يصطادها الطائر، تعد الصقارة تقليدًا عريقًا، وتُعرف أيضًا باسم "الصيد بالصقور"، وهي ممارسة تقليدية لتدريب الطيور الجارحة (مثل الصقور والنسور والبوم) على صيد الطرائد البرية بالتعاون مع البشر.
تم إدراجها في اليونسكو ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، ويعود تاريخها إلى أكثر من 4000 عام، وتمتد عبر ثقافاتٍ متعددة، من الصحاري العربية إلى أوروبا في العصور الوسطى ووسط آسيا.
لطالما كان الصقر تعبيرًا ثقافيًّا، ورمزًا للنبلاء في الشرق الأوسط منذ العصور القديمة، وما يزال رمزًا وطنيًّا في دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة.
نترككم مع حقيقة تثير الاهتمام: إذ يُطلق على هجوم الصقر اسم "انقضاض" - وهو هجوم فائق السرعة، ودقيق للغاية، ونادرًا ما يخطئ الهدف.
لذا من المهم تذكر إبقاء غطاء الرأس تحسبًا لأي طارئ!

"الصقار العربي"، للرسام أوجين فرومنتان (فرنسي، لا روشيل 1820 – سان موريس 1876). لوحة زيتية على قماش، تعود لعام 1864، بأبعاد 42 3/4 × 28 1/2 إنش (108.6 × 72.4 سم). الحقوق: منحة جون هوبارت وارن، 1923، ضمن مجموعة متحف المتروبوليتان للفنون.