أعرق فنوننا البشرية
خزانة التحف (حوالي عاك 1695) للفنان دومينيكو ريمبس، محفوظة في Opificio delle Pietre Dure، فلورنسا، حقوق الصورة: The Public Domain Review.
في هذا المقال، سنعرض مزيجًا من السّير الذاتية، والقصص الخيالية، والصور الفوتوغرافية والصحافة، في سلسلة تركز على فنون الملاكمة، وكرة القدم، وسباقات الخيل، والعدْو، والمبارزة، والمزيد من الرياضات الأخرى.
رواية "كل المعارك" للكاتب معن أبو طالب، الصادرة في 2016، تروي قصة مدير تسويق ناجح في عمّان يُدعى سائد حبجوقة، عندما يصبح في سن الثامنة والعشرين يرغب في أن يصبح ملاكمًا. يقوم سائد بتخليص نفسه من رتابة حياته اليومية كموظف عامل، ليلتحق برياضته القديمة. بالنسبة لسائد، الملاكمة هي قصة "تُروى بلغة تتفوق على اللغة نفسها". لكن رواية أبو طالب لا تتوقف عند إثارة التشويق والقلق حول ما إذا كان سائد سيفوز في مباراته القادمة، بل يتناول قضايا مثل الرجولة، والطبقات الاجتماعية، ووسائل الإعلام المعاصرة، والاختيار. الرواية هي صفحات فلسفية تشدّ القارئ سواء كان متعلقًا بالقراءة أو لا.

يتناول فريد عبد العظيم رياضة كرة القدم، مستعينًا بإيقاعها وتشويقها وتحولاتها السريعة، ليبدع قصةً أشبه بمباراةٍ مصيرية. تسرد القصة حلم شابٍّ في أن يصبح لاعب كرة قدم، وصراعاته اليومية مع والده وشخصياتٍ أخرى ذات سلطة تقف في طريقه دون هذا الحلم. يرمز "الرجل الراكض" في الرواية إلى كل مَن يركضون بكل طاقتهم سعيًا وراء النجاح.

الرواية بإيقاعها السريع، التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2024، تدور أحداثها في القاهرة في عشرينيات القرن الماضي، وتحديدًا حول مضمار سباق الخيل في حيّ مصر الجديدة. وكما هو الحال في كثير من روايات سباقات الخيل، تنقلنا القصة إلى قلب الصراعات الطبقية والثقافية. بطل الرواية فوزان، فتى فقير يجد نفسه مضطرًّا للمشاركة في سباق تُشاهده، وتراهن عليه النخب البريطانية والمصرية. لكن حين يفوز حصان فوزان بشكل مفاجئ، يدخل أبطال الرواية في دوامة من الصراع على المال والحب والسلطة.

بدأ هذا الكتاب كمعرض صور فوتوغرافية في قطر عام 2011، ويضم صورًا وحكايات لـسبعين بطلة رياضية عربية. من خلال عدسة المصورتين بريجيت وماريان لاكومب، يقدّم كتاب "هيّا" قصصًا ملهمة لرياضيات رائدات من مختلف الدول. من بينهن الفارسة السعودية دلما ملحس، الحائزة على الميدالية البرونزية في أولمبياد الشباب في سنغافورة عام 2010؛ والمبارزة التونسية سارة بسباس التي حصدت سبع ميداليات ذهبية في بطولة إفريقيا للمبارزة؛ إلى جانب فريق الجري النسائي السوداني الغني بالألقاب والإنجازات.

تروي هذه السيرة الذاتية حكاية مسيرة استثنائية لشابة في رياضة تحتكرها النخبة. نشأت ابتهاج محمد في ولاية نيوجيرسي، ووقعت في حب رياضة المبارزة. فمنذ القرن الثامن عشر، ارتبطت المبارزة بالطبقات العليا الأوروبية، وظلت تحمل طابع النخبوية حتى مطلع الألفية الجديدة. مع ذلك واصلت ابتهاج مسيرتها بإصرار. وفي أولمبياد صيف 2016 في ريو دي جانيرو، أصبحت أول امرأة أمريكية محجبة تشارك في الألعاب الأولمبية، وأول امرأة مسلمة أمريكية تفوز بميدالية أولمبية، وأول امرأة سوداء تفوز بميدالية أولمبية في منافسات السيف. يسرد هذا الكتاب رحلتها بأسلوب سلس وجذاب.

في هذا الكتاب، الذي وصل إلى القائمة الطويلة لجائزة أونداتجي لعام 2021، يغوص مايكل كراولي في ثقافة الجري الإثيوبية، كاشفًا أسرار نجاح العدّائين الإثيوبيين في سباقات الماراثون. يعتمد الكتاب على بحث عميق، ويتناول الكيفية التي يأكل فيها هؤلاء الرياضيون، ويتدرّبون، ويتسابقون، وغير ذلك. يركّز كراولي بشكل خاص على الطابع الجماعي لرياضة الجري الطويل في إثيوبيا، حيث يُنظر إليها كرياضة لا تُمارَس بشكل فردي، بل يُقال عنها: "لكي تتغيّر، لا بدّ أنْ تركض مع الآخرين".

ما هو آخر كتاب رياضي قرأته؟ شاركنا آراءك وتجاربك القرائية عبر البريد الإلكتروني:
ithraeyat@ithra.com
لقراءة المزيد من الكتب، يرجى زيارة مكتبة إثراء وموقع أراب لِت.