الكاتبُ وابنه

بينما يركز الناس اليوم على فنون المواد والتعبيرات البصرية التي تعبّر عن الإبداع، نجد أن العديد من الثقافات حول العالم لديها من الفنون غير المادية وتراث المجتمع ما يجعلها أكثر أهمية، كأشعارهم وقصصهم ومعارفهم وحكمتهم وطقوسهم وممارساتهم الاجتماعية وفنون الأداء والحرف التقليدية. يُنقل هذا التراث غير المادي بين الأجيال، لتعزيز الهوية والانتماء لدى المجتمع والربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، ويُسهم بشكل كبير في تعزيز التلاحم الاجتماعي.

عند النظر إلى هذه اللوحة العزيزة، نرى مسؤولًا حكوميًّا يُدعى ميرزا محمد باقر، وهو يبدو وكأنه يعلم ابنه الصغير باستخدام مخطوطة وعلبة أقلام ودواة حبر وضعت بينهما. إن أيديهما الممدودتان تشير إلى مشاركتهما في حوار، ربما حول قطعة شعر أو نص فلسفي. وفي الوقت نفسه، تعد دواة الحبر وعلبة الأقلام إشارات بصرية إلى خبرة ميرزا كمسؤول، مُشيرة إلى مهارته وبراعته ككاتب وخطاط.

بغض النظر عن الشخص أو مكانته الاجتماعية، تظل المعرفة ونقلها من جيل إلى جيل إلى جانب الخبرات والتراث غير المادي؛ أساس المجتمعات في جميع أنحاء العالم الإسلامي إلى يومنا هذا.

إعداد الدكتورة أولريك الخميس، المدير التنفيذي لمتحف الآغا خان في تورنتو.

في كل عدد من المجلة، نعرض كنزًا خاصًا من متحف (آغا خان) حيث يسرد حكاية ويعرض إلهامًا ويفتح أفقًا للتواصل.