نحن نعد شيئًا رائعًا من أجلك.

(القَط العَسيري) فَنٌّ نِسائي يَستَقطِبُ الجَميع
A-
A+
من الخزنة

(القَط العَسيري) فَنٌّ نِسائي يَستَقطِبُ الجَميع

(القَط العَسيري) فَنٌّ نِسائي يَستَقطِبُ الجَميع

لوحة الحائط العسيري النابضة بالحياة، للفنّانة الشّهيرة فاطمة أبو قحاص، من مجموعة إثراء الفنيّة. (القَط العَسيري) من أنماط الفنّ التقليدي المتجذّر الذي ازدهر في منطقة عسير، وقد تم إدراجه على قائمة التراث الثقافي غير المادي، لمنظمة اليونسكو في عام 2017.

بقلم ريم الغزال
December 14th, 2023
إحدى طرق التعبير التي يمكن للمرء أن يصف بها فنُّ (القَط العَسيري) الفريد النابض بالحياة؛ بأنّه يتميز بالثراء الفنّي، والجرأة الغنيّة بالطابع المميز، والألوان المبهجة.
(القَط العَسيري) فَنٌّ نِسائي يَستَقطِبُ الجَميع

إحدى طرق التعبير التي يمكن للمرء أن يصف بها فنُّ (القَط العَسيري) الفريد النابض بالحياة؛ بأنّه يتميز بالثراء الفنّي، والجرأة الغنيّة بالطابع المميز، والألوان المبهجة.

يجسدُ فنُّ (القَط العَسيري) ديكورًا تقليديًا للجدران الداخليّة، وشكلًا فنيًّا قديمًا، يكوّن من خلاله عنصرًا هامًّا من هُويَّة منطقة عسير. وهي تقنية فنيّة عفويّة - تُنفّذها إلى حدّ كبير نساء المجتمع - وتتضمّن تزيين الجدران الداخليّة لمنازلهنَّ بالألوان، وخاصّة غرف استقبال الضيوف. تقوم النّساء بدعوة قريباتهنَّ من مختلف الفئات العمريّة، لمساعدتهنَّ في منازلهنَّ، وبالتالي نقل هذه المعرفة من جيل إلى جيل.

وبحسب موقع اليونسكو؛ فإنّ الأساس عادة يتكون من الجبس الأبيض، وتتكون النقوش من أيقونات ذات أشكال هندسية ورموز قبلية. في الماضي، كانت النساء هنَّ من يمارسن هذا الفنَّ فقط، ولكن في وقتنا الراهن، يتم إعادة تشكيله وتصوّره من قبل الفنّانين، والمصمّمين، ومصمّمي الديكور الداخلي، والمهندسين المعماريين، سواء كانوا من الذكور أو من الإناث، فيما توسَّع تطبيقه على الأسطح الأخرى.

أيضًا هناك جانب اجتماعي مهمّ لهذا الفن، فهو يجمع الناس من ناحية، ومن ناحية أخرى له تأثير علاجي على ممارسيه ومشاهديه. إن ممارسة هذا الفنّ في معظم الأسر، يضمن استمراريته داخل المجتمع، وقد أنشأ الأفراد المحليّون صالات عرض داخل منازلهم من أجل حمايته.

 

نعرض هنا كنزًا من مجموعة إثراء، وهي قطعة لواحدة من أبرز فنَّاني (القَط العَسيري)، فاطمة أبو قحاص، التي كرّست حياتها للحفاظ على هذا الفنّ وتعليمه حتى وفاتها في عام 2010.

وذكرت في مقابلات مختلفة، أن بعض الرموز تُمثّل المعتقدات الدينيّة للنساء، حيث تنعكس العلاقة بخطوط على شكل موجات تعكس نمط الصلاة التي يُمارسنها. وتوحي أشكال الرموز والخطوط إلى أشياء مختلفة عند الفنانة، كما أنه يجسد مرونة المرأة.

ورَوت فاطمة أبو قحاص فيما مضى: "كانت نساء العسيري يذهبن إلى الجبال لجمع الجبس، وفي بعض الأحيان كنَّ يضطررن إلى النزول إلى الكهوف للعثور عليه، وفي بعض الأحيان إلى الزحف، وقد تسقط كتلٌ من الصخور عليهن".

هناك جوانب فنّية تزخر بالمناظر الطبيعيّة الجبليّة في عسير، أو بتضاريسها الزاهية المورقة، فضلًا عن الحياة الصعبة المترعة بالألوان.

كما أن الزخارف المتكررة مثل "البلسنه"، عبارة عن تصميم شبكي تتخلله نقاط في المنتصف، تشير إلى حبوب العدس المحصول أساسي هناك؛ بينما "المحاريب" عبارة عن خطوط منكسرة بالعرض على شكل أمواج البحار المتتالية، للدلالة على الاتجاه نحو الكعبة في مكة.

من جيل إلى جيل، هناك شعور حقيقي بالفخر في عرض الإبداع في الفنّ التقليدي، مما يترك انطباعًا لا يُنسى لدى أيِّ شخص يزور منزلًا مزيّنًا (بالقَط العَسيري).

إعادة تعيين الألوان