نحن نعد شيئًا رائعًا من أجلك.

بهجةُ اللّون والبساطة
A-
A+

بهجةُ اللّون والبساطة

بهجةُ اللّون والبساطة

لوحة بريشة الفنان عبدالله حمّاس، 2022. بإذن من الفنان



 

بقلم منار المطيري
December 14th, 2023
"أعتبر حياتي كلها فن.. وما زلت أعيش الفن بكل أطيافه وتفاصيله"
عبدالله حماس

ولد عبدالله حمّاس في مدينة أبها، ونشأ متنقلًا مع عائلته بين مدن المملكة وصولًا إلى الرياض، درس بمعهد التربية الفنية وتخرج منها معلمًا عام 1973 م. يعد عبدالله حمّاس من أبرز الفنانين في المملكة والعالم العربي، ومن أهم روّاد الحركة التشكيلية في المملكة، حيث إنه من أوائل الفنانين السعوديين الذين شاركوا في معارض محلية وعالمية.

بدأت رحلته مع الفنِّ منذ نعومة أظافره وبدعم من والده الذي وفّر له أساسيات الرسم مثل الألوان والكراسات. تمكن عبدالله من تطوير مهاراته بشكل لافت حيث عرض أول أعماله وهو في المرحلة المتوسطة. شارك حبه وشغفه للفن مع طلابه كمعلم لمدة 37 سنة بجانب العديد من المناصب القيادية منها رئيس جمعية الثقافة والفنون بجدة مرتين وعُيِّن أمينًأ عامًّا لبيت الفنانين التشكيليين ورئيسًا سابقًا له.

عندما نتأمل عالم الفنّان عبدالله حمّاس، نجد أنه قد خلق فضاء فنيًّا يعبر عن جمال الماضي وروعة الحاضر. يقودنا فنه الفريد في رحلة ملهمة، حيث يتلاعب بألوان الطبيعة الساحرة وينسج قصص جديدة في كل لوحة.

الفنان عبدالله حمّاس

تأثّرت أعماله بالمدرسة التجريدية الرمزية، يكشف من خلالها عالمًا ملونًا مليئًا بالتفاصيل الدقيقة والتشكيلات الفنية الرائعة. وخلال رحلته الفنيَّة الطويلة والتي عانى في بداياتها، لم يضع حمّاس حدودًا لخياله حيث تُجسدُ أعماله الفنيّة الاستمراريّة والتنوع الفني إضافة إلى قيم الإبداع وروح التجديد. وعلى الرغم من بساطة مواضيعه ينقل لنا عمق الحياة البسيطة في القرى والأرياف بأسلوبه الفني المتميز.

ويتجلى ذلك في روعة الهندسة المعمارية والزخارف الشعبية التي تنعكس في لوحاته على شكل رموز، مما يضفي عليها لمسة جمالية خاصة ويجعلها تروي قصة الأماكن التي عاش فيها بجميع ملامحها؛ بأزقتها وأبوابها وتفاصيل زخرفاتها وألوانها.

في هذا الحوار الثري التي أجرته مجلة إثرائيات، يحدثنا الفنان عبدالله حمّاس عن مسيرته الفنية وبداياته وعن ثقافة الفن في السعودية. 
 

بريشة الفنان عبدالله حمّاس، بإذن من الفنان.  
بريشة الفنان عبدالله حمّاس، بإذن من الفنان.  
بريشة الفنان عبدالله حمّاس، بإذن من الفنان.  
نود أن تصف لنا أهمية الفن في حياتك، وما يعنيه لك؟

أعتبر حياتي كلها فن، وكنت قد أُغرمت بالفنِّ منذ صغري وقبل دخولي المدرسة، والحمدالله إلى الآن وأنا في السبعينيات من عمري، وما زلت أعيش الفن بكل أطيافه وتفاصيله.

 

كرائد من رواد حركة التشكيل المعاصر في المملكة، كيف كانت بداياتك في الفن؟ وما الصعوبات التي واجهتك في بداية مشوارك؟

بداياتي في الفن مثل أي فنان موجود في الساحة التشكيلية، كانت صعبة بكل المعاني، وذلك لصعوبة توفر المواد والخامات والمعلمين والمرشدين في تلك الفترة، ولكن بعد دخولي معهد التربية الفنية أصبح الحال أفضل، بوجود المكتبات التي توفّر احتياجات الفنان وكذلك بعد إنشاء قسم الفنون التشكيلية في رعاية الشباب أصبح هناك دعم أفضل للفنانين.

لوحة بريشة الفنان عبدالله حمّاس، 2020. بإذن من الفنان.  
من يرى أعمالك للوهلة الأولى، يلاحظ ألوانها الزاهية والجذابة، على ماذا تعتمد في اختيار ألوان لوحاتك؟ وما العلاقة التي تربطك بتلك الألوان؟ وكيف يمكن لها أن تعكس صدق الإحساس الكامن داخلك أثناء الرسم؟

الألوان في لوحاتي تعكس البيئة التي عشتها في منطقة الجنوب وتحديدًا عسير، والتي تتميز بأمطارها وأشجارها وضبابها والعادات والتقاليد والحرف والقَط العسيري وزخرفة البيوت الملونة، كل هذه التفاصيل أثرت بي كثقافة بصرية وانعكست على كل أعمالي خلال الستين سنة الماضية. 
 

هل تأثّرت أعمالك بأحد الفنّانين؟ ومن منهم زرع لديك الحس الفني؟

تأثرت جدًا بالمدرسة العراقية التشكيليّة، وذلك لأن المدرسين في المعهد التشكيلي كانوا فنانين عراقيين في السبعينيات، وثم كوّنت بعدها أسلوبي الخاص والمستقل، وهو التجريد الرمزي الذي أعمل من خلاله على تجريد الواقع من صفاته الطبيعية الى رموز مأخوذة من وطني ومن عاداتنا وتقاليدنا. 


 

كيف تقيّم المشهد الفني التشكيلي السعودي في الوقت الراهن؟

المشهد التشكيلي السعودي في تصاعد وتطور، وذلك بفضل الله ثم تشجيع ولاة الأمر، واقتناء أعمال الفنانين السعوديين سواء في الدوائر الحكومية أو المستشفيات أو القصور وهو شيء نفخر به.  

لوحة بريشة الفنان عبدالله حمّاس، 2022. بإذن من الفنان.  
بريشة الفنان عبدالله حمّاس، 2022. بإذن من الفنان.  
بريشة الفنان عبدالله حمّاس، 2022. بإذن من الفنان.  
بريشة الفنان عبدالله حمّاس، 2022. بإذن من الفنان.  
خلال العقود الثلاثة الأخيرة لك في مهنة تدريس التربية الفنية، ماذا كنت تأمل أن يتعلم طلابك منك؟

في الحقيقة خلال سبعة وثلاثين سنة كان الأمل أن يتثقف الطلاب فنيًا، وليس فقط أن يظهر الفنانون التشكيليون، والحمدالله هذا ما انعكس على المجتمع السعودي في اختياراتهم ومنازلهم ولباسهم وحياتهم اليومية، إذ تطور حسهم الفني بشكل واضح، وهذه كانت رسالتنا في تنمية الفن التشكيلي في المجتمع.

ما أكثر المشاعر أو اللحظات التي دفعتك لتمسك ريشتك وترسم؟

عندما أرغب في الرسم؛ أرسم في أي مكان، وأي وقت، وبأي خامة، الأهم أن أفرغ شعوري على اللوحة.

تتوزع أعمالك بين الوزارات والمطارات والجهات والمؤسسات الحكومية السعودية ... هل هناك مكان آخر تطمح أن ترى أعمالك فيه مستقبلًا؟

بفضل الله أعمالي فعلًا منتشرة في العديد من القصور منها قصر السلام ومعظم الوزارات في السعودية والمستشفيات وآمل أن أجد أعمالي في كل بيت سعودي. 

إعادة تعيين الألوان