نحن نعد شيئًا رائعًا من أجلك.

إحياء الحكايات الشَّعبية
A-
A+
إسقاطات فنيّة

إحياء الحكايات الشَّعبية

إحياء الحكايات الشَّعبية

اللوحات من قصص الأساطير والحكايات الشعبية، من إصدار مَوْزوْن، رسوم عالية القشقري،  ومحمود سليمان.

بقلم فريق تحرير اثرائيات
December 14th, 2023
حكايتنا هذه من حكايا الشام الشعبية مسكوبة مثل آنية زجاج بلورية عن الطمع وأحلام اليقظة المروية.

مَوْزوْن؛ ستيديو كتابة ودار نشر في خدمة العلامات والمؤلفين، تشرق من المملكة العربية السعودية على العالم أجمع. اختارت المؤسسة لها هذا الاسم لتكون منهجًا لها، وتكون كلماتها وخدماتها وقيمها جميعها موزونة. تأسست عام 2019 برؤية طموحة لاكتشاف غنى اللغتين العربية والانجليزية، وتشجيع الكُتّاب العرب المبدعين، وإظهار القوة الكامنة في المنشورات المميزة، من خلال التكامل بين المحتوى وتكليفات الكتب والنشر المتخصص، لتدارك النقص في المحتوى الجذاب والكتابة المدهشة والكتب الجميلة في العالم العربي، وهاجسها: "الجودة فوق كل شيء". تستمد مَوْزوْن إلهامها، كدار نشر حائزة على جوائز، من التراث الأدبي الغني في العالم العربي، وتطمح للمساهمة في إثراء مكتبات المنطقة والمشاركة في تطوير استخدام اللغات.

في مقابلة أجرتها إثرائيات مع فريق مَوْزوْن، وعن الحكايات الشعبية التي تقدمها، كان معهم هذا الحوار:
 

كيف تُعدّ الحكايات الشعبية جزءًا من تراثنا غير المادي وكيف تؤثر على الثقافة؟

الخرافات والأساطير والحكايات الشعبية في جوهرها لُغة من لغات كلّ شعب، وأسلوب للتواصل، ووسيلة للتعبير عن الأفكار والأحلام. مساحة تقع ما بين الخيال والواقع عند الشعوب، لذلك تُعدّ جزءًا من التّراث غير المادي في الثقافات، وإرثًا تتناقلهُ الأجيال. كذلك، وفي ثناياها ننقب عن حياة الشعوب وآثار الحضارات وما يمور فيها من أفكار ومعتقدات، سواء كانت حقيقيّة أم خياليّة. الحكايات الشعبية تعكس القيم الاجتماعية المعنيّة بالتواصل بين الأجيال، حيث كان الناس باختلاف أعمارهم يجتمعون حول الحكواتي، ليسمعوا منه القصص، وتسرد الجدّات القصص للأطفال بغرض تهذيبهم وتعليمهم، بأسلوبٍ يعتمدُ على تصعيد الحدث والتّشويق واستخلاص الحكمة عبر المتعة.
 

قصة أم السعف والليف-كتاب الأساطير 
الذي ألهم مَوْزوْن لنشر سلسلة "الأساطير في عالمنا وحوله"؟ وكيف كانت الانطلاقة؟


لأهمّية التراث غير المادي وواجب المحافظة عليه، إلى جانب اهتمام مَوْزوْن كدار نشر بالتراث والأدب العربي وتوجهها إلى إنتاجه بطرقٍ معاصرةٍ ورؤى فنيّة حديثة، عمل فريق مَوْزوْن على إعداد "سلسلة الأساطير في عالمنا وحوله" التي تهدف إلى تجميع وتدوين الحكايات من أنحاء العالم العربي. هذه السلسلة تجربة مَوْزوْن الفريدة لإعادة سرد مجموعةٍ من الأساطير والخرافات والقصص الشعبية المتوارثة عبر التاريخ الشفهي لعدد من الثقافات العربية بأسلوبٍ كتابيّ معاصر شائق، يُحيي تراثنا ويُذكّرنا بالحكايات التي رواها لنا أجدادنا. إنها رحلة داخل الحكايات لسبر أغوار الحب والجسارة والخيال، تُسرد في إيقاع آسر، مصحوبة برسومات نابضة بالحياة، ومطبوعة على صفحات فاخرة الملمس. بدأ فريق مَوْزوْن جمع قصص هذه السلسلة من خلال البحث في مصادر مختلفة تراوحت ما بين الكتب والمواقع الإلكترونية التي دوّن فيها بعض المهتمين قصصًا من بلدانهم، وأيضًا البحث الميداني الذي عمل عليه الفريق عبر زيارة بعض مناطق المملكة العربية السعودية مثل جدة والطائف بغرض سؤال الأهالي عن قصصهم المتوارثة. بهذا الجهد حصدوا مجموعة كبيرة من القصص، قارنوا بينها وعملوا على تصنيفها إلى مجموعات، ثمّ أعادوا جمعها وسردها بطريقة أخّاذة، ابتكروا فيها أسلوبًا سرديًا يجمع ما بين الحكاية وقافية القصيد، لتكون القصص ماتعةً في القراءة وآسرةً في السّرد المسموع. واستلهموا الرسوم المبدعة من بعض الكتب المصوّرة القديمة، محاكاة للأساليب المبكرة للفنانين العرب، حيث راعت أن يكون تصوّر شخصيات القصص هو تصوّرٌ عربيّ يجمع أشكال الماضي بألوان الحاضر.

 

قصة طمية وقطن- كتاب الأساطير 
ما هو وضع الحكايات الشعبية والقصص اليوم، وكيف تغير؟


ما تَزالُ أغلب القصص الشعبية العربية متوارثة شفهيًا ولم يجرِ تدوينها بشكلٍ كاملٍ حتى الآن، اندثر عدد كبير منها، وأعيدَت صياغة عدد منها أو فقدت مصادرها. لاحظنا أنّ بعض القصص المتوارثة في دول الخليج العربي لها الحبكة نفسها باختلاف بعض تفاصيها كالعنوان أو أسماء الشخصيات التي تلائم خصوصية كل مجتمع، فعلى سبيل المثال قصّة "حمارة القايلة" هي ذاتها قصّة "أم حمار" مع اختلافٍ في العنوان. للأسف القصة الشعبية تغيب إلى حدٍّ ما في ثقافتنا العربية الراهنة.
 

طُميّة وقطن 
كيف يمكننا أن نروي قصصنا بشكل أفضل؟

يمكن للأفراد المهتمين وللمؤسسات الثقافية العمل على تدوين قصصنا، لما لها من أثرٍ على تكويننا الثقافي ومعرفتنا بتراثنا غير المادي عبر توثيق القصص في الكتب بكافة الوسائل، لنُتيح لإرثنا هذا أن يستمر وأن تتعرّف عليه الأجيال الحالية والقادمة من خلال ابتكار الأساليب، فهو يجذب الأجيال لقراءتها، وتشكيل صور جديدة في مخيلتها عمّا يدور بين عالم الأمس وعالم اليوم. وهذا ما قامت به (مَوْزوْن)، باستعادة القصص الشعبية وسردها بأسلوب غنائي، فعلى سبيل المثال تبدأ "حكاية بائع الزجاج الطمّاع" المنشورة في السلسلة الأولى بهذه المقدمة الآسرة:

"حكايتنا هذه من حكايا الشام الشعبية
مسكوبة مثل آنية زجاج بلورية
عن الطمع وأحلام اليقظة المروية"
 

قصة تأبط شرًا- كتاب الأساطير 
ما الحكاية الشعبية الأكثر شهرة في الكتاب؟

ضمّت سلسلة "الأساطير في عالمنا وحوله" مجموعة مهمّة من القصص المعروفة في أغلب الدول العربية مثل قصّة "تأبّط شرًّا" وقصّة "أم السعف والليف". وأُضيف إليها بعض القصص التي اشتهرت بها مناطق محددة، مثل "حكاية طُميّة وقطن" المشهورة في شمال الطائف، والتي يتوارثها أهالي الطائف تعبيرًا عن الحبّ الصادق والوفاء والإخلاص.

حكايتنا هذه من شمال الطائف
بنكهة حبّ، ولوعة فراق
عن فوهة الوعبة
ومقلع طمية

كانت طمية وحيدة مثل كل الجبال
وتائقة للحب كأي روح

وفي ليلة ماطرة لمع البرق
ولمحت طمية بياض القطن

خطف الجبل قلبها
فحملت طمية نفسها
وطارت نحوه على الرغم من ثقلها

رآها عكاش ابن عمها
وقبل أن تصل لمحبوبها
رماها برمح أسقطها من عليائها

سقطت طمية قبل الأوان
وفرق بينهما الرمح والمكان

وتركت خلفها حفنة من الملح
بيضاء كبياض القطن
حملت اسمها وخلدت ذكراها.

حكاية طُمية وقطن - الأساطير في عالمنا وحوله، السلسلة الأولى.
 

غلاف كتاب الأساطير في عالمنا وحوله
ما هدف مَوْزوْن من هذه السلسلة؟

تُشكّل سلسلة "الأساطير في عالمنا وحوله" انطلاقة نحو مستقبل مَوْزوْن في عالم النّشر المتخصص، وسعيًا نحو توثيق أهم عناصر الأدب العربي وتجديد مشهد النشر السعودي، مراعية جودة المحتوى والشكل إلى جانب جودة الطباعة بصفحات فاخرة وغلافٍ قماشي مع صندوقٍ يجمع مجلّدي السلسلة مما يجعلها هدية مثلى للقراء، وكتابًا فريدًا يُعرض على طاولات القهوة، ونتيجة ذلك كانت كتب هذه السلسلة هي الأفضل مبيعًا لدى مَوْزوْن.
 

كتاب الأساطير - لوحة الفهرس
إعادة تعيين الألوان