عالم السْكيتشات
"رقص" لوحة فنية للمبدع جبران خليل جبران، في أرشيف لجنة جبران الوطنيّة. تحوي عددًا من اللوحات المائية التي رسمها جبران وهي تشبه هذا المخطوط إلى حد ما.
يُعرَّف السكيتش على أنه "رسم تقريبي غير مكتمل، أو عمل فني غير متطور لشكله النهائي". ولكن نعاود السؤال مرة أخرى – هل من الممكن أن يصل الفن إلى نقطة اكتمالٍ حقًا؟
يبتكر الفنانون إبداعات ويتركونها بحوزتنا كي نتأملها. وإن كان الفنان محظوظًا، فقد يعيد مراجعة إبداعه ويضفي عليه لمسات إضافية، ويحيك طبقات جديدة للقصة التي ترويها القطعة.
في الإصدار السابع عشر لإثرائيات، نحتفي بالقصص التي تُروى أو التي قد لا تُروى من خلال معاينة ودراسة الـ(سْكِيتشات)، تلك الخطوط التي تمهد لعمل فني أصيل.
وتعبيرًا عن أصالة الـ(سْكِيتش) وضعنا غلاف العدد لوحة "الوجه التائه" لجبران خليل جبران. هذه القطعة التي يعود تاريخها إلى عام 1931 والتي تَكشفُ إحدى أهم الخصائص الأساسية لجبران، حيث رسمَ وجهًا ملؤه الحيرة، مُجسدًا رحلة حياته الطويلة كرُوح مُتمردة وتائهة، والذي صادف عام وفاته عن عمر يناهز 48 عامًا، لذا تُعد هذه اللوحة تعبيرًا حقيقيًّا عن كلماته وعوالمه.
من خلال هذه اللوحة المميزة، إلى جانب الـ(سْكِيتشات) الأخرى التي قدمها هذا الفنان المعروف باسم "شكسبير العرب"، نكتشف جانبًا مختلفًا لهذا الرجل، فهو مُتعدد المواهب، وأستاذ الكلمات. فإذا ارتأينا دراسة الدلالات الفنية في سْكِيتشات جبران، ما الذي يمكننا اكتشافه في أعماله الفنية؟
فهل هذه السكيتشات مكتملة؟ وهل فكّر جبران إكمالها يومًا ما؟
يستعرض لنا هذا العدد، سْكِيتشات أخرى لشخصيات فريدة، تَكشفُ عن أفكارها وعواطفها التي هي في طور الإبداع، أمثال: (زها حديد)، المعمارية العراقية البريطانية، إضافة إلى قطع من أرشيف (كارتييه باريس) الذي لا يحده زمن، ومخطوطات رائعة من (مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية).
كل قطعة يصنعها فنان، سواء في الماضي أم الحاضر، تمتلك نمطًا معينًا، وتروي قصة لحظة أو فكرة عابرة عندما توضع على الورق.
جَهِّز خيالك لتبحر معنا، فالعدد مليء بالمعرفة والفائدة والمتعة.