عندما يُغلق بابٌ، يُفتح آخر..
أبواب تقليديَّة من مجموعة "البيت" للفنان عبد القادر الريس، بإذن من الفنان.
تجدونه تقليديًا أو ربما من الطراز الحديث، يبدو لكم كبيرًا وأحيانًا صغيرًا، مصنوعًا بمتانة ومرات يكون هشًا، ترونه كأيَّة قطعة عادية، بسيطة، لا يتفوق على غيره، لكن البعض يراه تحفة فنية، تعكس هويةً شخصية، يتزين بزخارف تُعبر عن صاحبه.
تحمل بوابة الدخول لوحةً عن ماضيكم، وقصةً تحكي عن منزلكم، وذلك البلد الذي جئتم منه. كما أنَّه ينمُّ عن احتفالاتكم؛ كيوم ميلاد، أو حفلة تخرج، أو شعائر دينية.
في هذا العدد الخاص من إثرائيات، نحتفي بــــ"الأبواب"؛ فخلال السنوات الأربع الماضية، التي شهدت ميلاد المجلة في ظلِّ جائحة كوفيد-19 وإغلاق الأبواب آناء الحَجر، تمكنت إثرائيات من فتح آفاقٍ جديدة للمبدعين والفنانين والكُتاب. إذ ساهمت المجلة في بناء جسور التواصل بين الثقافات المختلفة، وتعزيز الفن، ورواية القصص الملهمة.
في هذا العدد، نستكشف المعنى الفلسفي للأبواب والفنانين الذين استلهموا إبداعهم من هذه المداخل التي تفتح آفاقًا متنوعة. كما يتصدَّر غلاف عددنا الثالث والعشرين؛ لوحة فنية لرائد الفن الإماراتي عبد القادر الريس بألوانها المفعمة بالحنين. فكلَّما فُتح باب، فُتحت معه أبوابٌ أخرى عديدة.
نحاور في هذا العدد أيضًا، السيد تيموثي فيردون، مدير متحف أوبرا ديل دومو في فلورنسا، إيطاليا، ليكشف لنا عن أقدم الأبواب في العالم وأكثرها سحرًا، "بوّابات الفردوس"، إذ يقال أن هذا الاسم أطلقه عليها الفنان الإيطالي مايكل أنجلو، الذي وصفها بأنها جميلة وتستحق أن تكون بوابة للفردوس.
وكما تتجلى الطبيعة بألوانها الزاهية والمتنوعة، يقدِّم هذا العدد من إثرائيات مجموعة من الأصوات الفريدة والمتجددة. نستضيف شخصيات ثقافية مؤثرة، وفنانين مبدعين، ومصورين موهوبين، وكتاب وشعراء ملهمين، حيث يشارك كل منهم إبداعاته الشخصية وقصصه، داعين إيّاكم للتأمل والتفكير خارج المألوف.
في الماضي، قبل أن تصبح الشوارع مرقَّمة، والمباني لها عناوين، كان الباب الأمامي بمثابة بصمةٍ للمنزل وهويَّة لساكنيه. لكل بابٍ علاماته المميزة وتصميمه المغاير، بعض الأبواب كانت مزينة بأشكال نباتية أو هندسية، في حين أن البعض الآخر كان يحمل أشكالًا على هيئة قلب أو عناصر تراثية مثل إبريق القهوة "الدلّة". ومن بين التصاميم الشائعة التي تعكس التقاليد المحلية، الدائرة المنحوتة داخل شكلٍ معينٍ هندسي، والمعروفة باسم "عين الحسود"، والتي يُعتقد أنها تحمي المنزل من الحاسدين.
كانت الأبواب أصغر حجمًا مما هي عليه اليوم، بهدف التواضع عند دخول المنازل، بل إن بعض المساجد والمدارس حرصت على هذا النَّهج.
للحظة تأمَّلوا باب منزلكم وفكروا، ماذا يُمثل لكم؟ هل يحمل طابعًا خاصًا يميزه عن غيره؟
نشكركم على مشاركتنا هذه الرحلة الملهمة، ونأمل أن تكون قد فتحت أمامكم أبوابًا جديدة، وأوحت إليكم فتح أبواب أمام الآخرين.
وفي خاتمة هذا الإصدار، تقرؤون في "الخزنة" قصصًا مليئة بالتجارب الغنية، على أمل أن تنال رضاكم، وأن تفتح لكم بابًا.
ريم الغزال