إشراقاتٌ نورانيَّة

بين الألم والأمل، تبتكر أنيلا قيوم آغا أعمالًا فنّية تأسر عيون المشاهدين، وتختبر مشاعر الضياع والانتماء. تعكس إبداعاتها ثقافتها وهويتها، ومن خلال إبداع أصيل تعرض قصتها الشخصية كفنّانة باكستانية. تقول السيدة آغا في تصريحها الفنّي: "بعد أن عشت على حدود أديان مختلفة مثل الإسلام والمسيحية، وفي ثقافات متباينة مثل باكستان والولايات المتحدة، تأثر فنّي بعمق بالإحساس المتزامن بالغربة والاغتراب الذي تحتويه تجربة المهاجر" 

الفنّانة آغا، باكستانية أمريكية، حصلت على بكالوريوس الفنون الجميلة من الكلية الوطنية للفنون في لاهور وشهادة الماجستير من جامعة شمال تكساس. آغا متعددة التخصصات تعمل مع وسائط مختلفة. إنّها تصنع الفنّ الذي يدرس السياسة العالمية والتنوع الثقافي، ووسائل الإعلام، والأدوار الاجتماعية والجنسانية في السياق الثقافي والعالمي اليوم. 

اشتهرت بتركيباتها المكعبة المضيئة والتي تلقي بظلال ملونة مبهرة في الصالة تحولها إلى لوحة فنّية نورانية، حيث تدمج مفاهيمها في التصاميم مع تقنيات العمارة الإسلامية، تدعو المشاهد إلى الشعور بالأمل من خلال الانعكاس بين الضوء والظلال. 

كما أن لها إبداعات فنّية مستوحاة من نقوش جنوب آسيا ومعالجتها لتلائم تصاميمها الجمالية، إنّها أعمال فريدة ومألوفة بآن واحد. عرضت أعمال آغا في المعارض الوطنية والدولية وحصلت على العديد من الجوائز المرموقة مثل زمالة Efroymson للفنون، وجائزة Schiele لعام 2017 لمتحف سينسيناتي للفنون، وجائزة DeHaan للفنّان المتميز. 

وتضيف الفنّانة: "إضافة إلى الوعي المعرفي بما هو مختلف بشكل لافت في التجربة الإنسانية، أتعمق أيضًا في معرفة المشتركات الأساسية. وهذه التجاذبات والتناقضات هي التي أحاول تجسيدها في أعمالي الفنّية، وذلك من خلال استخدام مجموعة متنوعة من الوسائط، من التركيبات النحتية الكبيرة إلى الرسومات المطرزة، كما أستكشف العلاقات السياسية المتشابكة بعمق بين عناصر متعددة مثل: 

الجندر، والثقافة، والدين، والعمل، والرموز الاجتماعية. استخدمت في عملي مجموعات من أشغال النسج مثل التطريز، والشمع، والأصباغ، والطباعة الحريرية جنبًا إلى جنب مع منهجيات النقش لاكتشاف وإثارة الأسئلة حول أشغال النسج على أنّها مستأنسة بطبيعتها ومستبعدة من اعتبارها شكلاً من أشكال الفنّ".

بالإضافة إلى تركيبات الإضاءة المعلقة، تطور آغا قطعًا نقشية تثبت على الحائط، مثل سلسلة الزهور الخاصة بها (2018)، والتي تختبر مشاعر الحب والحزن المتناقضة بعد زفاف ابنها ووفاة والدتها، وكلاهما حدث في العام نفسه. 

ترمز تصاميم الأزهار إلى جمال والدتها وأنوثتها، بينما تمثّل الخيوط الفضية الخيوط المستخدمة في فساتين الزفاف في باكستان.

تميل أعمال أغا الفنّية إلى استكشاف الأضداد والتناقضات والثنائيات، وتقاطعات الهوية والثقافة، إنّها تعمل على تشجيع الرؤية الشاملة في الفنّ، وتذكر بالحرفيين التراثيين الذين طواهم النسيان عبر الزمن، على الرغم من أهميتهم وتأثيرهم الكبير على الحرف التقليدية وتاريخ الفنّ. 

تقول السيدة آغا: "تجربتي في بلدي الأم وكمهاجرة في الولايات المتحدة متضمنة في عملي على إعادة تعريف العمل اليدوي للمرأة وكتابته كصياغة مؤثرة للتعبير الإبداعي. باستخدام التطريز كوسيط رسم، أكشف عن الطبقات المتعددة الناتجة عن تفاعل المفاهيم مع عملية التجسير بين المواد الحديثة وبين الأنماط التاريخية للاضطهاد التقليدي والعبودية المنزلية. الغموض المفاهيمي للأنماط الناتجة يخلق تجربة تفاعلية، تصبح بموجبها التجارب الذاتية للمشاهد عن الاغتراب والانتماء جزءًا من اللوحة وهويتها". 

لدى أنيلا آغا معرض جديد بعنوان: "لحظة للنظر"، يقع في ساندرام طاغور، نيويورك. وتم افتتاح أبوابه في 8 سبتمبر وسيكون متاحًا لمدة شهر. في هذا المعرض تقدم لوحات ورسومات وتركيبات ضوئية جديدة. ومحور العرض هو تركيب ضوئي غامر واسع النطاق بتكليف من متحف آمون كارتر للفنّ الأمريكي في تكساس في عام 2021. 

"يأس جميل" هو جزء من سلسلة مكعبات آغا الحائزة على جوائز، ونالت تقدير النقاد، وجذبت الجمهور في المتاحف والأماكن العامة في جميع أنحاء العالم منذ عام 2014.