لطالما أرهق هذا السؤال فكر البشرية، (من أنا؟) إنه سؤال البحث عن الذّات.
تختلف إجاباتنا في ظلّ ظروف متفاوتة، سواء كانت من الناحية الجنسية، العرقية، الدينية، الجنس، الوظائف الحالية أو السّابقة، الهِوايات والنّشاطات البدنيّة، اللّغات المُتحدَّث بها، جوازات السّفر المحمولة، العائلة أو الحالة الاجتماعيّة، بيئة المرءِ سواء كان في المدينة أو ريفها، في القرية أو قرب البحر، بين السهول أو الجبال... إلخ، كذلك أنماطُ الحياة المتَّبعة، كأن تكون نباتيًا أو من محِبّي تربية الحيوانات الأليفة.
إنَّه بحرٌ عميقٌ من الإجابات المحتملة، وقد تتغيَّر الأمواج بناءً على المواسم والرِّياح المُثارة، مما يؤدي إلى ظهور أصدافٍ متنوعة من الاحتمالات.
في عددنا الثامن عشر والمميَّز ببصمتهِ من إثرائيات، نستكشف فنيًّا وفلسفيًا موضوع "الهويَّة". بدءًا من الغلاف الذي يُعتقد أنه الأول في المملكة العربية السعودية وربما في المنطقة، المُقدم عبر الذَّكاء الاصطناعي (AI)، حيث جسَّد عناصر الفنِّ المتمثِّلة في "الهويَّة".
تأمَّلوا مليًا هذه البصمات الفنيّة، لربما ستجدون منها ما يتآلف مع فكرتكم عن الهويَّة.
إلى جانب الذكاء الاصطناعي، نستعرض أعمالًا متألقة لشخصيات أسطورية "بشرية"، مثل: ضياء العزاوي، أنيلا قيوم آغا، وحكيم العاقل، وعالية الفارسي، وغيرهم الكثير.
هناك العديد من الآراء، ووجهات النَّظر المتوافقة، أو ربّما غير المتوافقة في تمثيل موضوع الهويَّة للحثِّ على التّفكير الإبداعي في هذا الإصدار. من المهم كذلك بين الفينة والأخرى، أن يَعقد المرء مع نفسه جلسة استجمام ليستكشفَ قدراته التي تُنجز والقدرات العاجزة عن فعل أمر ما، وكيف أنَّ المفاهيم التي جمعناها عبر السّنين قد تؤثّر في تكوين شخصّيتنا، وتؤثّر على أسلوب حياتنا وقراراتنا ورفاهيتنا بشكلٍ عام.
هل يمكنُ لرداءٍ واحد أن يجمع النّاس معًا؟ أعتقد أن مشروع (الرِّداء الأحمر) قد حقّق ذلك بالضّبط، وأصبح مشهدًا متنوعًا للهويّات الثّقافيّة المختلفة.
نرحب كذلك بأحدث تعاون بيننا ومع بيت الفنّ، ونشكر شركائنا في متحف آغا خان، مؤسسة بارجيل للفنون، وفن التراث، وأرشيف أرامكو، وأرامكو ورلد، وجميع كتابنا من المثّقفين الفذّين على دعمهم المستمر.
ومع هذا، ربّما تكون أفضل هديّة لقرّائنا هذه المرّة هي التّعريف بالفائزين في مسابقة إثرائيات في موسمها الثاني للبطاقات البريديّة. كلُّ لوحة منها ستقدم قصّة مميّزة تكشف عن مواهبنا الوطنيّة.
كما يسرّنا ويشرّفنا أن ننوّه أيضًا بأن منصّة إثرائيات - والتي تم إطلاقها منذ ما يقارب خمسة أشهر – حازت مؤخرًا على تقدير الجوائز المرموقة للمنشورات الالكترونية (Web Awards)، وقد كُرِّمت المنصّة الرّقمية لتميّزها في الجودة والأصالة والتّصميم والمحتوى، كما أنَّ موقع مجلة إثرائيات هو أوّل موقع إلكتروني من المملكة العربية السّعودية يحصل على هذه الجائزة الخاصّة.
كل الامتنان لكم، ولحرصكم على جعلنا جزءًا من يومكم. فخورون بكم وبكل الفنانين المبدعين، ونحتفي بكم في 25 من أكتوبر - اليوم العالمي للفنانين - تكريمًا للهوية الإبداعية والتشكيلية للفنانين، وإسهاماتهم الخالدة.
استمتعوا معنا بقصص (مخزن) القيّمة والشائقة.
تمنياتنا لكم بيوم سعيد!