فنُّ الضِّيافة
مبخرة حديثة مستوحاة من التراث التقليدي، بإذن من فنون التراث.
تتشكّل هويّتنا من خلال الآراء والسّلوكيات والمقاييس والقيم التي يكتسبها كلّ منّا لا إراديًا من بيئتنا وتنشئتنا. كما تتأثر حياتنا اليوميّة بهويّتنا الثّقافية التي تسيطر على طريقة تفاعلنا مع كلّ حدث، لذلك كلّما كان فهمنا لتاريخنا أفضل، كانت ردود أفعالنا أسمى، والذي يؤدي بدوره إلى تحسين الرّفاهية والتّنمية الذاتيّة.
يمكن أن يساعدنا بناء المعرفة بهويتنا في اكتساب فهم أفضل للإسهامات القيّمة التي يجب أن نقدّمها، ويكون ذلك على المستويين الشّخصي والمهني، من خلال تسليط الضّوء أيضًا على الجوانب المعتمة داخلنا.
لدينا مجموعةٌ خاصةٌ من المكتسبات الثّقافية التي حصلنا عليها، والأمرُ متروك لنا لمعرفة كيفيّة استخدامها لتحسين العالم. يتطلّب الأمر استراتيجية هادفة للكشف عن هذه المكتسبات إذا استطعنا رؤية العالم من خلال منظور متعدّد الزّوايا.
الضّيافة هي إحدى سماتنا الثّقافية الجليّة، فالطريقة التي نحيي بها الزوار -حتى أولئك الذين يمرون مرورًا عابرًا- وتقديم القهوة والتمر، تعدُّ طرقًا نظهر بها كرمنا ومودّتنا.

مبخرة تقليدية، بإذن من فنون التراث.
لدينا مقولة جميلة، تبين كيفيّة ترحيب المضيف بضيفه، وتصفُ الترحابَ أكثر من أيّ كلمات
“يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل.”

العود هو نوع من البخور يتم حرقه تقليديا.
حتى طريقة تحضير القهوة كانت دائمًا طقسًا مفعمًا بالحبّ والتّقاليد، بغضّ النّظر عن مدى ثراء أو فقر المضيف. إنّ طريقة المضيف في الإصرار على أن يشرب الضّيف القهوة ويعيد ملء فنجانه، وكذلك الطّريقة التي يتم فيها تقديم القهوة، تعبر عن سخاء الكرم والاحترام.
ومع احتفائنا بعام 2022 باعتباره عام القهوة، فإننا ما نحتفل به حقًا هو هويّتنا في الضّيافة.
الجانب العطري الآخر للضّيافة هو البخور، كثيرًا ما يتم حرق البخور في بيوتنا. ومن الأمثلة على بادرة الضّيافة هو تمرير مبخرة من قبل المضيف أو أحد أفراد الأسرة لضيوفهم. في الماضي، كانت هذه المباخر مصنوعة من الخشب أو الطّين المنقوش، وتكون مزينة بالمرايا.
ومع ذلك، فهي تأتي اليوم بأشكال أكثر حداثة ومصنوعة من مواد مختلفة. الدخان أو الدخون المنبعث من خشب العود، والمعروف أيضًا بالبخور، هو ما يعطي الهواء والملابس وحتى الشّعر رائحته الطّيبة التي يُعتقد أنها تحسّن من مزاجيّة الرّوح وتهدئها. دعونا نرفع فنجانًا من القهوة ونتناول نفطة من البخور احتفالًا بهويتنا الثّقافية الكبرى: حسن الضيافة.
*سمية بدر هي كاتبة عمود، مكرمة في إثرائيات، الرئيسة التنفيذية لفنون التراث.

أدوات وتقاليد العربية وخاصة القهوة السعودية.