فنُّ الهويَّة الإسلاميَّة
عظمة الفنّ الإسلامي عبر التاريخ، تظهر عالميًا من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب التقليدية والمحلية، وهي تقاليد ناتجة عن الهويّة الثقافية.
كما أنّ الدين الإسلامي ينتشر بشكل أسرع من أي دين آخر في جميع أنحاء العالم، حيث يُعرِّف ما يقرب من ربع سكان العالم أنفسهم على أنّهم مسلمون، وباعتباره الدّين الرّسمي لـ 26 دولة حول العالم، فهو حقًا دين متعدد الثقافات، والعمارة الإسلامية خير دليل على التعددية الثقافية.
غالبًا ما يتم بناء المساجد الصينية على طراز (الباجودا) مع مزيج من الجماليات الصينية والإسلامية، على عكس الهندسة المعمارية المألوفة للمساجد ذات القباب والمآذن. كما يعكس الجامع الكبير في شيان الصينية
(西安 大 清真寺)، المساجد التقليدية القائمة على الطراز المعماري المحلي. حيث تم بناؤه لأول مرة في عام 742 بعد الميلاد، ولكن تم تطوير شكله الحالي عام 1384 بعد الميلاد، خلال عهد الإمبراطور هونجو في عهد أسرة مينج.

ومن الأمثلة الرائعة الأخرى، مسجد (دجيني الكبير) في مالي. حيث تم تشييده لأول مرة في القرن الثالث عشر، وهو أكبر مبنى جُبِلَ من الطوب اللبني في العالم، وأرقى مثال على العمارة السودانية الساحلية، كما يتميز بالسقالات الخشبية والجص اللّبني.

يوضح المسجد الأزرق في أفغانستان، الذي بُني في القرن الخامس عشر، مكانة أفغانستان كجزء من الشبكة الرئيسية لطرق التجارة القديمة، التي تربط الهند والصين ببلاد فارس وامتدادها. تمثل العمارة الأفغانية طبقات من التاريخ والتأثيرات الثقافية المتنوعة التي تم التقاطها على طول طريق الحرير الشهير.

هذه التأثيرات سائدة في الفنّ اليوم، حيث يستكشف الفنّانون الإسلاميون المعاصرون تقاطع هوياتهم من خلال التعبير الإبداعي. في بيت الفنّ، نستكشف بشغف فكرة التعددية الثقافية والهويّات المتمازجة في الإسلام والفنّ والتراث والثقافة، عبر الماضي والحاضر والمستقبل.
الفنّانة اليابانية يوكيكو فوتامورا لديها شغف بالفنّ الإسلامي والإضاءة. يتأثر عملها بتراثها الثقافي الياباني، جنبًا إلى جنب مع التقاليد الإسلامية.

مريم سوزا برازيلية اعتنقت الإسلام وهي متخصصة في الفنّ الإسلامي. تعيش مريم في ساو برناردو دو كامبو، موطن إحدى أكبر الجاليات المسلمة في البرازيل. إنّها مفتونة بالإمكانيات والأساليب الواسعة للتعبير عن تراثها الثقافي من خلال الفنّ الإسلامي وهي ملتزمة بنشر المعرفة بهذا الفنّ في جميع أنحاء البرازيل.

نعمة نبوي، فنّانة إيرانية أمريكية، علمت نفسها بنفسها، وترعرعت في دولة الإمارات العربية المتحدة. عملها مستوحى من الفنّ والهندسة المعمارية لتراثها الثقافي الفارسي، والفنّ الهندسي لجدها الراحل. تقيم في مدينة دبي، وتكرس نفسها لممارسة الفنّ بدافع منهج رياضي وتنفيذ تأملي للهندسات المعقدة.

لدينا جميعًا هويّات متعددة -العرق والجنس والعمر والإيمان –والقائمة تطول. ومع ذلك فقد ركز المجتمع تقليديًا على الآثار الناجمة عن هويّة واحدة، بدلًا من محاولة قياس كيف يمكن أن يؤدي الانتماء إلى مجموعات متعددة إلى تطوير ونمو الفنّ والثقافة والتراث. إنّ تبني هويّات متعدّدة يمكّن الفنّانين من أن يكونوا أكثر إبداعًا لأنّهم يزدادون خبرة بالتوفيق بين الهويات الثقافية المختلفة والأعراف الاجتماعية.
نحن جميعًا انتماءات عديدة في الوقت نفسه! لقد أثّرت تلك الهويّات المتعدّدة عبر التاريخ في الفنّ والتراث والثقافة الإسلامية وطورت كل حقل منها، وهي تحتاج إلى الاحتفاء بها ورعايتها من أجل تقدم الفنّ في المستقبل. بيت الفنّ، الترجمة العربية لـــ (Art House). وهي موطن عالمي للفنّانين والمبدعين والمجتمعات، للتعاون وتبادل الأفكار، والمشاركة في إنشاء مستقبل فنّي مستوحى من التقاليد الإسلامية.