مَساربُ الهُوِيَّة
منمنمة لفيل ودليله وعروس .مع توقيع: "اللوحة من عمل دولت خان"
الهند، أغرا، 1600: الإطار: 1640 .ألوان مائية غير شفافة وذهبية على ورق
ارتفاع 24.9 سم × عرض 39 سم. AKM143 - بإذن من متحف آغا خان
عندما نفكِّر في هويِّتنا، غالبًا ما يغيب عن بالنا أنَّها ليست ذات بعد واحد، إنَّما هي في الواقع تحتوي على طبقات عديدة ومكونات: اجتماعية ودينية وثقافية ومحلية ووطنية وعالمية. كذلك يمكن تشكيلها وجعلها أكثر تعقيدًا من خلال مجموعة متكاملة من الظروف والتجارب، بالإضافة إلى مكونٍ مهم (الأشخاص)، ممن يؤثرون علينا بطرق لا تعدُّ ولا تحصى بينما نحن نمضي في هذه الحياة.
كلما نظرتُ إلى هذه اللوحة المنمنمة والدقيقة من الهند والتي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، فإنها تذكرني بجميع الجوانب المتغيرة التي تعطي تعريفًا لمن نحن وتجعلنا في النهاية أفرادًا متفردين.
في هذه اللوحة لو دققتم، تلاحظون الفيل المهيب ومعه الشخص الذي يقوده، وهما يتكوَّنان من عشرات الحيوانات والبشر والطيور المختلفة.
تبدو اللوحة كأنَّها إشارة صوفيّة عميقة، تشيرُ إلى ذلك التلاقي النهائي لجميع أطراف الكون (الإنسان والحيوان، العالم الدنيوي والعالم الآخر) في كل كائن حي، وكذلك تبين الترابط بين كلِّ الأشياء التي تسعى لإيجاد طريقها من خلال الوجود، حيث يقودُ الفيلَ والعروسَ دليلٌ يرتدي ملابس بيضاء، واثقًا من الطريق نحو المعرفة الحقيقية والتنويريَّة.
بقلم ضيف خاص:
د. أولريك الخميس، المدير التنفيذي لمتحف الآغا خان في تورنتو.
في كلّ عدد من المجلة، نعرض كنزًا خاصًا من متحف (آغا خان) حيث يسرد حكاية ويقتبس إلهامًا ويفتح أفقًا للتواصل.