وصفة الفن السريالي
في جنوب الهند، ترسم فنَّانة عرفت بموهبتها الكبيرة لوحات لأطباق لذيذة، تقدم من خلالها عملًا يمزج بين الطَّعام وبين الفنِّ بشكل فريد. الفنَّانة الشَّابة فارونا سريدهار، اشتهرت على تويتر بدقة رسمها الواقعي، فقد رسمت قهوة مصَّفاة بتفاصيل رائعة، لدرجة أنَّ الناس ظنّوا أنَّها صورة فوتوغرافية لواقعيتها. في هذا الحوار مع إثرائيات، تشاركنا الفنّانة أعمالها وكذلك أحلامها.
في أثناء حديثها معنا، تعرفنّا على الفنّانة سريدهار؛ وهي ابنة لفنان تشكيلي، وحاصلة على عدَّة جوائز في سنٍّ مبكِّرة مع بداياتها الأولى في مهنة الفن. وفي عمر الثامنة، تم اعتمادها كأصغر مصممِّة كوريل في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وما زالت تحمل هذا اللَّقب حتى يومنا هذا. تقول سريدهار: "كنت محاطة بالفنِّ منذ نعومة أظافري، وحصلت على فرشاة الرَّسم وأنا في الثَّانية من عمري، ممَّا منحني خبرة تزيد على 19 عامًا في صناعة الفن. وحين صرت في عمر الثالثة عشر، أقمت معارض عدة بما يقارب 13 معرضًا أو أكثر".
وتضيف الفنَّانة قائلة: "لقد بدأت سلسلة جديدة من الأعمال الفنِّية، رسمت فيها لوحات طعام فائقة الدِّقة وذلك قبل عام، وخاصَّة الأطباق الهنديَّة الجنوبيِّة". على الرّغم من أنَّها ترسم فنًّا واقعيًّا للغاية، إلَّا أنَّ ارتقاءها نحو الشُّهرة من خلال الإنترنت بسبب قطعتها الفنِّية للقهوة المصفاة كان مفاجئًا. جمعت أكثر من 60 ألف إعجاب، وأثارت ضجَّة في منافذ الأخبار الرئيسية. تُعقِّب الفنّانة: “منذ ذلك الحين، بدأت برسم لوحات طعام أكثر واقعية، مثل (ماسالا دوسا) التي حازت على 35 ألف إعجاب تقريبًا!، إذ يقول الناس دائمًا إنِّهم لا يصدقون أنَّها لوحة!”
بإذن من الفنّانة.
الطّعام مثل العاطفة، فالمكونات التي أختار رسمها دائمًا توقظ مشاعر الحنين عند المشاهد، وحين تُرسم بشكل واقعي؛ فإنها تستدعي إحساسًا بالقدرة على شمِّ رائحة الطَّعام تقريبًا من خلال اللَّوحة!
أمضيت وقتًا طويلًا على اللَّوحة لأحصل على الفقاعات الصَّحيحة لتكون واقعيَّة. كنت أعتزم أن أقدِّم للمشاهد إحساسًا بقدرته على التقاط الرَّائحة المميَّزة للقهوة المصَّفاة بمجرَّد النَّظر إلى لوحتي.
![ بإذن من الفَّنانة.](https://api.ithraeyat.ithra.com/uploads/Filter_coffee_2db094b59c.jpg)
بإذن من الفَّنانة.
نعم، لدّي علاقة صحيّة معه، فأنا أحبُّ الطَّعام المطبوخ في المنزل أكثر من أيّ طعامٍ آخر!
إنَّ أمي من أصل كونكاني، أما أبي فهو من أصل تاميلي، وقد نشأت على الطعام الكونكاني والتاميلي معًا. أيضًا أحبُّ الطَّعام الإيطالي، لكنَّني لم أبدأ في رسم الطَّعام العالميِّ بعد.
أعتقد أنَّ الرابط يكمن في مزج الأشياء لنحصل على ناتج جميل، ففي الطَّعام نقوم بمزج المكونات، أما في الفنِّ فإنَّنا نقوم بمزج الألوان.
بإذن من الفَّنانة.
اعتدت الذهاب إلى ورش الطَّهي عندما كنت طفلة، فأنا أحبُّه جدًّا، حتى أنَّني تعلَّمت كيفيَّة صنع عجينة البيتزا والمعكرونة من الصفر!
الطَّهي هو شكل من أشكال الفن، فهو ليس فقط لإرضاء أعيننا، ولكن هو أيضا للذوق، فالتمثيل المرئي للطبخ يجعل منه لوحة فنِّية أيضًا.
منذ أن كنت صغيرة وأنا أملك هذا الطموح. عندما علموني من هم بيكاسو وفان جوخ، أردت أيضًا أن يذكر اسمي في التاريخ لمساهمتي في الفن. عملية إبداع الفنِّ ورؤية النَّتيجة النّهائيَّة هما الدّافع الأساسي بداخلي؛ مما يجعلني أرغب في إنشاء المزيد من الفنِّ كلّ يوم.
أريد الانخراط في الواقعية أكثر أو ربما محاولة دمج الوسائط المختلطة أيضًا. كما أريد المحاولة في جعله عملًا ثلاثيَّ الأبعاد باستخدام معجون النَّحت.
آمل ذلك قريبًا، إنَّها جزء من رؤيتي المستقبليَّة.
عمليَّة رسم شيء واقعي للغاية، ومفصَّل لدرجة أنَّ المشاهد يقول "يبدو كصورة!"، هذا الإطراء يجعل يومي مبهجًا في كل مرة، ويدفعني لإبداع المزيد!
لمتابعة الفنَّانة فارونا ورحلتها مع الفنون، تابعوا أعمالها على صفحتها في
الانستغرام @eighteenpercentgray
تويتر @VforVendakka_.