وليمةُ الألوان
أمل البلوشي فنَّانة بحرينية طموحة، تشتهر بفنونها الجداريَّة الملونة، والتي تنشرها على منصات التَّواصل الاجتماعي الخاصَّة بها. بالنِّسبة لأمل، الفنُّ أكثر من مجرَّد هواية، إنَّه جزء من هُويَّتها وطريقة لاستكشاف الأجزاء المجهولة من ذاتها، والتَّعبير عنها.
تعتبر الفنَّانة البالغة من العمر 28 عامًا، واحدة من أكثر الفنَّانين النَّاشئين تميزًا في المنطقة. درست التَّصميم الدَّاخلي وعملت في التَّصميم الجرافيكي والإدارة، كما أنَّ لديها شغف بتصميم الأثاث. تقوم بإنشاء جداريات في كلٍّ من الأماكن العامَّة والخاصَّة، وتحويل الجدران البيضاء إلى مساحات من جمال وإبداع.
الفنَّانة أمل البلوشي، بإذن من الفنَّانة
تتمتَّع الفنّانة بمواهبها المتعدِّدة، بروحٍ مغامرة فريدة ترفض القيود، ولذلك تنتهز الفرص لإنشاء فن ينقل المُشاهد إلى عالمها الخاص. لطالما شغلها الفنُّ، إذ تقول أمل في حديثها: "كانت البداية عندما اتخذت من الفنِّ ملجأ لي، واستمر كمَسار أنشأته واخترت الخوض فيه"، وبالحديث عن سنواتها الأولى، تشير قائلة: "في صغري، لم أتعلم الكثير عن الفن والفنانين، كنت دائمًا أختبئ داخل فقاعتي. ومع ذلك فقد أحببت حضور الأحداث الفنِّية واستكشاف المزيد عن الفنَّانين من حولي".
وحين سُئلت عمّا إذا كان الفنُّ يلهم عفويتها، أجابت قائلة: "إنَّ العكس هو الصحيح، لديَّ هذا الشَّيء الذي أقوله دائمًا (في الفنِّ أحبُّ الخروج عن القوالب المألوفة)، يغريني الرَّسم خارج الخطوط المتعارف عليها، فأنا أرسم ما هو غير متوقع. يمكننا رؤية الأشياء والأشخاص من حولنا، لكن لسنا مضطرين لرسمهم بنفس الطَّريقة، أريد أن أُظهِر لكم كيف ألتقِطُها بعيني. من منصتي الفنيَّة، يمكنكم التعرفَّ عليَّ أكثر". في أحدث لوحاتها التي تحمل عنوان "الوجبة"، وهي جزء من مجموعة جديدة تعمل عليها، تصوِّر فيها عائلة تأكل على طاولة معًا. وتوضِّح بأنَّ مجموعتها الفنِّية تدور موضوعاتها حول المشاعر والأشخاص والمواقف غير المقيَّدة في الثقافة. تضيف أمل قائلة: "غالبًا ما أكتب باللغة العربية عن اللَّوحة لحظة انتهائي منها، أحاول أن أفهم من أين أتت ولماذا رسمتها".
وعن لوحة "الوجبة"، كتبت الفنَّانة أمل:
دعنا نتشارك وجبة في ضوء الشمس أو القمر
ننتصر لمشاعرنا على هذه المائدة
ونزينها بدعابة وضحكة
نهدأ، ونلتفت حولنا
نتأمل الدنيا بعمق
نسلو لتبدأ حينها أحاديث الفكر والغرابة
نتعجب ونتساءل وننسى أننا نجلس أمام هذه المائدة..
نحلق في فضاء أفكارنا
ونصحح طريق طاقتنا
ونختم.
فهل تقبل إيقاف الحياة ساعة من أجل هذه الوجبة؟
بورتريه، بإذن من الفنَّانة.
لوحة البورتريه هي أكثر من مجرَّد رسم يطابق شخصًا ما، وبالنِّسبة لأمل فإنَّ رسم الأشخاص والوجوه هو الطريقة التي تستطيع من خلالها رؤية الشَّخص على حقيقته. تقول أمل: "أرسم شعوري عندما أراهم، كيف أراهم يشعرون، لأنَّ الجميع يخفي أكثر مما يظهر".
بطبيعة الحال، يمكن أن تتضمَّن العملية الإبداعية لأيّ لوحة فكرة ثابتة في البداية، والتي تتحوَّل بعد ذلك إلى عدَّة أشكال قبل ظهور النُّسخة النِّهائية. أما أمل، فعندما تعمل على مجموعة معينة لها موضوع ما، فإنَّها تستغرق أسابيع حتى تنتهي من الرَّسم. تقول: "تركت عقلي يقود الفرشاة من خلال الفكرة، مما يجعل اللَّوحة تحتوي على الكثير من الطبقات حتى تصل إلى الإطار الذي يبدو منطقيًا لعيني".
تؤمن أمل أنَّ الفنَّ يمنحنا القدرة على سرد قصصنا وترجمة مشاعرنا العميقة بالألوان والطِّلاء. كما أنَّه يقدِّم لنا الحريَّة التي تحتاجها عقولنا للغوص في الخيال، تقول أمل: "نوع الحريَّة غير الممكن أحيانًا في الحياة الواقعيَّة. وهذا كل ما تحتاجه لتكون أنت وتروي قصَّتك بطريقة لطيفة للغاية وعميقة، أي نوع من الفنِّ يمكن أن يمنحك ذلك".
عندما سُئلت أمل عما إذا كانت قد زارت مكانًا أشعل النار في إبداعها، قالت: "بالنِّسبة لي، الأمر كله يتعلَّق بحضور النّاس وطاقتهم. في كل مرة أزور فيها مكانًا جديدًا، ستلهم روحي بطريقة ما. لكن في النِّهاية، الاستوديو الخاص بي والموسيقى الصَّاخبة والقهوة هو المكان الذي يمكنني فيه إطلاق كل شيء".
إلى جانب الفن، تدير أمل عملًا للتَّصميم الدَّاخلي، يسمى المرسم. تُحدِّثنا أمل بقولها: "إنَّه المكان الذي أهدف إلى العمل فيه على مشاريع لتصميمات مجنونة وفريدة من نوعها، وحيث يمكنني استخدام جميع المهارات التي أمتلكها، ولكن يجب أن يكون ذلك في مجال إبداعي أو غرض ذي معنى".
لمشاهدة المزيد من إبداعات الفنانة أمل البلوشي، اضغط هنا.
