نحن نعد شيئًا رائعًا من أجلك.

تخليدُ الأشياء التي نُحبّها
A-
A+
قُمرة

تخليدُ الأشياء التي نُحبّها

تخليدُ الأشياء التي نُحبّها
بقلم فريق تحرير اثرائيات
August 17th, 2023
إن قلت أنَّ كلَّ شيءٍ في الأحساء جميل فأنا لا أبالغ! فلا يلام المرء حينما يصف محبوبته، والأحساء وواحتها محبوبتي
عبدالله الشيخ
تأمّل وفكّر في الأماكن المفضّلة لديك، والأشخاص والذكريات الأحبّ إلى قلبك؛ وتمعّن في سحر وجودهم والأحاسيس والمشاعر التي يستحضرونها عندك. ماذا لو كانت هناك طريقة ما لتخليد هذه الأشياء؟

هذا ما يقدمه لنا فنّ التَّصوير الفوتوغرافي، فمِن خلاله نستطيع صَوْن الأشياء والمواقف التي تعني لنا الكثير، وإيقاف الزمن لنلتقط صورًا لها بكل بهائها. هذا الفنّ لا يمنحنا فرصة تخليد هذه الأشياء العزيزة علينا فحسب، بل يتيح لنا أن نراها من منظور جديد وجميل.
 

المصور عبدالله الشيخ 

منذ عام 2002، ظلَّ المصوِّر الفوتوغرافي عبدالله الشيخ يُجسِّد سحر مدينته -الأحساء- في صور فوتوغرافية خلَّابة. بالنسبة إلى عبدالله الشيخ، الأحساء هي لوحة فنيّة مليئة بالمفاجآت الرّائعة التي تترقَّب لحظة تصويرها وتخليدها؛ حيث تتميز صوره -وعلى وجهٍ خاص صوره الجويَّة- بقدرتها على إظهار أبعاد وزوايا جديدة للأماكن والقصص التي تحظى بمواجهة عدسة كاميرته. 



 

مسيرة المُصوّر مليئة بالإنجازات الفريدة، من بينها اختيار إحدى صوره لتكون على غلاف عدد مجلة ناشيونال جيوغرافيك لشهر أكتوبر من عام 2018. وهو أيضًا حاصل على العديد من جوائز التصوير الفوتوغرافي المحليّة والإقليمية، ويعمل حاليًا في هيئة تطوير المنطقة الشرقية كمصور جوي، ويعمل على تصوير وتوثيق عدة مشاريع لوزارة السياحة، ووزارة الثقافة، وهيئة الترفيه، وغيرها الكثير من الجهات.

في هذه المقابلة مع فريق إثرائيات، يحاورنا عبد الله بعد عرضه بعضًا من صوره في معرض أقيم في إثراء بعنوان: "من الأرض"، وهي تجربة تحاكي الفنانين السعوديين مع المكونات المادية والمعنوية الموجودة في أرضهم، إلى جانب العادات والتقاليد التي تحيا فيها.
وعن بداياته في التَّصوير الفوتوغرافي، وما تعني له مدينة الأحساء، ومكانتها في أعماله (وقلبه)، وغيرها من التفاصيل الممتعة المتعلقة بمسيرته، يحدثنا:
 

السُّفرة الجماعية. بعدسة عبدالله الشيخ.  
لماذا اخترت مجال التَّصوير الفوتوغرافي؟ ما الذي جذبك لهذا الفنّ من بين جميع الفنون الأخرى؟ ولماذا اخترت التَّصوير الجوِّي على وجه الخصوص؟

بدايتي كانت عندما شاهدت بعض اللَّقطات التي يبثها التلفزيون سابقًا لعدد من مناطق المملكة، تلك اللَّقطات شدّتني، وحاولت دائمًا أن أتأمَّل تفاصيلها وروعتها، خصوصًا تلك الملتقطة بالطَّائرات أو من أماكن مرتفعة، فهي تبرز تفاصيل ومعالم تعجز العين المجرَّدة أحيانًا عن استيعابها. 

هذا الأمر جذبني نحو العدسة والضَّوء، لاسيما وأننَّي ولدت في الأحساء التي أراها لوحة فنِّية فريدة. في كل يوم ترى فيها منظرًا جديدًا وجمالًا لم تره من قبل، هذا ما دفعني نحو عالم التَّصوير، فبدأت مسيرتي فيه وانجذبت إليه، لأننَّي شعرت أنَّ هذا الفنّ هو الذي يعبر عن النّاس دون أن يكتب كلمة واحدة، وأشعرني أننَّي صوت إنسان حينما ينطلق صوت الغالق في الكاميرا ليعلن إيقاف لحظة من الزَّمن، لقد كانت لحظات حبست فيها أنفاسي كثيرًا، انتظارًا لمخرجات العدسة، وأنا معلَّقٌ بين الرَّجاء بأن تكون الصُّورة كما تخيَّلتها، والخوف من أن تكون الصُّورة غير موفقة. 

أما عن مجال التَّصوير الجوّي، فهو محيط بلا سواحل، هو عالم واسع وأفق ممتد، مليء بالتَّفاصيل والتَّحديات، وكما أسلفت لكم، حينما ترى المشهد من الأعلى تختلف نظرتك للعالم، فأنت ترى الصُّورة الكبيرة جدًا، وتركِّز على رسم لوحة متناسقة الألوان متنوِّعة التَّفاصيل، غنيَّة المعاني. 

شدَّني إلى هذا المجال؛ اللَّقطات الافتتاحية في كثير من البرامج والمسلسلات والأفلام، التي تنطلق من الأفق الواسع المليء بالتفاصيل إلى الزَّاوية الضيقة المشبعة بالحكايات، فرغبت بشدة في دخول هذا المجال، وكانت بدايتي معه، لم أكن أتوقع أن أحقِّق الكثير مما حقَّقته، لكنَّها إرادة الله وتوفيقه.

بدأت مسيرتك في مجال التَّصوير الفوتوغرافي في عام 2002م، أي قبل عقدين تقريبًا. كيف كانت تجربتك في ذلك الوقت؟

كانت تجربةً مليئةً بالتَّحديات، ففي ذلك الوقت لم يكن يُنظر للتَّصوير الفوتوغرافي الاحترافي أنَّه مهنة ذات أهمية، ولم يكن يحظى بالاهتمام اللّازم، كما أنّ المصادر والمعارف والمعلومات التي كانت متاحةً آنذاك كانت محدودة ويصعب الوصول لها، إضافةً إلى قلَّة عدد المتاجر التي تقدم معدات وخدمات التَّصوير الاحترافيَّة على مستوى المملكة عمومًا وفي الأحساء خصوصًا، ناهيكم عن ارتفاع تكاليف المعدّات لقلَّة الطَّلب عليها.

كما أنَّ تلك الفترة شهدت بدايات التَّحول نحو الصُّورة الرَّقمية، وانتشار الكاميرات الرَّقمية التي كانت تعدُّ ثورةً وتحولًا في ذلك الوقت. عانيت -كما عانى زملائي- في تلك الفترة من مسألة حفظ الحقوق مع بداية انتشار منتديات ومواقع الإنترنت، والتي كانت تأخذ الصُّور والمواد دون الإشارة إلى مصدرها، ظنًّا منهم أنَّ المصور إذا نشر الصُّورة على موقعه الشَّخصي؛ فإنَّها حقٌّ مشاع بوسع أي كان الاستفادة منها واستخدامها دون ضابط، حيث راجت ثقافة إزالة الحقوق التي كانت توضع على الإنتاج الإبداعي بغرض التَّعريف بالمكان وبالمصوِّر، ولا زلنا حتى اليوم نعاني من هذه الثَّقافة التي تقلِّل من قيمة وجهد المصوِّر، وتنتهك حقوق المبدعين، بدعوى أنَّ المادة متاحة على الشَّبكة، على الرَّغم من الأنظمة والعقوبات التي صدرت في سبيل حفظ الحقوق، وحمايتها من التَّعدي.

كانت البدايات مرحلة صعبة، لم تخلُ من بعض المواقف والطَّرائف، فأحيانًا يُمنع المصوِّر من تصوير بعض المواقع بحجَّة عدم وجود تصريح، ولم تكن هناك آلية واضحة لاستخراج التَّصاريح، كما أنَّ الدَّورات التَّدريبيَّة والبرامج لم تكن رائجةً كما هو الحال اليوم، وكان التَّحدي لمن يجرِّب ويخطئ ويتعلَّم من خطئِه، لذلك عملت على صقل مهارتي وبدأت العمل والتَّعلم من أخطائي، محاولًا البحث في الإنترنت عن الجديد في هذا المجال، وكنت أجرِّب وأحاول.

إضافة لذلك، وجدت من والديَّ وعائلتي كل الدَّعم والمساندة، إذ كنت دائمًا أحاول أن أثبت لهم أنَّ شغفي سيقودني يومًا ما لتحقيق منجز يفرحون به، فكانت كلماتهم مشجِّعة ومحفِّزة لي. 
 

العيش الحساوي. بعدسة عبدالله الشيخ.  
هل تعلَّمت بجانب مصوِّرين آخرين مبتدئين، أو هل كان لديك معلِّم أو شخص آخر بمثابة قدوة لك؟

بالتَّأكيد، فقد كان هناك مجموعات من الهواة ومعهم قلَّة من المحترفين، يجتمعون في لقاءات دوريَّة ومناسبات لها علاقة بالتَّصوير. كنَّا بمثابة ورشة عمل دائمة نتناقل الخبرات والمعارف ونستفيد من بعضنا بعضًا، وكنَّا نعمل على أن نواصل جهودنا وعملنا. 

أي نوع كاميرا تفضِّل التَّصوير بها، ولماذا؟

حقيقةً، هذا السؤال محيِّر نوعًا ما، فأنا لا أفضِّل كاميرا بعينها إلا كاميرا واحدة، وهي تلك التي التقطتُ بها أوَّل صوري ونشرتها، فهي بمثابة "الحبُّ الضَّوئي الأول" لأنَّها الانطلاقة نحو مزيد من النَّجاحات. 
و كما تعلمون، فإنَّ التَّطور التَّقني المتسارع؛ يجعل المصوِّر في تحدٍّ دائم للحصول على أحدث الآلات والتِّقنيات التي تعينه على تحقيق أفضل المخرجات، لذلك تجد معدل التَّبديل والإحلال لدى المصورين المحترفين عالٍ جدًّا، فهو في سباق مع زملائه للفوز بآخر الإصدارات والحصول على أحدث المعدات لمواكبة هذا التَّطور، لكن بصفتي مصوِّرًا جويًّا، فإنَّني أفضِّل طائرة (الدرون) التي تستجيب لتصوراتي الذِّهنية للصُّورة التي أرغب في اختيارها، وتتجاوب معي حينما أريد منها أن ترتفع أكثر وأكثر، وتسعدني بأن تستجيب لرؤيتي الفنِّية في اللَّقطة الإبداعية، وتتحمَّل مختلف الظُّروف، وتتغلب عليها لتكون "الصورة" لحظة من الزَّمن كما أحبُّ وكما أريد.
 

في أكتوبر من عام 2018م، تم اختيار صورتك لسوق قيصرية الأحساء لتكون غلافًا لمجلة ناشيونال جيوغرافيك. كيف كان شعورك حينها؟

هذه الصورة واحدة من المحطَّات المهمَّة في حياتي، شعرت معها بفخرٍ لا مثيل له حينما كنت سفيرًا لبلادي العزيزة على غلاف مجلَّة عالميَّة، وناقلًا لجمال الأحساء وتاريخها الغنيِّ. وكلَّما شاهدت غلاف المجلة، شعرت بالامتنان لكلِّ لحظة قضيتها متنقِّلًا بين المواقع باحثًا عن المعرفة والمهارة في مجال التَّصوير، ولكل لحظة قضيتها أتعلَّم وأحاول وأتَّحدى نفسي. كانت سعادتي لا توصف حينما أعلنت منظَّمة الأمم المتَّحدة للعلوم والتَّربية والثَّقافة "اليونيسكو" انضمام "واحة الأحساء" إلى مواقع التُّراث العالمي، شعرت حينها أنَّ هذه الأرض تُبادل العالم الحبَّ والسَّلام، وشعرت أنَّه من واجبي مضاعفة جهدي لإبراز حضارتها وتاريخها. 
لقد كانت نقطةً مهمَّةً ومفصليَّةً في حياتي؛ أن أنتقل من النَّشر على صفحات الإنترنت إلى المجلات المرموقة، وليس في صفحة داخليَّة فحسب، إنَّما على غلافها وللموضوع الرَّئيس. إنَّها لحظة من العمر لا تُنسى، نقلتني إلى مستوى جديد من التَّحديات، ووضعت على كاهلي ثِقلًا نحو عائلتي ومدينتي التي أحبُّها.
غمرني فيها صاحب السُّمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز - الذي كان رئيسًا للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني سابقًا قبل أن تتحول إلى وزارة - بكلمات غزيرة من الشُّكر والإطراء، وحفَّزني لبذل المزيد حينما أكَّد لي ثقة سيِّدي خادم الحرمين الشَّريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- في الشَّباب السُّعودي وقدراته، وألهمتني تلك الكلمات لبذل المزيد والمنافسة على المستوى الإقليمي والدُّولي في مختلف الأحداث.
 

الأمير سلطان بن سلمان مع المصوِّر عبدالله الشيخ.
تُجسِّد بطريقة جميلة روح الأحساء في أعمالك، كأماكنها وأهلها وثقافتها المتميِّزة. ما هو أكثر شيء تحبُّه في مدينة الأحساء، ولماذا؟

إن قلتُ أننَّي أحبُّ الأحساء بكل تفاصيلها فأنا لا أبالغ؛ أحبُّ كلَّ لحظة أقضيها فيها، أحبُّ نخيلها الممتدّ الذي ألهمني الشُّموخ، أحبُّ أهلها الذين علَّموني البساطة والبَذل، أحبُّ أسواقها التي صنعت لها رونقها الخاص، ومساجدها وقصورها التُّراثية التي رسمت صفحات الماضي، أحبُّ فيها نهضتها وعمرانها الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة، أحبُّ عيونها التي تفجَّرت سخاءً وعطاءً للأرض والإنسان، أحبُّ تمرها الذي يجعلك تنسى المرارة.  إن قلت أنَّ كلَّ شيءٍ في الأحساء جميل فأنا لا أبالغ! فلا يلام المرء حينما يصف محبوبته، والأحساء وواحتها محبوبتي، ومهما قلت في وصفها وحبِّها فالحرف يقصرُ قيمة وقامة. 

هذا العدد من إثرائيات يسلِّط الضَّوء على الطَّعام، بجماله وكلِّ تفاصيله. هل يمكنك التَّحدث عن عنصر الطَّعام في أعمالك الفوتوغرافية؟ ولماذا اخترت تصوير مزارع الأحساء في معظم أعمالك؟

لكلِّ مصوِّر جانب من التَّصوير يستهويه، ودعني أعترف أننَّي بشكلٍ عام أركِّز على التَّصوير الطَّبيعي والمعماري، لكنَّ المائدة الأحسائيَّة شدَّتني كثيرًا، وجعلتني أدخل في مجال تصوير الأطعمة، وتحديدًا في "السّفرة الحساويَّة" الغنيَّة بالمكونات الطَّبيعية والمتنوعة، التي تمثِّل نظامًا غذائيًا متكاملًا وفريدًا. 
ولأنَّ هذا النِّظام هو سلسلة متكاملة من الإنتاج، تبدأ بجهد المزارع وتعبه في أرضه، وتنتهي على المائدة، فقد قرَّرت أن أوثِّق مراحل هذه السِّلسلة، من حين يبدأ المزارع في غرسه، وسقايته، مرورًا بمراحل المتابعة، والحصاد، والبيع، ووصولًا إلى تكامل هذا المنتج مع مختلف المنتجات والأغذية على المائدة؛ لتكون صورةً "بانورامية" متنوِّعة التَّفاصيل، تجسِّد القيمة التي تخرج من مزارع الأحساء، والتي لم تقتصر أبدًا على التَّمر، بل تنوَّعت خياراتها وتوسَّعت مع التَّقدم في التَّقنيَّات، وتوسُّع قنوات الرَّي وتنوّع الخدمات والدَّعم المقدَّم للمزارعين.
والمؤكَّد أنَّ مزارع واحة الأحساء مليئة بالقصص المميَّزة عن سلَّة الغذاء التي تنتجها، وهي دعوة لاستكشاف هذه التَّجربة وخوض غمارها.

 

اللومي الحساوي. بعدسة عبدالله الشيخ. 
بالإضافة إلى أعمالك الفوتوغرافية، تقوم كذلك بتصوير وإنتاج الأفلام. هل يمكنك أن تحدِّثنا عن مسيرتك في صنع الأفلام؟ هل تستمتع بهذا المجال قدر استمتاعك بالتَّصوير الفوتوغرافي؟

مجال صناعة الأفلام ممتع، التَّجربة لا تقتصر فقط على التَّحكم في عنصر الضَّوء، بل تمتدُّ لصناعة سيناريو وقصَّة متكاملة، وكذلك ضبط الصَّوت والحركة، وقد وفِّقتُ للعمل مع عدد من الأعمال الفنِّية بين الأفلام القصيرة والإعلانات التَّرويجية، وغيرها من الأعمال الفنِّية المرئيَّة، كان من ضمنها الفيلم المعروض لفريق منظَّمة اليونيسكو قبل تسجيل الأحساء في مواقع التُّراث العالمي، حمل عنوان "الأحساء الثَّقافة المتجدِّدة"، كما أنتجتُ - بصفتي منتج مستقلٍّ - أفلامًا قصيرةً عن الأحساء، منها: فيلم عن عين أم سبعة، وفيلم خاص للأحساء وقيدها في التُّراث العالمي. أستمتع بهذه الأعمال كثيرًا، لأنَّها تأخذني إلى بُعدٍ جديد وتَحدٍ آخر، وتُوسِّع قاعدة مهاراتي في هذا المجال. أعمل حاليًا على بعض الأفلام القصيرة التي تتعلق بالأحساء، وبمشيئة الله ترى النُّور قريبًا. 
إنَّ أكثر ما يحفزني للعمل؛ استقبال الجمهور لهذه الأفلام وتناقلها على مستوى واسع، حتّى غدت جزءًا من هُويَّة الأحساء ورمزًا لها.
 

اللومي الحساوي. بعدسة عبدالله الشيخ.
العيش الحساوي. بعدسة عبدالله الشيخ.
من بين جميع صورك، أخبرنا عن المفضَّلة لديك، ولم هي المفضَّلة؟ وقصَّة الإلهام ورائها.

في الواقع، أشعر أنَّ كلَّ صورة التقطتها تمثِّل جزءًا منِّي، لذلك من الصَّعب أن يفاضل المرء بين إنتاجاته ويقرِّب بعضها ويبعد بعضها، ولكنَّ صورة بوابة سوق القيصريَّة التي اختارتها مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" تعدُّ واحدة من صوري المفضَّلة التي أعتزُّ بها، وكذلك الصُّور التي رافقت خبر الإعلان عن تسجيل واحة الأحساء في قائمة التُّراث العالمي، وإعلان إنشاء هيئة تطوير الأحساء؛ فتلك الصُّور أشعرتني أنّني استطعت أن أصنع أيقونة فوتوغرافيَّة لمعالم الأحساء. 

واحة الأحساء. بعدسة عبدالله الشيخ.  
هل لديك أي نصائح للمصوِّرين المبتدئين تودُّ مشاركتها معنا؟

البدايات قد تكون محبطة، لكن تأكَّد أنَّ النِّهايات ستكون مشرقة، عندما نجمع بين الأمل والعمل، وبين التَّدرب والتَّطوير، والصَّبر والمثابرة. لا تتوقع أن الدَّرب صعب، لكنَّه ليس بسهل، التَّحديات اليوم تتزايد، والتَّقنيات تتطور بسرعة؛ فإن لم تتقدَّم فإنك تتقادم، واصل خطواتك والنَّجاح حليفك والتَّوفيق بإذن الله.
شكرًا لمجلة "إثرائيات" على هذه المساحة، وشكرًا لمركز "إثراء" على دعمه المتواصل والمستمر للمبدعين، ولخلقه بيئة إبداعيَّة لا تستسلم للحدود والقيود، إنَّما تنهض بقدرات شبان وشابات المملكة نحو العالمية.
 

رمضان في الأحساء. بعدسة عبدالله الشيخ.   
إعادة تعيين الألوان