نحن نعد شيئًا رائعًا من أجلك.

الألحان لغةٌ وفضاءٌ رحبٌ برؤية تصويرية
لقاء خاص

الألحان لغةٌ وفضاءٌ رحبٌ برؤية تصويرية

الألحان لغةٌ وفضاءٌ رحبٌ برؤية تصويرية

طارق العربي وأبناؤه، 2021، مركز إثراء

بقلم رحمة ذياب
March 20th, 2023
الموسيقى حالة ديناميكية قادرة على استحداث حراك وتنشئة أجيال

طارق العربي

ما بين حبِّ الموسيقى وتحديات الأجيال، يتحدث الملحن طارق العربي عن أرشيفه الفنّي وروائع الموسيقى الغزيرة التي امتدت منذ 30 عامًا حتى يومنا هذا. ففي كل وقفة من وقفات تاريخه الفني يذهل جمهوره التوّاق بعذوبة ألحانه وجمال كلماته، وما زالت ألحانه تخلط الطرب والفنّ مع براءة الطفولة، إذ يصف الحالة الموسيقية في الوقت الحالي على أنها عصرية تواكب توجهات الجيل، فلكل جيل رسالة ثقافية تختلف عن غيرها، مسترجعًا سلسلة نجاحاته والتحديات التي رسّخت مكانته الفنّية.

في حدثينا مع العربي، يسعى إلى توثيق الربط بين زخم البرامج الثقافية المنوّعة للأطفال وبين قدراتهم، سواءً في الموسيقى والأغاني أو القراءة والكتابة وغيرها من البرامج المتنوعة؛ باعتبارها أدوات تسهم في تعزيز القدرات العقلية وصقل المهارات الذاتية، مستشهدًا بأغاني الرسوم المتحركة التي باتت ذاكرة لأجيال عدة.

طارق العربي وأبناؤه، 2021، مركز إثراء

خلال 30 عامًا عمل بها في برامج وأغاني الأطفال وإنتاج ما يهم الأجيال؛ حاول إيصال رسائل فكرية لكل طفل في العالم بلغته وقدراته دون إملاءات عليه، كما كرّس العربي جُل اهتمامه "بالإنتاج الأدبي المؤثر"، لذلك بلغ إنتاجه الأدبي للسنة الواحدة 660 منتجًا ما بين تأليف وألحان وتسجيل في قناة سبيستون للأفلام الكرتونية بحسب تعبيره، مضيفًا :"ما يشدُّ انتباهي خلال الـخمسة أعوام الأخيرة، اهتمام دول عدة أبرزها المملكة العربية السعودية، عبر تحفيز وزيادة برامج ومسابقات الأطفال بما يحقق الهدف المطلوب، الأمر الذي يجمع بين تنمية مهارات الأطفال وتنشئتهم، ولو تعمقنا بعالم لموسيقى لأدركنا أننا نغوص بعوالم متجددة".

 ومن وجهة نظر العربي، فإن البرامج والمبادرات الهادفة تتمكن من خلق جيل قادر على مواجهة التحديات؛ لأن القراءة والكتابة غذاء صحي لتنشئة جيل متمكّن، وما يبدو جليًّا أن الموسيقى فضاء رحب ذو رؤية تصويرية.

يحدثنا العربي عن خطته المستقبلية، التي تتكئ على زيادة عدد الأنشطة الترفيهية الهادفة التي يقدمها في العديد من البلدان، من بينها المملكة العربية السعودية التي قطعت أشواطًا في الفنّ الموسيقي، عبر إحياء حفلات هادفة تستهدف الفئات العمرية جميعها، من أجل إيصال رؤية فنية وتعبيرية تتحول إلى ألوان غنية تجسّد حكايات وقصص تحتشد في ذاكرة الطفل الذي يغدو يومًا ما موردًا بشريًا، منوهًا أنه: "خلال أقل من عامين، قدّمت نحو 15 فعالية في مناطق عدة في المملكة، وحاليًا هناك أنشطة جديدة سيعلن عنها في حينها، جميعها هادفة وبقالب طفولي جديد، لإثارة مشاعر الأطفال حيال العديد من المفاهيم المجتمعية المعاصرة".

طارق العربي وأبناؤه، 2021، مركز إثراء

يتوقف القارئ عند تجربة العربي داخل العديد من المحطات، لنهل المعرفة الموسيقية وما اعتراها من متغيرات متلاحقة، ومراحل متداخلة، لاسيما أن هناك سلسلة موسيقية قادرة على مواكبة الأجيال، وهنا يرى بأن التاريخ الموسيقي أيقونة مبهجة لا يقتصر تكوينها على الألحان ورسم المشهد النهائي لها، وإنما أداة محركة تستحدث حالات متعددة، على وجه الخصوص قدرتها على إعادة التشكيل للحفاظ على الذكريات والتوازن الداخلي للمستمعين". 

فسحر الموسيقى يذهل مستمعيها لأنها تُستلهم من واقع الحياة، فالعربي يبدد وجهة النظر التي ترى أن الموسيقى حالة وقتية تذهب أدراج الرياح، قائلًا: "مزيج من القوالب تتخذها الموسيقى، وفي كل مرة نجد اختلافًا كليًا عما سبقها، لذلك نتوصل إلى حالة يمكننا وصفها بأنها مذهلة".

العربي الذي له باع طويل في الألحان، بات أشبه بمدرسة فنّية تختزن جذوة الإبداع، وتبدو كحجر أساس لحفظ التاريخ والهوية بأصالة ثقافية، يتم توثيقها بأرشيف قادر على الانتقال بسلاسة من جيل لآخر.

طارق العربي وأبناؤه، 2021، مركز إثراء
إعادة تعيين الألوان