فنُّ الصَّوت
أكريليك وزيت على الكتان بريشة ديفيد كوندي أيالا.. بإذن من أرامكو وورلد.
الشاعر الأسطوري نزار قباني (1923-1998)
ماذا تسمعون عندما تقرؤون هذه الكلمات؟ هل تتذكرون هفيف الرّيح وصخب الأمواج؟
للصَّوت وقعٌ خاص علينا، فهو جوهر الكلمات التي ننطق بها، تلك الضحكات التي نطلقها، والأصوات التي نصدرها هي جزء من هويتنا.
الصَّوت أساس أهوائنا، وأصل الموسيقى التي نطرب لها. إنه مركبُ ذكرياتنا نحو أجمل القصائد والأناشيد والأغاني.
الصَّوت هو لغة العالم من حولنا، يكون ساحرًا في بعض الأحيان ويترك أثره فينا، وفي أحيان أخرى، يكون مجرد ضوضاء ونشاز، يصم الآذان، ونكون غير قادرين على سماعه.
الصَّوت موضوع عميق ومتشعب، تحتفي به إثرائيات بالذكرى السنوية الثالثة لتأسيس المجلة.
ما بُدأ كطوق نجاة للفنانين والمبدعين عند احتدام الجائحة، وساهم في الإبقاء على ارتباطهم بجمهورهم، قد كبُر وتطور حتى غدا سيمفونيةً من الألوان والفنون والقصص
لإثرائيات صوتها الخاص ونغمها الهادئ والمريح مُمثّلًا بالمقطوعة التي أنشأها الموسيقار السعودي ناصر الشميمري خصيصًا للمجلة، والتي تطرق مسامعك عند زيارة موقعها الإلكتروني.
في هذا العدد الخاص، نحتفي بمئوية أحد عظماء الشِّعر في العالم العربي، الأسطورة نزار قباني، الشَّاعر الذي أسر قلوبنا بكلماته المحلقة، وسيطر على خلجات أفكارنا بنبرته المميزة. نحتفي بأشعاره كرسائل هاربة، نسردها على أحبائنا ونغنيها لأنفسنا. إذ يظل (نزار) سفيرًا للغة العربية، ببلاغتها ووقعها الشجي وموضوعاتها العالمية الخالدة.
نقدم لكم كذلك، ما يُعتقد أنها "أول" تسجيلات خرجت من جدة (1906-1909)، إضافة إلى مقابلات مع شخصيات بارزة مثل نصير شمّه. وتكريمًا لقامات أدبيّة وفنِّية في مطلعها “نزار قباني”، أجرينا مقابلة مع ابنه عمر قباني الذي أعادنا إلى ذاكرة الشعر وأتحفا بالحكايات عن والده.
كما ألهمتنا مقابلات عن شخصيات مهمة مثل: "الأب الروحي وعميد الطرب السعودي الحديث" طارق عبد الحكيم، وشخصيات رُسمت في ذاكرتنا الطفولية مثل طارق العربي الذي يعيدنا بصوته إلى زمن البراءة الجميل. كما نتطرق إلى الأساليب الديناميكية التي يلتقط بها الفنانون جوهر الصوت، مثل أصوات الأذان التي عرضت في بينالي الفنون الإسلامية التابع لمؤسسة بينالي الدرعية، مع الألحان المختلفة للآلات التاريخية وأصواتها الأصيلة.
في هذا العدد ستقرؤون مواضيع متنوعة وشيقة بدءًا من حُداء الإبل حتى الموسيقى التصويرية في الأفلام، وتلك والأصوات من حولنا التي أهملناها وغفلنا عن أهميتها، وتداركناها متأخرين بعد أن غابت عن مسامعنا.
كما تحتفي المجلة بنتاج تعاونها المستمر مع فنّ التراث ومؤسسة بارجيل للفنون ومتحف الآغا خان. فيما نسلط الضوء على أحدث تعاون لنا مع "فان كليف أند آربلز" من خلال مجموعتهم الرائعة التي تشيد بـ"الزمن والطبيعة والحب" كجزء من معرض في المتحف الوطني السعودي، إضافة إلى صوت المنحوتات والتشكيل كجزء من ملتقى طويق السنوي للنحت.
تجدون كذلك تقويمًا خاصًا من أرامكو وورلد، صدر عام 2018م، وهو يركز على "الطرب" وفنّ الموسيقى، الذي يستحق نظرةً متأنية لاستخراج أفضل ما به من فنٍ جميل وقصصٍ رائعة.
في هذه النسخة الفريدة يلقى القراء مبتغاهم، مع أصوات مختلفة تحاكي قصصهم، وتشاركهم فنّهم وإبداعهم في عالم الصوت.
إثرائيات تتمنى لكم قراءة ماتعة لقصص فريدة وغنية في هذا العدد.