أصواتُ التُّراثِ
آلة دف تقليدية
يعدّ استخدام الآلات الموسيقية من أهم جوانب الثقافة الإنسانية عالميَّة، بعض الأكاديميين يفترضون بأنَّ نشأة الآلات الموسيقية البدائية كانت من خلال الأدوات اليومية، كأواني الطّهي التي تشبه (الطبول)، وأقواس الصّيد التي تشبه (الأقواس الموسيقية).
وأيًّا كانت نشأتها، فإن هناك أربعة عوامل لعبت دورًا أساسيًّا من أجل استمرارية تطور الأدوات الموسيقية بأنواعها بشكل واسع على مستوى العالم. وهذه العوامل هي: توافر المواد، الاستعداد التكنولوجي، الاهتمامات الرمزية، وأنماط التجارة والهجرة؛ لذلك استخدمت بعض المجتمعات الخشب والخيزران لصنع أدواتها الموسيقية، بينما استخدمت مجتمعات أخرى العظام والجلد والحجر، وذلك اعتمادًا على ما هو متوفر في بيئتها.
كان للآلات الموسيقيَّة التقليدية دورًا مهمًا في إضفاء البهجة على كل المناسبات الوطنية أو التجمعات العائلية. فمنذ العصور القديمة، عملت الموسيقى الشعبية والأغاني المميزة بألحانها على إسعاد الروح وإنعاش الوجدان. كما سعتِ الثقافات المحلية المتنوعة الموجودة في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية؛ على انتاج العديد من الآلات الموسيقية الخاصة بكل منطقة.
إنها آلة نقرية معروفة ترافق الغناء، وقد أطلق عليها اسم (الرق) في عصور ما قبل الإسلام، فهي مصنوعة من جلود رقيقة مشدودة على جانبيها. تأتي هذه الآلة بأحجام وأشكال متنوعة، وقد استخدمت في مناسبات مختلفة، كحفلات الزفاف، والحفلات الراقصة النسائية (العرضة) في تقاليد المملكة العربية السعودية.
كان لتزيين الدّف بالشرائط والزخارف المرسومة بالحناء ضرورة لا غنى عنها.
الرَّبابة العربية؛ آلة وترية منحنية تتخذ من شعرِ الخيل أوتارًا لها، وهي آلة جوفاء لها صوت رخيم. تأتي بأشكال وأحجام مختلفة، وغالبًا ما تعزف بمصاحبة آلات أخرى. تصنع كذلك من مواد بسيطة متاحة للبدو، مثل الخشب وجلد الماعز. لقد كان العرب - خاصة البدو - ينشدون قصائدهم على أنغام الربابة.
هي أسطوانة نقرية صغيرة مصنوعة من الجلد، وهي ذات وجهين وتتكون من أسطوانة خشبية مجوفة. اشتهر سكان الأحساء بالعزف على المرواس في المساءات الموسيقية، لكنها تُستخدم أيضًا عند أداء الشعر الفلكلوري النبطي القديم في منطقة نجد.
تتميز التقاليد الموسيقية الشعبية في المملكة العربية السعودية بالشعر والدقّ والرقصات، فضلاً عن النغمات والإيقاعات والألحان المميزة التي تم تناقلها عبر السنين.
لقد جاب الشعراء والموسيقيون شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط الكبير من خلال الغناء والموسيقى والرقص على مر العصور، مما ساعدهم على تبادل الثقافات المختلفة.
تستخدم الإيقاعات والألحان الشعبية التي نشأت من الأدب الكلاسيكي، والملاحم، والقصائد البطولية، كشكل من أشكال التعبير عن هذه التقاليد التاريخية في مشهد صوتي معاصر، مما يعكس تاريخ المجتمع وقيمه وأعرافه ومعرفته.
آلات موسيقية تقليدية، أزياء شعبية، معروضة في المعرض السعودي بالقاهرة، مصر، يونيو 1987.بإذن من أرشيف أرامكو
