معزوفةُ إثرائيات
ناصر الشميمري، الضّوء الداخلي 2022. بإذن من الفنّان.
ما أن تبدأ قطعة موسيقية بنغمات حزينة، مستندة إلى المقام الحجازي إلا وتختتم بكونها قطعة موسيقية عالمية، كأنها دعوة للتأمل، والحنين والسلام.
الرجل الذي يقف وراء مقطوعة إثرائيات الموسيقية التي تُعرض على موقع إثرائيات على الإنترنت، والتي أصبحت الآن جزءًا من علامتها التجارية، هو شاب حيوي، يستكشف على الدوام عالم الصّوت والفن.
اشتهر الفنّان السعودي ناصر الشميمري بأعماله الفنّية السمعية، والبصرية التفاعلية. معروف بين جمهوره بالاسم المستعار (DesertF!sh)، من خلال هذا الاسم يصوّر تراثه النّجدي، وحياته على شاطئ البحر الأحمر. يقيم في جدّة، ويمارس الفنون الرّقمية متعدّدة الخصائص في الاستوديو الخاص به Desert Dream Audio Visual، حيث يخدم هذا الاستوديو المعارض، والشركات، والفنّانين؛ كوكالة سمعيّة وبصريّة حديثة، تقدّم فيه خدمات استشارية فنّية متخصصة، وتكوين إعلامي في الفنون.
بعد أن خدم المشهد الفنّي المعاصر كمستشار يساعد في إنتاج الأعمال الفنّية الرقميّة؛ بدأ ناصر في إنشاء مقطوعاته السمعية والبصرية المتفردة، بهدف تقديم الصّوت والفنّ البصري التفاعلي بمنظور جديد، مع التركيز على مواضيع مثل وعي البشر بالمكان والزمان وعلاقة الإنسان بالتكنولوجيا. من خلال تحقيقه للعديد من الإنجازات وخاصة بعد ظهوره في المجلس الفني السعودي عام 2019، قدم ناصر ورقته في مجال الفن الرقمي في المملكة العربية السعودية من خلال أحدث التركيبات الفنية التفاعلية.
من الناحية البصرية، يتعمق ناصر في عالم الفنّ التفاعلي من خلال معالجة الرسومات التي يتعلمها بنفسه. إنّه موضوع بالغ الأهمية حيث يربط من خلاله وسيطين معًا: سمعي وبصري. يمتلك ناصر خلفية موسيقية إلى جانب العناصر البصرية، ويهدف إلى إنشاء أعمال مدفوعة بأجهزة الحاسوب في الوقت الحالي، مما يخلق انسجامًا فريدًا بين التكنولوجيا والتفاعل البشري.
س1: حدثنا قليلًا عن الإلهام الذي يكمن وراء موسيقى إثرائيات.
تلك الموسيقى المصممة خصّيصًا لموقع إثرائيات الإلكتروني، أُلِّفت لتخليد اللحظة في ذهن القرّاء. آخذين بعين الاعتبار أن زائر الموقع سيستمع إلى شيء ما، كمقطوعة موسيقية تعزف لحنًا أوركستراليًا ناعمًا بأجواء غنّاءة. والنتيجة هي جلسة هادئة متجددة، وتوفير أجواء سحرية ملائمة للمحتوى الرائع الموجود على الموقع.
ناصر الشميمري، الضوء الداخلي 2022. بإذن من الفنّان.
س2: حدثنا عن نفسك، لماذا اخترت الدخول في مجال الموسيقى؟
لا أعلم لماذا اخترت هذا المجال، يمكنني القول أنني انجذبت إليه تلقائيًّا، فهو مجال التعبير عن الكون، وعملية التأليف وإنتاج الموسيقى تجلب المتعة لي.
س3: ما هي مشاريعك المفضلة ولماذا؟
مشاريعي المفضلة هي تلك التي تتضمن تصميم مونتاج موسيقى. أحب القيام ببرمجة الموسيقى وإنشاء الخوارزميات التي تولد أفكارًا موسيقية تتناسب مع توجهات المشروع. كان المشروع المفضل لدي هو إنشاء نفق صوت بصري تفاعلي لمعرض إمبرينت الافتتاحي في معهد مسك للفنون في عام 2020. وكان عنوان العمل تجاوز 2.0.
س4: ما هي تحديات هذه المهنة في المملكة العربية السعودية والمنطقة؟
واحدة من التحديات المهمة، تكمن في كيفية تطويع هذه المهنة لتواكب سرعة التطور دون المبالغة في التشديد على الأسلوب. كيف نجعل الطلب يتزايد على الموسيقى، والفنّ، والترفيه، بطريقة فعالة، بفترات زمنية واقعية، وأهداف قابلة للتحقيق! قد يؤدي الاندفاع المستمر لإنشاء مآثر غير مسبوقة، والضغط من الشركات والسلطات الرسمية، في نهاية المطاف إلى خلق بيئة تنافسية تشجع الحفاظ على البوابة وتفضل الالتزام بالمواعيد النهائية على الجوهر.
بلد بيست، 2022، بإذن من الفنّان.
س 5. ما هي مشاريعك القادمة؟
سيعرض لي عمل فني تفاعلي جديد في افتتاح معرض الدرعية الفنّي المستقبلي.
أسبوع مسك آرت - يسلط الضوء وأداء AV، بإذن من الفنان.
س 6. من هم قدوتك ولماذا؟
ألدوس هكسلي، وراي كورزويل، وألبرت كامو، وستانلي كوبريك، وفيليب ك.ديك، وجون كيج؛ كانوا أساس إلهامي لأصبح الشخص الذي أنا عليه اليوم. وذلك من خلال الانخراط في أفكارهم وأعمالهم ومدارسهم الفكرية، فقد كوّنت فهمًا للعالم من حولي وكيف ألاحظه بسببهم. سواء من خلال الروايات، أو المقالات، أو الأفلام، أو الأعمال الفنّية. عاشت هذه الأسماء البارزة حياة ذات معنى، تلهمني دائمًا في سعيي لإيجاد معنى في حياتي وهدفًا لتحقيقه.
ناصر الشميمري مع شريكه في الإبداع - كلبه الأليف صني - في مرسمه.
ناصر الشميمري مع شريكه في الإبداع - كلبه الأليف صني - في مرسمه.
س 7. ما هو الشعار الذي تحيا به؟
"إنّ الكل أكبر من مجموع أجزائه" - أرسطو
س 8. ماذا يعني لك الفنّ؟
الفنّ هو التواصل من خلال وسيط معين للتعبير عن آراء أو فكرة أو عاطفة. إنه مجال مفتوح للتعبير يوفر طريقة لا حدود لها في نقل الرسائل والأفكار.
