نحن نعد شيئًا رائعًا من أجلك.

الملاذ في الطّبيعة
جسور: حوار بين الثقافات

الملاذ في الطّبيعة

الملاذ في الطّبيعة

هروب المغول من الطورانيين
من مخطوطة كتاب نگارستان، وهو مجموعة من الحكايات التربوية والقصص التاريخية التي ألّفها أحمد بن محمد الغفاري (1504-1567). نسخة الخطاط أحمد الشيرازي.
إيران، يُرجح أنه من شيراز، مؤرخ بسنة 980 هـ / 1572-1573 م.
ألوان مائية معتمة، حبر، وذهب على الورق.
الأبعاد: 38.7 × 25 سم.
الرقم المرجعي: AKM272.fol187r

بقلم الدكتــورة أولريــك الخميــس
April 7th, 2025

في عالم يرزح تحت وطأة القلق والمخاوف من التهديدات المتزايدة – من تغيّر المناخ إلى النزاعات والحروب - يلجأ الكثيرون منا إلى الطبيعة بحثًا عن السلام، والعزاء، بل وحتى النجاة.
أينما كنا في هذا العالم، نعرف الأماكن التي تمنحنا مهربًا: كالبحر، والغابة، والصحراء، والجبال. نسمع نداءها، وندرك وجودها، ونعلم أنها ستحتضننا، وتحمينا، أو ربما تعيد إلينا توازننا من جديد.
لكن هذا الشعور ليس وليد العصر، بل يمتد عميقًا في التاريخ الإنساني، حيث تزخر القصص عبر الثقافات بروايات عن قوة الطبيعة في الشفاء والتجدد والبقاء. وهذه اللوحة تستحضر إحدى تلك الحكايات.
 

للوهلة الأولى، تبدو كأنها مشهد طبيعي نابض بالهدوء والسكينة: زوجان من الأشخاص يسترخون ويتجاذبون أطراف الحديث وسط مشهد أخضر غنّاء، حيث تتوهج الأزهار بألوانها الزاهية، والأشجار في أوج تفتحها، تحفّها السروات الشامخة والأنهار المتدفقة بلطف، وكل ذلك محاط بتكوينات صخرية نابضة بالحياة، جنة من السلام.
ومع ذلك، لم يكن وجودهم هناك للترويح عن أنفسهم، بل كان للبقاء على قيد الحياة، هربًا من مجزرة مروّعة ارتكبها الطورانيون بحق شعبهم المغولي، وفقًا للرواية المتناقلة. لم ينجُ من تلك الكارثة سوى أربعة أشخاص: الأمير نيكوز، والأمير قيّان، وزوجتيهما.

بشجاعة ويأس، تمكنوا من الفرار عبر ممر ضيق قادهم إلى سهل مخفي تحميه سلسلة جبال إرغينيكون، حيث وجدوا ملاذهم الأخير.
في هذا الوادي الخصيب الذي تجسده اللوحة، وجد الناجون الأربعة ملاذهم الآمن وبدأوا حياتهم من جديد. ووفقًا للأسطورة، ازدهرت ذريتهم وتكاثرت على مدى 400 عامًا، فانقسموا إلى قبائل شكلت نواة أمة جديدة.
 

لكن مع مرور الزمن، ضاق بهم المكان حتى لم يعد هناك متسع للحياة. عندها، لم يجدوا سبيلًا للخروج سوى بشق ممر عبر منجم حديد محفور في قلب الجبل، ليتمكنوا أخيرًا من العبور إلى العالم من جديد!


 

بقلم ضيف خاص: الدكتورة أولريك الخميس، المدير التنفيذي لمتحف الآغا خان في تورنتو. في كل عدد من المجلة، نعرض كنزًا خاصًا من متحف الآغا خان حيث يسرد حكاية ويعرض إلهامًا ويفتح أفقًا للتواصل.
 

إعادة تعيين الألوان