كليلة ودمنة - خرافات خالدة

مثل خرافات إيسوب المحبوبة، فإنَّ كليلة ودمنة مجموعة من خرافات الحيوانات، كُتبت للتعليم الأخلاقي لثلاثة أمراء شباب، كانوا لاهين في ذلك الوقت، وكان عليهم أنْ يتعلّموا كيف يصبحون حُكّامًا أكثر حكمة، أيضًا لتسلية قُرّائها عامّة، ودعوتهم للتّفكير.

تحتوي المخطوطة الأصلية على ثمانٍ وسبعين لوحة، وصفحات كثيرة تحوي نصوصًا بدون رسوم، تسرد خرافات شهيرة عن الحيوانات تأتي على لسان ابني آوى هما: كليلة ودمنة. كلٌّ منهما ذكيٌّ وخبير، لكنَّ دمنة كان الأكثر جشعًا وطموحًا وخبثًا بينهما.

استندت الحكايات إلى البانشاتانترا التي كتبها الحكيم بيدبا، والتي يرجع تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، انتشرت القصص في جميع أنحاء الشرق الأوسط في القرن الثامن، بعد ترجمتها إلى اللّغة العربية من قبل الأديب وكاتب الديوان ابن المقفّع، فحظيت، وما تزال، بشعبية كبيرة.

هذه الحكايات عن الرّذيلة والفضيلة، تجمع بين الطّرافة والفكاهة والفلسفة، تتمُّ إعادة النّظر فيها، وإعادة رسمها باستمرار من قبل الكتّاب والفنّانين في جميع أنحاء العالم.

في هذه المجموعة المميّزة، هنا نلتقي بالنمر الحكيم. يُطلق عليه اسم مجلس النمر - "نمر يحمل أمر الأسد إلى أعوانه".

في ظلّ ستارةٍ عربيّةٍ ملونةٍ واسعة، عليها زهور وفواكه وأشجار سرو، يجلس النّمر الحاكم لمحاسبة ابن آوى الماكر "دمنة"، الذي أدّت أكاذيبه وغيرته إلى قتل ثور بريء على يد صديقه الأسد الملك. فقد أوغر ابن آوى صدر الملك على الثور، والذي ندم على قتل صديقه، وأمر بمحاكمة المفتري. في هذه اللّوحة يشيحُ أرنب غاضبٌ وجههُ عن ابن آوى في اشمئزاز. النمر الذي تمّ وصفه بالتروّي والحكمة يصدر حكمه على دمنة، ويقضي عليه بالإعدام جوعًا