صفحاتٌ خضراء
صورة بعدسة المصور أحمد الثاني
يُميّز العابر على مقربةٍ من بئر الدمام رقم 7 أو ما يُعرف ببئر الخير، وتحديدًا على هضبة الظهران، مبنى يتخذ هويته من طبيعة المكان حوله. مجموعة من الحجارة المتراصة متعدّدة المستويات، اُستلهمت من الطبيعة الجيولوجية للمملكة، وتحديدًا من الصخور الموجودة حول مكامن النفط، والتي تُساعد في اختزان الطاقة النفطية. تحفة فنيّة معمارية، تتسق مع الطبيعة بأدقّ تفاصيلها. لقراءة المزيد عن قصة إثراء.
علاقة إثراء المتسقة بالبيئة الطبيعية للمنطقة، لا تتوقّف عند الحدود الجمالية للمبنى وحسب! بل تمتدّ إلى مسؤولية مجتمعية تنعكس عبر برامجها المختلفة، فمثلًا ما تبنته عبر ماراثون "اقرأ"، حيث ستتم زراعة نحو 24000 شتلة، تتوزع ما بين القطيف والأحساء على امتداد أربع نسخ متتالية، بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي لمكافحة التصحّر في السعودية والجهات المعنية. يقول الفيلسوف رالف والدو إمرسون*: "الكتب هي الآثار الأكثر بقاء على مدار الزمن"، فكيف إنْ كانت قراءتك لـ 100 صفحة كفيلة بزراعة شجرة!
ليست القراءة كفعل منفصل، ولا الحثّ عليها بعباراتٍ رنانة سرعان ما تخمد، بل بأثرٍ دائم يبقى ما بعد القراءة على العقول والطبيعة على حدٍّ سواء. استمرارك في القراءة سيصبّ في خدمة صناعة الكتب، كلّ 100 صفحة كفيلة بإعطاء الفرصة لصفحاتٍ أكثر لتُطبع.
جاهزون للحساب؟ في النسخة الأولى التي أقيمت في مكتبة إثراء تمّت قراءة 162 ألف صفحة، وفي النسخة الثانية التي أقيمت ما بين مكتبة إثراء ومكتبتين في الرياض وتبوك تمّت قراءة 422 ألف صفحة. أمّا في النسخة الثالثة التي تمّت بالتعاون مع مكتبتي الإسكندرية بمصر، والمكتبة الوطنية المغربية بالمغرب فحقّقت 326 ألف صفحة مقروءة، والمفاجأة في النسخة الرابعة وبالتعاون مع سبع عشرة مكتبة عربية، تمّت قراءة نحو مليون ونصف المليون صفحة. عدد هائل من الصفحات والشتلات!
من منكم جاهز -يا ترى- لأن يكون جزءًا من النسخة الخامسة للماراثون؟
* كاتب وفيلسوف أمريكي.