نحن نعد شيئًا رائعًا من أجلك.

النَّحت ورُخام مكرانا
عام: فنّ الحرف اليدوية

النَّحت ورُخام مكرانا

النَّحت ورُخام مكرانا

عمل للنحات الكبير/المشرف الأستاذ صديق بهاتي، والمركّب/النحات الأستاذ حيدر علي، والملمع/النحات الكبير الأستاذ شاروخ خان، وشركة سراي للتصميم.

مكرانا راجستان، الهند. 2024 م/1445 ه
رخام أبيض منحوت 
الارتفاع: 3م، الطول: 16م
متحف إثراء 2024.0028
 

بقلم روان طلال
April 7th, 2025

من أعماق الأرض، وتحت تأثير الحرارة والضغط يأخذ الحجر الجيري بالتبلور، ليتكوّن ويتشكّل الرّخام الذي عُرف بجماله ومتانته. على مرّ القرون، استخدم الإنسان هذا الرخام في أعمالٍ فنّية رائعة، تشهد على كنوز الطبيعة، وقدرة الإنسان على تحويل كلّ ما تصل إليه يداه إلى شيء يوفّر احتياجات الحياة الأساسية مثل العمارة، أو إلى شيءٍ يرمز إلى الجمال والفنّ مثل النّحت.

كان الرّخام حجر الزاوية في الحِرف البشريّة، بدءًا من التماثيل اليونانيّة والرومانيّة القديمة إلى روائع عصر النّهضة، استخدم المعماريّون والنّحاتون والحرفيّون الرّخام في أعمالٍ فنّيةٍ وهياكلٍ معماريّةٍ بقيت صامدةً حتى يومنا هذا، وهناك منها على سبيل الذكر لا الحصر الأعمدة الكبرى في المعابد وتمثال ديفيد للفنان مايكل أنجلو مثلًا.  

أمّا في العمارة الإسلامية التي جمعت ما بين فرادة التّصميم وروحانيّة الأسلوب وإتقانه، فقد احتلّ الرّخام مكانة مهمّة ليس لجماله وحسب، بل لرمزيّته، إذ يُعبّر عن العظمة والنقاء، وإذا ما تذكّرنا المساجد مثلًا، فسنتذكّر استخدام الرخام في أقواسها وأعمدتها ومحاريبها، وتكسية جدرانها.  

أمّا حين نتذكّر العمارة المغولية المتأثّرة بتفاصيل العمارة الإسلامية بجانب العمارة الفارسيّة والهنديّة، فسنتذكّر بالطبع تاج محل الذي اعتمد في بنائه على الحجر الرّملي الأحمر والرّخام الأبيض، أو ربّما سنتذكّر المسجد الجامع في دلهي برخامه الأبيض المميّز.  

وفي 2025 عام الحرف اليدويّة، نستعرض عملًا فنيًّا ممّا بقي شاهدًا على براعة النحاتين في استخدام الرخام، هذان الجداران الشبكيّان الضّخمان من طراز الجالي تمّ نحتهما يدويًّا من الرخام الأبيض النقي، بتكليف من الإمبراطور المغولي أكبر، على يد ثلاثة من كبار نحّاتي الحجر في مكرانا، راجستان (الهند). وقد اُستلهم هذا التّصميم من المجمع الديني لخواجة سليم تشيشتي في فاتح بور سيكري (1580-81 م/ 988 ه). والمدهش أنّه وفقًا لعالم الفنّ المغولي عبد الكريم كريتس: "لم يتمّ إنشاء أيّ معلم بهذه الضّخامة أو الجودة منذ القرن السابع عشر". يُعرض هذا العمل ضمن أعمالٍ أخرى تحتفي بالحرفِ اليدويّة وبراعة الحرفيّين في معرض "في مديح الفنان الحِرَفي" الذي يُقام في إثراء، لزيارة المعرض اضغط هنا
 

استخرج الإنسان الرّخام من أعماق الأرض، لينتهي باستخدامه في العمارة والنّحت، تاركًا خلفه إرثًا جماليًّا لا يمكن تجاوزه ولا نسيانه!

 

عمل للنحات الكبير/المشرف الأستاذ صديق بهاتي، والمركّب/النحات الأستاذ حيدر علي، والملمع/النحات الكبير الأستاذ شاروخ خان، وشركة سراي للتصميم. مكرانا راجستان، الهند. 2024 م/1445 هرخام أبيض منحوت الارتفاع: 3م، الطول: 16ممتحف إثراء 2024.0028 
إعادة تعيين الألوان