روح الرياضة: الشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني
معالي الشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني، أول قطري يصل إلى قمة جبل إيفرست في الثاني والعشرين من مايو عام 2013. يشغل حاليًّا منصب رئيس 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي.
يقف رجلٌ على رأس 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي، هذا الصرح الرائد في المنطقة، ليجسّد روح المغامرة بكل معانيها، متجاوزًا القمم، محطّمًا الأرقام، وراسخًا في ميادين الإبداع. إنه معالي الشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني، ليس مجرد رئيس لمتحف، بل هو متسلّق جبال حطم الأرقام القياسية، ورياضي، ومستكشف، ورائد أعمال متعدد المشاريع، ومحسِّن يساهم في إعادة رسم ملامح التقاء الرياضة بالثقافة والتقنية في الخليج.
يُعدّ الشيخ محمد آل ثاني أول قطري يصل إلى قمة جبل إيفرست (8,848 مترًا) - أعلى قمة في العالم، كما تسلّق قمة أما دابلام (6,812 مترًا)، وأكمل تحدي "القمم السبع" بالوصول إلى أعلى قمة في كل قارة، ولم تتوقف مغامراته هناك، بل تزلج أيضًا في القطب الجنوبي.
الجانب الرياضي في حياة الشيخ محمد لا يروي القصة كاملة، بل هو فصل واحد من حكاية ملهمة. في مقابلة حصرية مع إثرائيات، التقينا بسعادته لنستكشف أعماق قصة المتحف الرياضي، ونقرأ فلسفته، ولنتعرّف عن قرب إلى رحلته الشخصية مع الرياضة، وإيمانه العميق بأهمية الثقة بالنفس.

لقطة تُصور سعادة الشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني، متحديًا كل الصعاب في أثناء تسلقه لجبال نيبال الوعرة. الصورة بإذن من الشيخ محمد آل ثاني.
بصفتي رئيسًا لــ 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي، الذي لا أراه مجرد مبنى، بل رمزًا حيًّا لإمكانيات الإنسان وقدرته على الإنجاز، فالمتحف وأنا نتشارك رسالة واحدة: إلهام الشباب عبر قوة الرياضة، وإيصال فكرة أن "المستحيل" ليس سوى كلمة. أطمح أن يغادر كل مَن يدخل هذا المتحف وهو يحمل في قلبه الشعلة نفسها التي يشعر بها الرياضي حين يحقق حلمه.
عميق امتناني لمعالي الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني على رؤيتها الثاقبة وتوجيهها الدائم، ولإيمانها بنا ومنحنا المساحة التي نحتاجها للنمو، والتحدي، وإلهام الآخرين.
وبالنسبة لي أعتبر "معرض الكؤوس" من أكثر الأجنحة قربًا إلى قلبي، حيث تُعرض كل شعلة أولمبية منذ انطلاق الألعاب، تذكيرًا بأن شعلة الإنجاز الإنساني لا تنطفئ أبدًا. كما أشعر بفخر خاص بجناح "الرياضة في قطر" الذي يحتفي بإنجازات بلادي، ويعكس روحنا وطموحنا المتجدد.
كان تسلّق القمم السبع – التي تُوّجت بإيفرست – أعظم مُعلّم عرفته في حياتي. كل جبل علّمني درسًا مختلفًا، لكن إيفرست كان الجبل الذي اكتشفت على سفوحه ذاتي الحقيقية. خلال تلك الرحلات وجدت القيم السبع التي أصبحت اليوم حجر الأساس في حياتي: الشغف، والإيمان، والصبر، والإصرار، والتقدير، والتواضع، والإلهام. هذه ليست مجرد كلمات، بل دروس نحتتها الجبال في داخلي، خطوات مضنية متتالية. حين أروي قصتي، لا أفعل ذلك لتسليط الضوء على القمة، بل لأبرز الرحلة التي أوصلتني إليها.
عشرة أيام على الجليد، رفقة أصدقائي المقرّبين فقط، نتزلج نحو نقطة لا يراها أحد، مسترشدين ببوصلة لا غير. لا حشود، لا ضجيج، فقط الصقيع، والهدوء، ونحن. كانت رحلة استكشاف عصامية، حملنا فيها كل ما نحتاج إليه، وأعددنا كل ما استخدمناه. البرد اختبر طاقاتنا، لكنه في الوقت ذاته جرّدنا من كل ما هو ساذج. تلك العزلة علّمتني ما لا يمكن لأي محاضرة أن تُعلّمه عن الصمود، وصفاء الرؤية، وقوة الصمت التي تسكن القلب المؤمن بمسيرته.

الصمود والعزيمة: يُعد الشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني أول قطري يصل إلى قمة جبل إيفرست (8,848 مترًا) — أعلى جبل على وجه الأرض — كما تسلّق قمة أما دابلام (6,812 مترًا) وأكمل تحدي "القمم السبع"، بالوصول إلى أعلى قمة في كل قارة. الصور أخذت على قمة أما دابلام، بإذن من الشيخ محمد آل ثاني.

الصمود والعزيمة: يُعد الشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني أول قطري يصل إلى قمة جبل إيفرست (8,848 مترًا) — أعلى جبل على وجه الأرض — كما تسلّق قمة أما دابلام (6,812 مترًا) وأكمل تحدي "القمم السبع"، بالوصول إلى أعلى قمة في كل قارة. الصور أخذت على قمة أما دابلام، بإذن من الشيخ محمد آل ثاني.
أمنيتي لشبابنا العربي أن يؤمنوا بأن لهم مكانًا مستحقًّا على الساحة العالمية، وأن أحلامهم ليست فقط مشروعة، بل قابلة للتحقيق. نملك الموهبة، وما نحتاج إليه هو مزيد من الإيمان، ومزيد من البُنى الداعمة التي تتيح لتلك الأحلام أن تتجسّد. وأن كان بوسعي أن أقول شيئًا واحدًا لرياضي عربي في الرابعة عشر من عمره، فسيكون: لا تتوقف أبدًا عن الإيمان بنفسك، كل ما تطمح إليه ممكن، فقط بادر بخطوتك في وقتها.
بالنسبة لي، الأمر شخصي للغاية. من أكثر الأشخاص الذين أكنّ لهم الإعجاب هو زيد الرفاعي، أول عربي يتسلّق قمة إيفرست، ويكمل تحدي القمم السبع. لم يكن مجرد رائد في مجاله، بل كان مُرشدي ومعلمي.
هو من قدّمني إلى عالم تسلق الجبال، ومن خلاله أدركت أن تلك القمم البعيدة ليست بعيدة المنال. رحلته لم تكن سهلة، لكن بإصراره، وتواضعه، وإيمانه الصامت، مهّد الطريق لنا جميعًا. لم يكن يتسلق الجبال فحسب، بل حطّم الحواجز أمام جيل كامل من العرب. وما زلت أحمل تأثيره في داخلي مع كل قمة أبلغها.
التعليم هو القضية الأقرب إلى قلبي، إنه أعظم هدية يمكن أن نقدمها، وأقوى أداة للتغيير نملكها، ومن خلال رحلاتي ومغامراتي تمكّنا من جمع ملايين الريالات لدعم مبادرات التعليم في المنطقة وخارجها. منحني التسلق هدفًا، لكنّ العطاء هو ما منح حياتي معنى. كل خطوة خطوتها على جبل، كانت دائمًا في سبيل قضية أكبر منّي.

اكتشاف أعماق الذات مع كل خطوة نتسلّقها. يحدّثنا الشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني في لقائه مع مجلة "إثرائيات" عن تجربته هذه الرحلة، مشيرًا إلى حِكَم نجدها واحة إلهام لنا وتأمل: "من خلال تلك الرحلات، وجدت القيم السبع التي أصبحت جوهر حياتي: الشغف، الإيمان، الصبر، الإصرار، الامتنان، التواضع، والإلهام. لم تكن هذه مجرد كلمات، بل دروسًا نقشتها الجبال في روحي، إنها خطوات مؤثرة في حياتي".
لا أؤمن بضرورة اختيار مسار واحد فقط. بالنسبة لي، الرياضة، والأعمال، والعطاء متصلة ببعضها بعضًا؛ كلها تنبع من الشعلة ذاتها. ما يدفعني للاستمرار هو الالتزام والانضباط والمثابرة، وحقيقة بسيطة واحدة: إن لم أحبّ ما أفعله فلن أفعله. لا تحتاج إلى أن تأسر نفسك في قالب، بل يكفي أن تبقى صادقًا مع هدفك، ولا تتوقف عنه يومًا واحدًا.
لا يهمّني إن ذُكر اسمي عند قمة وصلت إليها، أو الإشارة إلى رقم قياسي حطمته، ما أريده هو أن يَذكرني الناس كشخص قدّم للآخرين وساعدهم ليؤمنوا بأنفسهم، وأخرجهم من حيّز الفراغ، ليمارسوا الحياة بهدف ووعي. هذا، في نظري، هو أسمى أشكال الإنجاز.
في هذا الحوار، أدركنا درسًا عظيمًا من الشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني، فدفع النفس للخروج من دائرة الفراغ، وتجربة تحديات جديدة، واستكشاف عالم الرياضة الواسع، هي بعض سُبل الرقي والانتماء إلى قصة ذاتية وجماعية تحمل معان عميقة.
لمعرفة المزيد عن 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي الرائع، الذي تم تسليط الضوء عليه في إثرائيات، زوروا رابطنا
تفضلوا بزيارة الموقع الرسمي للمتحف، واستمتعوا بالتخطيط لزيارته وأنتم في قطر.