نحن نعد شيئًا رائعًا من أجلك.

فنّ صناعة الفكرة
إثراء التفاصيل

فنّ صناعة الفكرة

فنّ صناعة الفكرة

سكيتش إثراء، تنوين 2021، بواسطة الفنانين*. بإذن من إثراء.

بقلم روبرت فريث
July 24th, 2022
"من النادر أن نرى كيف تتولد الفكرة، ولكن سْكِيتش تمنحنا رؤيتها..."

قد يبدو الامتداد الأبيض للقماش والصفحة الفارغة مكانًا مخيفًا لبدء مشروع. فالمكان الأبيض يمثل النقاوة، وربما يتطلب بعض الثقة لوضع فكرة بداخله. ولذلك نبدأ بسْكِيتشنغ! والذي نستبدل فيه الفراغ بالرسم المبدئي للفكرة. عندها فقط تتضح الصورة في أذهاننا، ونبدأ بوضع ما نتخيله أمامنا. 

ومع سْكِيتشنغ، لا يتعيّن علينا أن نحدد أي شيء. يمكننا أن نمحو ما وضعناه ونبدأ من جديد. يمكننا أن نكون واثقين من سْكِيتش لأنه يمكن تغييره أو إزالته، كونه غير جامد أو ثابت. إن تاريخ الفن والتصميم غنيّ بالقصص العظيمة عن سْكِيتشنغ، والتي تصلنا بأول ارتباطٍ بالفكرة مع عقل مصممها.

سكيتش إثراء، تنوين 2021، بواسطة الفنانين*. بإذن من إثراء.

وأفضل مثال على ذلك قصّة "جوسي ساليف" لفيليب ستارك، والتي أطلق عليها اسم "أكثر عصارة ليمون مثيرة للجدل في هذا القرن". بينما كان ستارك يعصر الليمون على عشاء الكالماري الخاص به، قام بعمل سْكِيتش للعديد من الأشكال التي تشبه الحبار على المفرش الورقي خاصته، ومن ثم أرسله إلى الشركة الإيطالية "أليسي". صُنع هذا الـ (سْكِيتش) بشكل ثلاثي الأبعاد، وتم بيع الملايين منه. ومع أن المنتج سيئ للغاية في عصر الليمون، إلا أنّها يبقى مادة للحديث حتى يومنا هذا.

صُنعت "جوسي ساليف" من سْكِيتش حُوّل لشكل ثلاثي الأبعاد، ولكن يمكن الرسم بشكل ثلاثي الأبعاد. أحد أعظم مؤيدي هذا هو المعماري فرانك غيري، والذي اشتهر بتصاميمه لمتحف غوغنهايم بلباو وقاعة حفلات والت ديزني.

كان غيري يصنع نماذج تصاميمه من الورق المقوى والشريط اللاصق. واشتهر بأنّه كان يمزق تصاميمه ويضيف عليها ويغير عناصرها باستمرار، مستخدما إياها كسْكِيتش ثلاثي الأبعاد لأفكاره والتي يمكن رؤيتها في الأشكال العظيمة لمبانيه.

سكيتش إثراء، تنوين 2021، بواسطة الفنانين*. بإذن من إثراء

من النادر أن نرى كيف "تتولد الفكرة"، ولكن سْكِيتش يمنحنا رؤيتها. بإمكاننا استخدام الأشعة السينية لمسح اللوحات القماشية للعظماء لرؤية التغييرات التي طرأت على اللوحة قبل استخدام الطلاء الزيتي عليها. تمنحنا رؤية التكوينات المختلفة التي يكتشفها الفنان نظرة للمفاهيم التي كانوا يدرسونها والمناقشات التي خاضوها مع أنفسهم، ومن الممكن أيضا أن تعطينا لمحة إلى كيف رأى الفنانون موضوعاتهم.

تدّعي نظرية هوكني-فالكو التي قدمها الفنان ديفد هوكني والفيزيائي تشارلز م. فالكو بأنّ التقدم في دقّة وواقعية تاريخ الفن الغربي منذ عصر النهضة كان نتاج الأدوات البصرية كالكاميرا المظلمة، والحجرة المضيئة، والمرايا المنحنية، ولم يكن نتاج تطور المهارات الفنية وتقنياتها.

في كتابه الصادر عام 2001 بعنوان (Secret Knowledge: Rediscovering the Lost Techniques of the Old Masters)، قام هوكني بتحليل عمل العظماء من خلال دراسة سْكيتشاتهم الخاصة، وقال بأن مستوى الدقة الموجود في أعمالهم من المستحيل الوصول إليه بمجرد "النظر" فقط. 

مشروع أنالوغيا. بواسطة أندريا مانكوسو وإيميليا سيرا. بإذن من إثراء.
مشروع أنالوغيا. بواسطة أندريا مانكوسو وإيميليا سيرا. بإذن من إثراء.
مشروع أنالوغيا. بواسطة أندريا مانكوسو وإيميليا سيرا. بإذن من إثراء.

تشير تقنيات سْكِيتشنغ الأساسية إلى أنهم كانوا يشكلون خطوطًا عديدة ومن ثم ينتقلون منها لصنع خط مستقيم عند تتبع الصورة. 

ولذلك، بدأوا في استخدام البصريات لرؤية موضوعاتهم. يدور سْكِيتشنغ حول تدريب نفسك على الرؤية بوضوح كتدريب نفسك على الرسم – أو أن "تنظر مرتين وترسم مرة".

إعادة تعيين الألوان