العزلةُ الفنيَّة

موسيقا الحياة، الطبيعة الخلابة، الحيوانات والطيور البهية، الثّمار النّاضجة، وحتى مجرّد الجلوس تحت شجرة وتذكّر الأيام الخوالي؛ كلّها مجرّد وسائل تمكِّن الفنَّ المعبّر عنها من أسر قلوبنا وجعلنا نتأملها بحنين وفرح، هذه المجموعة مقدمة من مؤسسة بارجيل للفنون.

تشيرُ التقارير إلى انخفاض ما يقارب 70% من كائنات الحياة البرية في العالم، والأكثر فداحة أن هناك أكثر من 41000 نوع مهدد بالانقراض من هذه الطبيعة، ومخلوقاتها المتنوعة الجميلة - بما في ذلك أقدم المصاحبين لنا على هذا الكوكب من النباتات - كلها تعيش تحت تهديد الأعمال البشرية. وقد تصبح للأسف؛ هذه القطع الفنّية المعروضة مجرد وثائق تاريخية للعالم الطّبيعي الجميل الذي كان يحيا حولنا.

لهذا أدعوكم إلى استمتاع بهذه العناصر المتداخلة. تأملوا مبتسمين لوحة بايا المبهجة والغريبة بآن واحد، كما في "الفرح الساطع" اللّوحة الرّقيقة للفنّان نوري الرّاوي، والقصص النّابضة بالحياة والمتخمة بالطبيعة بريشة الفنّانة نادية محمد، وفي لوحة "أحلام الطفولة" الشّائقة، للفنّان عبد الحميد بعلبكي، ولا بدّ من الهدوء الراسخ في "صباح هادئ" للفنّان سليمان منصور.

إذ نستقبل العام الجديد بالتّرحاب، حاولوا أن تجدوا لحظات من العزلة للجلوس تحت شجرة، واحتساء فنجان من قهوتكم المفضّلة، وربّما قراءة كتاب. ببساطة جالسوا أفكاركم، لأنّنا لا نملك سوى هذه اللّحظات الحاضرة بين يدينا، فاحتضنوها جيدًا.