نحن نعد شيئًا رائعًا من أجلك.

الفَنُّ في التجَدُّدِ
A-
A+
كلمةُ المُحرِّر

الفَنُّ في التجَدُّدِ

الفَنُّ في التجَدُّدِ
امسح اللون

رفيق أناضول، Machine Hallucination، أحلام الطبيعة، بإذن من الفنّان

بقلم ريم الغزال
December 20th, 2022
الفنُّ ينفضُ عن الرُّوحِ غبارَ الحياةِ اليومية
الفنان العالمي بابلو بيكاسو (1881-1973).

مع اقتراب عام 2022 من نهايته، نودّع شريط العام من نجاحات وإخفاقات، ونرحب بالعام الجديد 2023، وبكل الإمكانيات والفرص التي قد يجلبها. تحتفي إثرائيات في عددها التاسع عشر بلحظة التأمل هذه من خلال محورها (تَجدُّد)، مما يمنحنا جميعًا فرصة التعديل والتكيُّف والرّاحة مع بدء فصول جديدة.

قوة الفنّ تمنحنا البهجة، وتحدّ من قلقنا، وتعالج الإرهاق والأزمات النّفسية، هذا ما تمّ استطلاعه في هذا العدد من خلال مقابلات مع المعالجين بالفنون، وآخرين من الفنّانين الذين يقدمون لنا الفنّ الذي يعتني بإحساسنا وينمّيه تجاه ذاتنا ورفاهيتنا.

سيجد كل شخص ضالّته في هذا العدد، من فنّ الغلاف الغامر والأخّاذ، للفنّان البارز "رفيق أناضول"، إلى رؤى فنِّية وثقافية مع الأستاذة "داليا موسى" مدير عام الفنون في هيئة تطوير بوابة الدرعية، إضافة إلى جداريّات الأملِ والألوان، للفنّان المتألق "جويل بيرجنر". ولمن يطمح في تجربة إنعاش الحدائق المنزلية، استمتعوا بقراءة مقابلة فنَّ البستنة، لمعلمة البستنة الشّغوفة "الزّينة البابطين".

وفي الوقت نفسه، يمكن لأولئك الذين يحتاجون إلى القليل من الهدوء الاستمتاع بفنّ الصّمت وغرفة الصَّدَفَة، التي تقدمها الفنّانة المتجدّدة "ناتالي حرب". ولا بدَّ من إشراقات من نور الرياض من قبل القيِّمة الفنيَّة لمعرض من الشعاع إلى الشغف، للأستاذة "غيداء المقرن".

أعيد تخيل الحصن، مكان الصفاء والثقافة لحسين الهاشمي، بإذن من الفنّان.

كيف يسهم الفنُّ في التّعافي خلال الأوقات الصعبة؟ يمكن العثور على الإجابة في مقالة الفنّانة الدكتورة "هياء عبدالرحمن الحسين"، ومن خلال الفنِّ الفلسفي الدّقيق الذي يدور حول الطيور والهجرة والرّحلات الدّاخلية للفنّانة الموهوبة "دعاء بوقس"، وكيف يمكننا أن نجد البهجة في الحياة كما أظهرت الفنّانة "هدى زعرب".

نسافر إلى أبها الرّائعة في فقرة (مدننا، حكاياتنا) مع الفنّان "حاتم الأحمد"، ثم إلى الأردن مع أهم شركائنا في معرض وادي فينان للفنون، لمقابلة الفنان السوري "بشر كوشجي" وسبر الحنين في فنِّ الزُّهور والذكريات.

وللفنِّ قوَّة على الشِّفاء، نتعرف عليها من خلال مقابلة اثنين من المعالجين بالفنون، "الدكتور عبد العزيز الدقيل وعلاء نعيم".

نستمتع بوقفة تأملٍ وتقدير للعمق الفنِّي في أحدث مجموعة فنِّية شاطرناها مع شريكنا الموقر مؤسسة بارجيل للفنون. كما نقدم أيضًا مصادر رائعة لقرائنا عبر الإنترنت، لعلها تضيف شيئًا من البهجة والرّاحة على حياتهم، حيث يمكن لفعل بسيط مثل التّنفس العميق أن يُحدث فرقًا في الواقع.

كما لا ننسى فنَّ الموسيقا، وقدرته على الإلهام والتَّجدّد والشِّفاء، مع الملحن والموسيقي الأسطوري "يوهان سيباستيان باخ" (1685-1750) - من أسلاف والدتي - لطالما كانت المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية مثل "الهواء" واحدة من الرّكائز التي ساعدتنا في العثور على أنفسنا وتعديل توجهاتنا. أظهرت الأبحاث المستفيضة أنَّ للموسيقا القدرة على الشفاء، وقد أدى الملحنون والفلاسفة الشّرق أوسطيون دورًا مهمًا في تطوير الموسيقا كأداة علاجية حديثة.

على سبيل المثال فإن "مقام الحجاز" - مقياس موسيقي شرقي - يحتوي على نطاق أكبر من النّغمات الدقيقة مقارنة بالمقياس الغربي، وبالتّالي يساعد على منح الموسيقا قوة تحفيزيَّة أكبر. كان "الكندي" - المعروف بـ "أبو الفلسفة العربية" - أول منظّر عظيم للموسيقا في العالم العربي الإسلامي، ويقال إنه صاغ مصطلح "الموسيقا"، بينما "الفارابي" (المعروف في الغرب باسم Alpharabius) ألف خمسة كتب عن الموسيقا، أحدها كتاب "الموسيقى الكبير".

يقول الفارابي: "إن من الأصوات في تنوع نغماتها، ما تؤثر في الإنسان الذي يستمع إليها، مثل هذه الألحان من المشاعر أو الانفعالات، ما يكسب النفس استقرارًا وسكينة وصفاءً".

بكل ما ذكرناه آنفًا، ندعوكم إلى فسحات من القراءة، والتّمتع بالفنّ، والاستمتاع بنغمات الموسيقا التي تحبونها، بينما تواصلون السَّير في يومكم.

فريق إثرائيات يتمنى لكم ولأحبائكم البهجة، وكل عام وأنتم بخير.
إعادة تعيين الألوان