التَّشافي بالفَنِّ

س 1. ما الذي يعنيه مصطلح "العلاج بالفنّ"؟

العلاج بالفنّ تخصص يجمع بين الفنّ الإبداعي والعلاج النّفسي. حيث يستخدم الفنّ كأداة للتعبير عن الذات، والمعالجة العاطفيّة المدروسة، إضافة إلى تخفيف التّوتر والصّدمات. كما يسمح للأشخاص بالتّواصل مع ذواتهم الإبداعية، والتّعبير عن أنفسهم في بيئة آمنة.

س 2. أخبرينا عن رحلتك في هذا المجال، لماذا اخترتها؟ وكيف درست من أجلها؟

على الرغم من أنّني كنت دائمًا أعد نفسي فنّانة، كانت لدي شكوك في مهاراتي وقدراتي. بدأت بممارسة الفنّ في سنّ مبكرة جدًا، وقمت بالخربشة على الجدران ودفاتر الرّسم المدرسية. إنّ وجود أمٍّ تعمل مدرسة للفنون؛ لعب بالتأكيد دورًا هائلاً في تعرفي على الفنّ وتاريخه ومدارسه الفنّية المختلفة. إلا أنّي بدأت رحلتي مع العلاج بالفنّ في مجلتي قبل سبع سنوات. وكان ذلك بعد تجربة مؤلمة، لم أتمكن من التعبير عن نفسي شفهيًّا لبعض الوقت، إلى أن ساعدني الفنّ على الخروج من تلك الحلقة المغلقة من الحزن.

في وقت من الأوقات، استهلكت أكثر من خمس كراسات رسم، عبّرت فيها عن عواطف متضاربة من التعبير. ابتكرت أكثر من 300 رسمة تعبر عن المشاعر والأفكار التي كنت أعيشها، وكتبت أضعافها من الخواطر في كراستي.

ولمّا أدركت قوة الفنّ، وكيف أبلت خربشاتي على دفتر اليوميات في تغيير وجهة نظري، ورفع مداركي العقلية ومساعدتي في الاستشفاء؛ رغبت في مشاركة تلك المعرفة، وبدأت مهمة استخدام الفن كعلاج لأصدقائي وعائلتي.

تابعت الموضوع أكاديميًا في معهد "العلاج بالفنّ" الكندي، كي أنتقل به إلى المستوى التالي.

س 3. متى بدأت العلاج بالفنّ؟ وهل لاحظت تغيرًا في الطريقة التي ينظر بها الناس إلى العلاج بالفنّ؟

بدأت تجربة ورش العمل منذ عامين، وواصلت نشاطي وافتتحت استوديو خاص بي للعلاج بالفنّ، وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، والخليج تحديدًا، كان ذلك في شهر يناير. خلال فترة قصيرة، بدأ الناس يدركون إمكانيات الفنّ على ما أعتقد، حيث يخطو قليل من الفنّانين الناشئين خطوة فارقة في هذا العالم، ويسعدني أنني بدأت اتجاهًا مميزًا للتّوعية بالفنّ!

س 4. لماذا قررت فتح استوديو العلاج بالفنّ؟

في العامين الماضيين، كان هناك تحول في منظور الصحة العامة، والمعرفة الواعية بالصحة العقلية. أصبح مجتمعنا أكثر انفتاحًا على المجالات الإنسانية التجريبية والتخصّصات الصّحية الشاملة، والحياة المستدامة هي الموجة الجديدة. على سبيل المثال؛ قبل عقود من الزمان تم تقديم اليوغا في المنطقة كتمرين علاجي حركي. أعتقد أن الوقت قد حان لمجتمعنا للتعافي الجماعي من خلال الفنّ أيضًا. وكذلك من الحسن أنّ الفنّ يبرز مجتمعاتنا وثقافاتنا ويحافظ على إرثها.

س 5. أخبرينا ما هي الألوان الأكثر فعّاليّة في العلاج بالفنّ ولماذا؟

إنّها كل الألوان، كل الوسائط، كل الأدوات، وأي أداة غير مكتشفة بعدُ! إذ تتطلب العملية الإبداعية "صندوق أدوات" متجدّدًا كما أحب أن أقول. بما أنّ كل شخص لديه بصمة، فلكل شخص ردّة فعل مختلفة تجاه الألوان والوسائط. كما نعلم جميعًا لا يولد الناس مع كتيبات إرشادية، إنّما نميل إلى اكتشاف ما نفضّله، ونتعرّف أكثر على أنفسنا خلال هذه العمليّة.

س 6. هل يمكنك إخبارنا عن علاج فنّ القمر؟

بكل تأكيد! سواء كان هذا الافتراض صحيحًا أم لا، فمن الممتع جدًا تخيّل كيف يمكن للقمر أن يلعب دورًا في حياتنا، لأنّنا نتأثّر بجاذبيّة مراحل القمر. وأقول بإيجاز، إنّني أستخدم مراحل القمر لمحاولة دمج ممارسات الوعي الذاتي التي تتضمن "ما ننتهي منه" مع اكتمال القمر، ووضع "أفكار جديدة" مع القمر الجديد.

س 7. من الذي يقصدك أكثر لأجل جلسة؟ أي الفئات العمرية؟ من أي جنس؟ أو قطاع أو غيره.

يحضر كل الفئات، لأنّه مفهوم جديد والناس متحمسون لتجربته. أنا فخورة جدًا لقدرة الرجال والنساء على حد سواء على التواصل والتعبير عن أنفسهم بشكل إبداعي. أقوم باستضافة ورش عمل للبالغين فقط حتى الآن.

أحب العمل مع الكبار على الرغم من أنّ الأطفال يتمتعون بالكثير من المرح والحيوية والإبداع مع الفنّ، إلا أنّني أجد العمل مع الكبار مرضٍ كثيرًا. يأتون من أجل السماح لأنفسهم بالتّعمق مع التجربة الفنّية والتواصل مع الطفولة بداخلهم وذواتهم الإبداعية. إنّهم يتطرّقون إلى نقاط الألم الخاصة بهم، ويغيرون وجهة نظرهم، ويكونون قادرين على الثّقة والتعبير عن أنفسهم بشكل خلّاق. إنّه أمر خاص، لأنّ تلك اللّحظات نادرة بسبب جداول أعمالنا السّريعة المزدحمة والتزاماتنا الحياتيّة.

س 8. ما هي النّصيحة التي تعطيها لمن يرغب في دخول هذا المجال؟

كن شجاعًا مغامرًا في ذلك، وتعرّف على نفسك وكن منفتحًا على التّجربة. يمكنك التعرّف العميق بأشخاص مثل معرفتك بنفسك. ولي رجاء بأن تنمّي عواطفك بموازاة مهاراتك الفنيّة.

س 9. هل يمكنك مشاركة بعض الأعمال الفنّية المفضلة لديك؟ أخبرينا لماذا؟ (هل يمكنك مشاركة الدقة العالية والمقربة للفنّ).

بعض الرسوم التوضيحية والأعمال الفنّية في مجلّاتي تعني الكثير لي، لأنّها تعبّر عن عاطفة أو فكرة ذهنيّة تتعلق بإضافة يوميّة لحياتي

س 10. ما هو الشعار الذي تعيشين به؟

الإيمان والعرفان والنوايا الحسنة تهزّ الجبال، وتجلب الغنى، وتخلق المعجزات.

س 11. ماذا يعني لك الفنّ؟

كل شيء على الإطلاق، إنّه الحياة نفسها.