الطُّيورُ، الهِجرَةُ وكَنَهُ الرَّحلات

شاعري ولطيف وعلاجي وفلسفي، إنّها بعض المفردات التي يمكننا أن نصف بها الفن الفريد لدعاء بوقس، وهي فنّانة مبدعة مستقلة متعددة التّخصصات، تقيم في جدة/ المملكة العربية السعودية، حازت على درجة البكالوريوس في التّصميم الجرافيكي من جامعة دار الحكمة. تمارس الرّسم المصغّر منذ عام 2017، وتدرّبت عند أساتذة الرّسم المغولي من الهند وباكستان.

تركز دعاء على فنّ سرد القصص من خلال الرسم التقليدي، الذي يتضمن تقنيات المنمنمات الفارسية والهندية. عملها هو نتيجة شاعرية لتجربة وسائل الإعلام التقليدية والمعاصرة لاستكشاف موضوعات الهجرة، الهويات الملتبسة، العلاج، الحزن، الخسارة، ومشاهد اللقاءات العادية اليومية، بين الناس، وعلاقتهم بما يحيط بهم.

س 2. هل يمكنك أن تخبرينا عن خلفيتك وكيف بدأت فنّيًا؟

مارست الرّسم نهاية عام 2017، حيث كنت أمر بمرحلة انتقالية وكنت بحاجة إلى فسحة وأداة علاجية، كان انخراطي غير الرّسمي في عالم الرّسم عام 2018. وإن كانت علاقتي بالرسم قد بدأت منذ الطفولة. كان يحلو لي أن ألعب دور الفنّانة عندما كنت طفلة. آخذ دفتر رسم للخارج وأرسم الزهور في فنائنا الأمامي. لقد اكتسبت أخيرًا الثقة في أن أوصّف نفسي كرسامة في عام 2020. وأنا أمارس التدريب بدوام كامل منذ ذلك الحين.

س 3. لماذا تخصّصت في الفنّ الإسلامي والمنمنمات؟

منذ أن كنت طفلة كنت أتذوق بمتعة الفنون الإسلامية، اعتدت تلوين الزخارف الإسلامية واشتغلت على الخط العربي في السادسة من عمري، وفي الجامعة كانت مشاريعي لا تخلو من هذه الفنون، ولكن دون أن أتخصص فيها أو أحترفها. في سنة 2017 اقتربت من سارة العبدلي (صديقتي العزيزة وواحدة من أندر النفوس كرمًا على هذا الكوكب)، لأتتلمذ عليها وأتعلم أساسيات الإشراق الإسلامي. بعد ذلك درست تحت إشراف أساتذة فنّ المنمنمات الهنود (على وجه التحديد مدرستي الرسم المغول والرسم الباهاري) وتأثر بهما أسلوبي بسلاسة. وبدأت أحاول العثور على فرادتي الفنّية من خلال التقنيات مختلفة خاصة بي. الغرض الرئيسي من المنمنمات في زمنها كان سرد القصص، وهو ما أحرص على الحفاظ عليه في فنّي، المنمنمات الإسلامية تناسبني جدًا.

منذ ثماني سنوات تقريبًا، بدأت البحث في هذا الموضوع في مستويات أعمق، جمعت بيانات من التاريخ الشفوي، بإجراء المقابلات. أضفت إليها الكثير من القراءات، وبدأت في ترجمة تلك المشاهد في رأسي إلى أعمال فنّية. أخذ مفهوم الهجرة أشكالًا عديدة وتوصيفات متنوعة، قبل أن أطور المشهد الكبير الخاص بي فنّيًا، الذي مزجت فيه بين حبي للخط ومهارتي المكتسبة في الرسم المسطح

وكنت قد تمرست عليه منذ سنوات خمس، من أجل تجسيد فكرة الهجرة كانتقال خارجي وباطني بآن واحد. ولوحتي جسدت ذلك الانتقال بشكل مؤثر، فسافرت باطنيًا إلى عوالم مختلفة لأعيد إنتاجها بطريقتي الخاصة. كانت علامة فارقة في مسيرتي الفنية، وتبقى ذكرى عزيزة علي ما حييت

س 9. ماذا تحبين أن يشعر الناس عندما ينظرون إلى فنّك؟

لهم تفسيراتهم ومعرفتهم، وهدفي هو نقل المشاعر الإنسانية من خلال العمل الفنّي. فإذا شعروا بأي شيء، فهذا يعني أنني نجحت.

س 10. ما هو شعار حياتك؟

أنا لست مهنتي وعملي فحسب، بل بنية متنوعة تشكل تجربة إنسانية أصيلة.

س 11. ما خططك المستقبلية؟ معارض، عمل جديد، ورش عمل؟

عمل جديد دائمًا في طور الإعداد. أعمل ببطء على تطوير الأعمال لمعرضي الفردي، وأرجو أن يرى النور في المستقبل القريب.