فَنُّ الأمَلِ والزُّهور

مع صراعاتنا المستمرة مع الوقت، تظل الذكريات دليلًا ملتبسًا على مشاعرنا في الماضي. تتيح لنا الذكريات نطاقًا يمكننا من فهم الحاضر. لكن ماذا يحدث عندما تبدأ ذكرياتنا في التلاشي؟

هذا ما يحاول الفنان بشر قوشجي أن يعكسه من خلال لوحاته. بعد مغادرة وطنه الذي مزقته الحرب؛ سوريا. بدأ في دراسة الطرق التي يمكن أن تؤثر بها الذاكرة على تصوير المنازل والشخصيات والوجوه التي عاشها طوال حياته. تتكون صُوره من نساء جميلات يمثلن أولئك الأشخاص الأعزة الذين تركهم وراءه مثخنين بخطوط مشوشة تعكس آثار ذاكرة متلاشية. تتضافر خبرة قوشجي في الفنون الجميلة والتصميم الجرافيكي بشكل جميل على لوحاته لإنتاج أعمال متشابكة ومعاصرة وحديثة. تحتوي كل قطعة على عدة طبقات تثري اللّوحة وتخلق إيقاعات إيجابية وسلبية، عميقة وملتبسة. هناك تلميحات من الخط العربي الكلاسيكي، وهياكل لتفاصيل معمارية دمشقية، ولوحات مشرقة تذكّر المشاهد بأفضل ما في العالم العربي.

في معرضه "تأمّل" والمقام في معرض وادي فينان للفنون، عمان الأردن، يركّز فنّه على الأثر المعنوي للزّهور في الطّبيعة، وكيف يمكن لبراعم الزّهور ذات الأشكال والألوان المختلفة أن تمنح النّاس شعورّا بالأمل وفرصة لبداية جديدة.

"للزهور هدف بسيط في الطبيعة؛ التكاثر"، قال قوشجي كجزء من تصريحه الفني: “مع كل زهرة ينشأ الأمل كما أنه بالتفكير في الحياة بعد الوباء، وجدت أن أكثر ما يحتاجه الناس هو الأمل. مثل براعم الزّهور ذات الأشكال والألوان المختلفة، يبحث الناس عن بدايات جديدة. وقد التقطتُ الرّمزية الغنيّة للزّهور، متتبعًا المعنى المتغير للورود والأزهار. يمكن أن تمثل زهرة واحدة، التّكاثر والنقاء والحب والمشقة. كلّ ما فكرت فيه بعد الوباء وما ينتظرني، انجذبت إلى فكرة الأمل وكيف كان للزهور تأثير هائل على الناس. تُظهر لوحات الباقات هذه، قدرة الفنّ على تجميد الوقت ومنح الزّهور حياة أبدية".

س 1: ماذا يعني لك الفنُّ؟

هو هدف ووسيلة للإبداع والتعبير عن مواقف وأفكار معينة، حقيقية أو خيالية للفنّان، مثل الأفكار والعواطف والذكريات، وانعكاساتها على شكل صورة بأسلوب معين ضمن لوحة فنية.

س 2: ما الذي ألهمك هذه المجموعة الرائعة "تأمل"؟

إنّه استمرار لـ "خواطر" في عام 2017 و"مشهد" في عام 2019. "تأمل" 2022 هي حالة ذهنية مشوّشة متعمّقة في التّفكير، في الواقع والمستقبل، تتضمن مزيجّا من الخوف والأمل، بعد إرهاصات الحرب ووباء كوفيد 19. هي تأملات تتنبأ بالجمال وتعمقه وتستوحي منه وتركز على الأشياء الجميلة كالورود أو الطّيور والذّكريات الجميلة.

س3: ما هي بعض مشاريعك المفضلة في الماضي والحاضر والمستقبل؟

مشاريعي المفضلة في الماضي هي مع معرض وادي فينان للفنون في معارض فرديّة، والمشاركة مع وادي فينان في المعارض الفنية الدولية.

تشمل مشاريعي المستقبلية السعي لعرض أعمالي في المتاحف العالمية.

س4. كيف تصف فنّك، وكيف تريد أن تكون معروفًا؟

أرى أسلوبي في الرّسم بسيطًا ومتشابكًا، وأنا أفضل أن يحبّ النّاس عملي وتجاربي، أكثر من أن أكون مشهورًا، وأن يستمروا في البحث والرّسم والتّجربة لأن المبدع الحقيقي يجب أن يكون شغوفّا لاكتشاف المزيد.

س5. قدوة: من هم قدوتك ولماذا؟

كل شخص ناجح ومميز في الحياة هو قدوتي؛ لأنه يدفعنا لمواصلة رسم طريق النجاح.

س 6. ما هو الشعار الذي تعيش به؟

"الأمل موجود دائمًا، حتى في أحلك اللحظات" - غاندي.

"العمل هو المفتاح الأساسي لكل النجاح" - بابلو بيكاسو

"ابتعد عن الأشخاص السلبيين. لديهم مشكلة لكل حل" - ألبرت أينشتاين. 

س7. أخبرنا بشيء عنك لا يعرفه معظم الناس؟ لون مفضل؟ حيوان أليف مفضل وغيره.

الشيء الذي يعرفه الناس عني هو أنني لا أحب الظلام، ولا أحب الأسود بشكل عام، وأحب القطط والطيور، ولوني المفضل هو الأبيض.

أصعب شيء في الرسم بالنسبة لي؛ هو عندما أقرر أنّ اللّوحة قد اكتملت.

لدينا جميعًا ذكرياتنا، ومن المثير للاهتمام أن نرى كيف يفسر فنّانون مثل بشر قوشجي ذكرياتهم وقصصهم من خلال الفن والعواطف.

معرض وادي فينان للفنون هو أحدث شريك لنا، ونتطلع إلى عرض بعض الفنّ والفنّانين الأكثر تميزّا لديه. لأكثر من عقد من الزمان، كان المعرض هو البصيرة الوحيدة للمشهد الفني المتعلق بالأردن وجنوب غرب آسيا وشمال افريقيا (منطقة SWANA).

فريد من نوعه في قائمة التمثيل الخاصة به، وادي فينان، أبطال غير معروفين ومعاصرين اكتشفوا. يمثل المعرض مزيجّا متعدد الأجيال من الفنانين من بلاد الشام وشمال افريقيا، بما في ذلك الحداثيين مهنا درة وأوفيميا رزق وهند ناصر ووجدان، بالإضافة إلى معاصرين من بينهم آني كركدجيان، وفؤاد ميمي، وبشر قوشجي وعمار خماش، وحمزة، بونوة، ورسمي الخفاجي، وغيرهم.