نحن نعد شيئًا رائعًا من أجلك.

فَنُّ الصَّمْت
A-
A+
الضّيفُ الفنّان

فَنُّ الصَّمْت

فَنُّ الصَّمْت

الصَّدَفَة، العلا، بإذن من الفنَانة

بقلم فريق تحرير إثرائيات
December 20th, 2022
البنى التي أقوم بإنشائها تحاول توفير المساحة والوقت للزوار، للتفكير في الذات في خضم حياتنا المعاصرة العجلى...
الفنّانة ناتالي حرب
الفنّانة ناتالي حرب

الجلوس في صمت مع الذات هو شكل مهمّ من أشكال العون والشفاء الذاتي. يساعد في تخفيف التوتر حيث يعتزل المرء كل الضوضاء ويجد صوته الخاص مرة أخرى. إلا أن الأمر ليس سهلاً على الجميع، إذ يخشى بعضهم الصمت وما يمكن أن يجلبه معه من أفكار.

إحدى رواد وباحثي فنّ الصّمت والاستكشاف هي ناتالي حرب، الفنّانة والمصمّمة متعددة الاختصاصات، تبتكر المرافق والبنى والتصاميم العامة، التي تشرح مفاهيم المنزل والسكن والمؤسسة، من خلال اقتراح بدائل لبيئتنا اليومية. لقد تم بناء وعرض أعمالها في الكثير من مدن الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا.

أعمالها الفنية الفريدة صمّمت لنقل الجمهور إلى مساحة جميلة من الصّمت، والتّجاوب، والسّلام. مصنوعة من مواد تعزل الضوضاء الحضرية، وتستبدلها بأصوات هادئة تم تسجيلها من المدينة في أهدأ ساعاتها.

تجمع مشاريعها بين الفنّ والفلسفة والتّصميم والهندسة المعماريّة، وتصنع تجارب فنّية غامرة تلهم الجمهور للمضي خطوة في الحاضر، وتجربة وعي حقيقي باللحظة. أحد المشاريع الفنّية الرائدة هو "الصّدفة" المقام في واحة العلا، وهو مشروع معماري تم إعداده خصيصًا لمهرجان العلا الصّحي. برج من الطّوب الطيني مع غطاء من النّسيج مستوحى من بيئة العلا، يتيح للزائر أن يتواصل مع المشاهد الطبيعية الفريدة من حوله.

في هذه المقابلة مع إثرائيات، نستكشف المزيد حول دوافع ناتالي حرب ومشاريعها الرائدة.

س 1. ماذا يعني لك الفنّ؟

القدرة على التواصل بشكل وثيق مع الأشخاص الذين لا تعرفهم، والقدرة على رسم عالم يشبه بشكل أفضل قناعات المرء ورغباته.

الصَّدَفَة، العلا، بإذن من الفنَانة

س 2. ما هو مصدر إلهام "الصَّدَفَة"؟

إنّ" الصَّدَفَة" هي استمرار لبحث بدأته مع فكرة "الغرفة الصامتة"، وهي تتناول أهمية الصّمت وإمكانية التّفكير في الذّات من خلال المحفّزات الخارجية. البنى التي أقوم بإنشائها تحاول توفير المساحة والوقت للزوار، للقيام بذلك في خضم حياتنا المعاصرة العجلى.

مشروع الصَّدَفَة تمّ برعاية من الهيئة الملكية لمحافظة العلا، من أجل منشأة خاصة بالموقع تستجيب لحضور الطبيعة القوي والتراث التاريخي في العلا.

الصَّدَفَة، العلا، بإذن من الفنّانة

س 3. أخبرينا عن نفسك، متى كانت أول قطعة فنّية صنعتها، وتطورك إلى تخصصك الحالي.

أنا سينوغرافية بتكويني، أصنع مساحات ذات إمكانات سردية. كوني لبنانية؛ تجربتي في بلدي جعلتني أتفق مع مفاهيم الفضاء الآمن واللجوء. كان أول عمل فنّي لي هو نصب سميته (Rue du Mot Perdu)، وهو نموذج مصغر لشارع، حيث يمكن للمشاهدين أن ينظروا عبر النوافذ إلى مقاطع الفيديو أو العارضات أو العروض الحية. عن انحدار جودة مستوى المناسبات في المدينة، عن هشاشة المدينة نفسها. أظن أن ما فعلته في السنوات الأخيرة هو الانتقال من "تصغير" نموذج المدينة إلى المدينة نفسها. بدأتُ التدخل في التكوينات للتّشكيك في حقيقة المدينة، وللإجابة على سؤال حول إمكانية دمج البيئة المدنية الحديثة مع البيئة الطبيعية التقليدية في فضاء من الصّمت العام.

الصَّدَفَة، العلا، بإذن من الفنَانة

س 4. ما الفنّ الذي يمنحكِ البهجة، ولماذا؟

من خلال تقديمي لرؤية فريدة وشخصيّة جدًا للأشياء يصبح عالمي أكبر، أنا مهتمة بشكل خاص بالفنّانين الذين يتعاملون مع المشاعر والبنية النّفسية.

الصَّدَفَة، العلا، بإذن من الفنَانة

س 5. برأيك، أي من مشاريعك السابقة كان له التأثير الكبير؟

الغرف الصامتة بتنوعاتها في مدن مختلفة. من خلال هذه المواقف المتباينة، شاهدت الزوار يدخلون ويخرجون بشعور من الهدوء أو السلام المباشر، مع تقديرهم للاعتناء بهم بضع دقائق، وشعورهم بالطمأنينة التي تحدث عندما يبدأ الشخص في التواصل مع نفسه ومع بيئته.

س 6. ما خططكِ المستقبلية، ومشاريعكِ الرّاهنة التي تودين مشاركتها؟

أواصل بحثي حول إمكانية جعل هذه التكوينات المؤقتة أكثر ديمومة في المدينة، من أجل مساحة حضرية أقل نفعية وأكثر تركيزًا على مستوى مساحات التخطيط الحضري، مع وظائف أقل نفعية وأكثر تمحورًا حول الرفاهية العاطفية.

الغرفة الصامتة رقم 2 لندن سبتمبر 2018، بإذن من الفنَانة
الغرفة الصامتة رقم 2 لندن سبتمبر 2018، بإذن من الفنَانة

س 7. ما شعاركُ في الحياة؟

اتبع غريزتك، أزِل كلّ التّرسبات التي تَكبِتُها.

س 8. أيُّ قدوةٍ، ترغبين في مشاركةِ إلهامها لكِ؟

ألهمني الكثير من الأشخاص الذين أحطت بهم، هناك شيء ما نتعلمه من كل واحد منهم، لكن الفنانة التي أحبها أكثر من غيرها هي لويز بورجوا.

الغرفة الصامتة رقم 2 لندن سبتمبر 2018، بإذن من الفنَانة

بالنظر إلى مقدار الملهيات الصاخبة، الرقمية وغيرها، سيكون من الرائع أن يكون لديك أماكن صمت أبدعتها ناتالي، وتكون محطات راحة في مدننا المزدحمة، حيث يمكننا أن نضع هواتفنا والضجيج جانبًا. لذلك نترقب مشاريعها المستقبلية.

إعادة تعيين الألوان