فَنُّ البَستَنَة
الزينة البابطين مع زهرة دوار الشمس من حديقتها. بإذن من الزينة البابطين.
بعد أن وجدت الكثير من السّعادة والمتعة من خلال هواية البستنة المنزلية، اهتّمت الزّينة البابطين بتشجيع الناس وإلهامهم لخوض تجربة البستنة. وتحولت إلى مُدرسة بستنة تلهم متابعيها على منصات التواصل الاجتماعي.
الزينة البابطين، كويتية تبلغ من العمر 32 سنة، وأم لأطفال ثلاثة، ورد اسمها في سجل جينس للأرقام القياسية كمقدمة لأكبر درس بستنة على الإطلاق، إذ ضم 286 مشاركًا، واستضافتها شبكة HGTV Arabia التلفزيونية في مدينة الكويت بتاريخ 16/11/2019، أقيمت هذه الفعالية لزيادة الوعي بالاستدامة والبستنة.
إن الفوائد الصّحية للبستنة تمت البرهنة عليها بتطبيقها على نطاق واسع، ويتم نشرها كواحدة من السبل الرئيسية للعلاج من القلق والاكتئاب والاضطرابات النفسية.
هناك اعتقاد خاطئ على نطاق واسع بأن الكويت وكل دول الخليج العربي، ليس لديها الطقس أو التربة المناسبة لزراعة الغذاء الطبيعي العضوي. وعلى الرغم من هذا الاعتقاد الشائع، يقوم أشخاص مثل الزينة بإنشاء محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم لتوجيه وتعليم البستانيين الجدد الاحتمالات اللانهائية للبستنة. إنها حريصة على نشر ثقافة البستنة والترويج للأغذية الصحية والعضوية المزروعة محليًا في المناخات الحارة والجافة. وتجد أيضًا متعة كبيرة في إلهام الناس لتجربة الممارسات الصحية التي تتماشى مع البستنة، مثل التسميد والإنبات والعصر والطهي الصحي.
من خلال هذه الهواية الرائعة، أسست أيضًا "www.plantnmore.com”، وهو متجر على الإنترنت يوفر أدوات البستنة والمطبخ، بالإضافة إلى مجموعة من حزم البذور الجميلة التي تم اختيارها خصيصًا لهذا المنطقة ذات المناخ القاسي والجاف.
تحدثنا إلى الزينة لمعرفة كيف يمكن للبستنة أن تخلق مساحة آمنة للبستانيين، وكيف لها أن تؤثر بشكل إيجابي على صحة ورفاهية الناس.
حصاد القرع سنة 2020 ، بإذن من الزينة البابطين.
س1. ما الذي دفعك تجاه البستنة؟
لطالما أحببت الطبخ الصّحي، وكنت أشعر بالغيرة من الطهاة الذين رأيتهم في البرامج التلفزيونية أو قرأت عنهم في الكتب الذين يخرجون إلى حدائقهم المنزلية ويقطفون الأعشاب لاستخدامها طازجة، كنت أعتقد أن هذا صعب هنا بسبب طقسنا القاسي المعروف، ولأن انطباعي عن خضرواتنا هو أنها تأتي من أماكن محددة طقسها ألطف في أطراف البلاد، أو ما يتم استيرادها من الخارج.
ثم بدأت أجرب بدافع الفضول، وتعلقت على الفور بهذه الهواية. كان لها آثار هائلة على صحتي العقلية والجسدية ورفاهيتي بشكل عام. وتنقلت من مرحلة إلى مرحلة، وبدأت تدوين تجربتي وتصويرها لأني أهوى التصوير، وهكذا كنت أوثق مغامرة البستنة، لتتحول إلى تجربة تعليمية ممتعة.
"رعاية نباتاتي". بإذن من الزينة البابطين.
س 2. لماذا سميت صفحتك "كل شيء ينمو"؟
كانت لدي فكرة خاطئة عن تربة بلادي، أردت من خلال هذا العنوان "كل شيء ينمو" أن أثبت لنفسي وللآخرين أن كل مكان له طاقة وقابلية للإنماء، أردت نشر الوعي بأن هذه الهواية ممكنة لنا جميعًا، وأن لدينا موسم نمو طويل بما يكفي للاستمتاع بها.
س 3. ما النبات الذي يمنحك أكثر متعة في أثناء نموه؟ ولماذا؟
أحب زراعة الخضروات أكثر من غيرها لأن حصادها يستغرق بضعة أشهر فقط، أحب مشاهدة ملامح الوجوه، عندما يشمُّ الناس ويتذوقون المنتجات المحليّة الطازجة، ويلمسون الفرق الكبير في الرائحة والنكهة. الطماطم دائمًا هي النجم المتألق في أي حديقة منزلية، ومن الممتع زراعتها والاعتناء بها. وأنا مشهورة بزراعة الريحان الإيطالي المختلف عن غيره لصنع جميع أنواع صلصات البيستو. كما أحب زراعة القرع والكوسا أيضًا.
أحرص دومًا على أن أزرع شيئًا جديدًا مع كل موسم يمر؛ مع البستنة أنت لا تتوقف عن التعلم.
حصاد الجزر . بإذن من الزينة البابطين.
حصاد الذرة. بإذن من الزينة البابطين
س 4. كيف يمكن للبستنة والغراس أن تساعد في الرفاهية؟ وكيف أُثرت في حياتك؟
البستنة هي علاج مجاني للغاية، فقد ثبت علميًا أنه يخفض مستويات الكورتيزول مع زيادة السيروتونين أيضًا. لأن اللمس والعمل مع النباتات والتربة هو لعب حسي مثالي. كما يمنحك الاعتناء بنبات حي ينمو كل يوم إحساسًا بالهدف والمسؤولية والتفاؤل.
كل يوم يمر وكل أسبوع يمضي هناك تغيير سيحدث في الحديقة، وتريد أن تشهد هذا التغيير وتعيشه.
أحب مقولة "الحديقة هي الإيمان بالغد" لأنك إن كنت متشائمًا جدًا أو تمر بأصعب الأوقات، فإنك مع البستنة ترغب في التطلع إلى الغد القريب من أجل حديقتك. والبقاء في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس في سلام وهدوء مفيد أيضًا ومطلوب بشدة في هذا العصر الذي يعتمد على التكنولوجيا السريعة المحيطة بنا.
في بعض الأحيان تستغرق في الإعجاب بنباتاتك أو بالحشرات التي تعيش حولها. إنها جرعة الطبيعة المثالية التي نحتاجها بشدة في حياتنا.
حصاد الورقيات الخضراء. بإذن من الزينة البابطين.
س 5. لك في البستنة أكثر من عشر سنوات حتى الآن، هل ترين تغييرًا في آراء الناس حول البستنة في المنطقة؟
بالتأكيد هناك تغيير! أعتقد أن عملي على تقديم محتوى باللغة العربية على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك عمل زملائي قد حقق الكثير لتثقيف وإلهام الجمهور، فحدائقنا هي الدليل على ذلك. يوجد الكثير من المحتوى باللغة الإنجليزية، ولكننا كنا بحاجة إلى كل شيء منسق بلغتنا ومناسب لمناخنا وطريقة معيشتنا.
مجتمع البستنة عبر الإنترنت وخاصة على الإنستغرام جميل؛ البستانيون هم ألطف الناس وأكرمهم. كلنا نريد أن نرى حدائق بعضنا بعضًا تزدهر.
س 6. ما النصيحة التي تقدمينها لشخص يريد أن يبدأ البستنة كوسيلة لإعادة الاتصال بالطبيعة؟
نصيحتي هي البحث عن بستانيين محليين على وسائل التواصل الاجتماعي، ومعرفة متى يزرعون وكيف يحصلون على أفضل الصفقات على المواد والمعدات، واختصار المراحل التي مروا بها، ابدأ صغيرًا، لا ترهقوا أنفسكم. وقوموا دائمًا بزراعة نباتاتكم في مكان مشمس وكونوا حذرًا من الإفراط في الري وهو الخطأ الأول.
استمتعوا بالوقت الذي تقضونه في الاهتمام ورعاية مساحتكم الخضراء سواء كانت صغيرة أو كبيرة. يمكن لأي شخص أن يمتلك حديقة. تعلموا من أخطائكم، ولا تقارنوا بدايتكم بنهاية شخص ما. فأنا أبذل قصارى جهدي لتبسيط وتوجيه المبتدئين، لذا تابعوني للحصول على النصائح والأدلة. أتمنى لكم زراعة سعيدة!
حصاد الخضروات من حديقة الزينة البابطين.
حصاد الخضروات من حديقة الزينة البابطين.
كما أوضحت لنا الزينة، مع قليل من الصبر والشغف والتوجيهات الصحيحة والقليل من التربة والمياه، يمكن لأي منا أن يصبح بستانيًا. لست بحاجة إلى مساحة حديقة ضخمة؛ فقط ابدأ برقعة صغيرة، سواء كانت على سطح أو داخل منزلك أو حتى على مكتبك. مساحة خضراء قليلة كفيلة بتحقيق قدر كبير من الإيجابية والجمال والصحة في حياتك.