فنانو الشرقية يبدعون
البطاقة البريدية الفائزة بعنوان: "الهوى شرقي وقلبي يهوى (الشرقية) " لطرف الدهام.
بينما نحتفي بـ"الإبداع" من خلال تنوين - موسم إبداع إثراء - جنبًا إلى جنب مع قيادة المجتمع لـ"الشرقية تبدع"، فإننا نحيي فناني الشرقية الواسعين والمتنوعين، ومساهماتهم الإبداعية في عالم الفن والتاريخ.
منذ نشأة مجلة إثرائيات خلال جائحة كوفيد في مارس 2020، شارك فيها أكثر من 400 فنان، من بينهم العديد من الشخصيات المهمة من الشرقية، مثل تغريد البقشي التي تصدرت غلاف عددنا الأول، وزمان جاسم، زينب المحوزي، محمد الفرج، وعواطف آل صفوان، وغيرهم من المواهب الخالدة.
نحاور الدكتور كميل المصلي، الذي بالإضافة إلى عمله في إثراء كقيّم فني وفنان، يرأس أيضًا جماعة الفن التشكيلي بالقطيف. كما يشارك بآرائه مع إثرائيات حول التاريخ الطويل للجهود الفنية في الشرقية والفنانين المهمين الذين يجب أن نعرفهم جميعًا ونكرمهم، إلى جانب جميع المبدعين الجدد الذين يتركون بصماتهم على الساحة الثقافية.

عمل الفنانة السعودية تغريد البقشي، 2022، بعنوان: "حدث ذلك في عصر كورونا".
تأسست الجماعة عام 1997 على يد نخبة من الفنانين الذين تخرجوا بشكل أساسي من معهد التربية الفنية بالرياض. وأطلق عليها اسم جماعة الفن التشكيلي بالقطيف. كان حلمهم هو تحويل هذه المعرفة التي لديهم ونقلها، حيث لم تكن هناك مدارس فنية في ذلك الوقت متاحة للجميع. فأصبحت هذه المجموعة منذ ذلك الحين ناديًا فنيًا يضم العديد من التخصصات بما في ذلك التصوير الفوتوغرافي والخط العربي والرسم الكاريكاتوري والهندسة المعمارية والأفلام والفن التشكيلي، كل منهم لديه أعضاءه ومشاركيه.
كذلك تم تأسيس الجماعة الفنية من عشرة أعضاء تقريبـًا في البداية، والآن هم أكثر من 120 عضوًا.
إن الهدف من الجماعة هو توفير منصة للفنانين لتبادل المعرفة وتبادل وجهات النظر وكذلك توفير مساحة لورش العمل والمحاضرات والمعارض. فالهدف هو تطوير المجتمع من خلال الفن. لطالما كانت الجماعة جزءًا مهمًا من المجتمع وساهمت في التنمية الاجتماعية في العديد من الأنشطة المختلفة، كما ساعدت الجماعة في تسليط الضوء على الكثير من الفنانين المحليين وفتحت فرصًا لبعضهم.
من الجدير بالاهتمام ملاحظة التطور الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة وانعكاسها على الناس، فتاريخ هذه المنطقة معروف بالحضارات التي مرّت بها. والدليل ملموس في المواقع الأثرية التي لا تزال موجودة وكذلك الآثار التي نراها في المتاحف.
يمكننا أن نضيف إلى هذه الدلائل الحرف اليدوية التي تحملها بعض العائلات معهم، والتي تحولت إلى كنية تلحق بها أسماؤهم، من صناعة الفخار إلى الحصير والنسيج وصنع القوارب وما إلى ذلك. أعتقد أن هذا قد أثّر على هذا الجيل من الفنانين في حين انحسار الكثير من الحرف اليدوية وتطور المهن ودخول الصناعات الحديثة، التأثير طرأ في نقل المهارة إلى شيء مرتبط بالاستهلاك العام اليوم، وثانيًا لإسهامه في التطور الثقافي وتأكيد الهوية.
لدينا العديد من الفنانين الذين يستحقون التأمل. ولا يتعلق الأمر فقط بإنتاجهم وأسلوبهم الفني، إنما بإسهامهم في الكثير من المستويات المختلفة؛ سواء عن طريق مشاركاتهم في الكتابة وتنظيم المعارض والمسابقات الفنية، أو من خلال حضورهم وسخائهم في تقديم المعلومات، وتوجيههم للفنانين الشباب.
يمكننا أن نبدأ بعبد الرحمن السليمان، وعلي الصفار، ومحمد المصلي، وزمان جاسم، وعبد العظيم شلي، وكمال المعلم وعبدالله المرزوق وعبد الحميد البقشي، وتوفيق الحميدي، وسامي الحسين، ومنير الحجي، والقائمة يمكن لها أن تطول.
في التسعينيات، كانت هذه المنطقة محظوظة للغاية، حيث كانت تعيش هنا فنانة مصرية تدعى سهير الجوهري. عندما بدأت بتدريب الفنانات بشكل احترافي وأتاحت لهن الوصول إلى المعرفة النادرة والمهارات العالية التي كانت تمتلكها، والتي فتحت الباب أمام العديد من الفنانات اللواتي نراهن اليوم مثل: حميدة السنان، ومهدية آل طالب والعديد من الفنانات.
لقد نشأت في استوديو فني حيث كان والدي فنانًا، ويؤمن بالفن كثيرًا لدرجة أنه دائمًا ما كان يصطحبني أنا وأخواني إلى أي حدث أو محاضرة أو ورشة عمل فنية. كنا نرافقه في أي نشاط يشارك فيه لدعمه ومساعدته، وكذلك لنتعلم منه. لذا، بمجرد تخرجي من المدرسة الثانوية قررت دراسة الفن وانضممت إلى قسم التربية الفنية في جامعة الملك سعود عام 2003.
لقد كانت رحلة مثيرة حيث تمكنت من العمل والتعلم من أفضل الفنانين في المملكة العربية السعودية، وكذلك تجربة العديد من أشكال الفن المختلفة وتوسيع معرفتي عنها.
كانت تجربتي مع الفن الكلية واسعة جدًا وقد تعاملت مع مجالات فنية مختلفة مثل الرسم والتصوير التشكيلي والتصميم الجرافيكي وعمل السيراميك الحفر على الخشب والنسيج والطباعة وحتى التدريس.
تعلمت أيضًا أن الفنان الجيد ليس فقط شخصًا يمكنه الرسم أو يلون، ولكنه أيضًا شخص يدرك قيمة الفن والغرض منه وكيف يؤثر على الناس. وهذا ما يجعلهم استثنائيين في مجال عملهم.
مع كل الاحتمالات التي يوفرها الفن، هناك شيء ما في التصوير التشكيلي يشدني إليه دائمًا، بغض النظر عن الموضوع والفكرة. عندما تواجه لوحة فارغة، تصبح القصة مختلفة، خاصة وأنني لا أحب التحضير إنما أفضل الارتجال. قد يرتبط هذا بطفولتي لأن الرسم والتلوين هما أول طريقة تعبير يستخدمها الطفل بعد البكاء.

أريد من القراء أن يدركوا أن الشرقية منطقة مليئة بالثقافة، والتراث، والتاريخ، والتي كانت ذات يوم إحدى طرق التجارة الرئيسية التي تربط الحضارات القديمة في بلاد ما بين النهرين والبحر الأبيض المتوسط. تشتهر بصناع الفخار والخزف التي لا يزال ينتجها الحرفيون المحليون باستخدام الأساليب التقليدية.
أريد من القراء زيارة الشرقية واستكشاف مناظرها الطبيعية الخلابة وتجربة الثقافة المحلية.
نشكركم جميعًا على إبداعكم، ونرجو لكم الاستمتاع بإعادة اكتشاف جمال وثقافة الشرقية، ويمكنكم البدء من خلال هذا الدليل الثقافي الرائع.

أشهر فن الشارع للفنانة زينب الماحوزي.